على صفحته على «فيسبوك» كتب الشاب الجامعى الأمريكى تومى مولينارى أنه ليس متحمسا لمشاهدة فيلم «The Interview» (المقابلة)، بطولة جيمس فرانكو وسيث روجن، ولكنه بعد انتشار تهديدات إرهابية بتفجير دور السينما التى تعرض الفيلم سيقوم من باب تحدى الإرهاب بحضور العرض الذى يواكب الاحتفالات بأعياد الكريسماس. فى كوريا الشمالية يدفع المواطن حياته إذا تم ضبطه يشاهد فيلما أمريكيا أيا كان موضوعه، وفكرة أن يكون الفيلم نفسه ينتقد ويسخر من قائد البلاد كابوس للنظام الكورى الشمالى، إذا كانت هوليوود لديها القدرة والإمكانات على السخرية من كوريا الشمالية وزعيمها الديكتاتور الشاب المخيف كيم يونج أون، عليها فى المقابل أن تتحمل العواقب، ورغم نفى حكومة كوريا الشمالية أى علاقة بالهجوم الإلكترونى الكبير على سيرفرات شركة سونى للإنتاج السينمائى يوم 24 نوفمبر الماضى فإن الشبهات كانت تتجه إليها. خسائر سونى بدأت بتسريب مجموعة قراصنة تدعو نفسها حُراس السلام خمسة من أهم أفلامها الحديثة بجودة عالية، مما سبب لها خسائر تصل إلى مليارات الدولارات، الخسارة الكبرى كانت تسريب كم كبير من المعلومات عن ميزانيات الأفلام وأجور الممثلين، بالإضافة إلى وثائق سرية خاصة وأرقام الضمان الاجتماعى لآلاف من موظفى الشركة، وصور عقود ونصوص سيناريوهات لم يتم تصويرها بعد. مع اقتراب عرض الفيلم جاء الإنذار الإرهابى لمجموعة حُراس السلام مخيفا وغريبا، حيث هددوا بتفجير دور السينما التى تعرض الفيلم وتحويل أعياد الكريسماس إلى جحيم يشبه أحداث 11 سبتمبر، ومثل هكذا تحد لشركة سونى ، ينحصر الخوف من القراصنة فى تدمير بيانات أو سرقتها، أما أن يهددوا بتفجيرات إرهابية فهذا أمر غير مسبوق وغريب، سونى بدت مترددة وتحولت قاعة سينما سانشاين التى كان يُفترض أن تعرض بريميير الفيلم فى نيويورك إلى مكان غير مريح تحيطه حراسة مشددة. الفيلم كوميديا سياسية عن مقدم برنامج توك شو شعبى جيمس فرانكو وزميله المنتج التليفزيونى سيث روجن يكتشفان أن رئيس كوريا الشمالية من المعجبين المتابعين لبرنامجهما، وتنجح مساعى فرانكو الذى يطمح لتقديم نفسه كإعلامى هام فى إقناع الرئيس الكورى بإجراء حوار معه، لكن المخابرات الأمريكية تجنده ومنتج البرنامج من أجل اغتيال كيم يونج أون، وتنبع الكوميديا فى الفيلم من حقيقة أنهما آخر شخصين مؤهلين لأى عمل مخابراتى أو عملية اغتيال. تركت سونى الخيار لأصحاب دور العرض أنفسهم فى عرض أو عدم عرض الفيلم، لكن بعد أقل من 24 ساعة صُدمت سونى بقرار 3 شركات تملك سلسلة كبيرة من قاعات العرض موزعة فى كل الولاياتالمتحدة عدم عرض الفيلم. شركات التوزيع تعرضت لضغوط من المولات التى تقع داخلها قاعات عرض، وأصبح المتاح أمام سونى لتعويض خسائرها عرض الفيلم من خلال وسائط أخرى آمنة، مثل طبعه على أقراص دى فى دى، أو عرضه على الإنترنت بخدمة المشاهدة حسب الطلب، وهو أمر قد يكون مربحا نظرا للدعاية المجانية التى حصل عليها الفيلم الذى بلغت ميزانيته 42 مليون دولار، لكن جاء أخيرا قرار سونى الحاسم مساء الأربعاء الماضى بعدم عرض الفيلم فى دور السينما أو بأى صورة أخرى، ورفعت أى إشارة عن الفيلم من موقعها الرسمى لتسدل الستار حول أصعب موقف تعرض له فيلم أمريكى.