بطلة «تيتانيك» كانت فتاة مراهقة وقعت فى حب فنان شاب فقير، وكتب جيمس كاميرون شخصية روز كفتاة سنها 17 عامًا، تحاول أمها الأرملة الأرستقراطية تزويجها لرجل ثرى ضعف سنها تقريبًا، اختيار هذه السن للبطلة استوحاه كاميرون من قصة روميو وجوليت، ويتعامل كاميرون مع أفلامه بعقل عالم وخيال حالم، ولهذا تحمل أفلامه جذورًا من الواقع، لكنه واقع مُوظف من أجل الخيال، وفى سعيه لصنع ملحمة سينمائية مختلفة عن 22 فيلمًا و20 مسلسلًا تم إنتاجها عن واحدة من أكبر كوارث القرن العشرين، كانت تتبلور فى ذهنه فكرة: لماذا لا يكون روميو وجوليت على متن «تيتانيك»؟ وهكذا تحول فيلم الكوارث الملىء بالإبهار التقنى والبصرى إلى واحد من أهم الأفلام الرومانسية الميلودرامية فى تاريخ السينما. جاك لم يقل أبدًا أحبك شخصية جاك دوسون الشاب الرسام الموهوب الفقير من خيال جيمس كاميرون الذى كتب سيناريو الفيلم واختار له هذا الاسم، قبل أن يكتشف أن أحد ضحايا غرق السفينة تيتانيك يدعى بالفعل جاك. ورغم أن الفيلم يعد من أشهر الأفلام الرومانسية المعاصرة، وقصة حب جاك وروز الخيالية أصبحت من أهم ثنائيات قصص الحب فى السينما، لكن المدهش أن جاك لم ينطق بكلمة أحبك فى الفيلم على الإطلاق، وروز لم تنطق بالكلمة سوى مرة واحدة فى نهاية الفيلم. أحد مشاهد النهاية يلخص قصة حب أخرى، حيث نرى زوجين عجوزين احتضن كلاهما الآخر على سريرهما فى انتظار المصير المحتوم. المياه التى تسربت للسفينة تصل إلى غرفتهما وتغمر سريرهما وتغرقهما، هذان الشخصان هما فى الحقيقة إيدا وإيزودور ستراوس مالكا سلسلة محلات ماكى فى نيويورك، وحكى الناجون أن إيدا حصلت على مكان فى أحد قوارب النجاة، لكنها رفضت أن تترك زوجها، وقالت إنهما عاشا معًا وسيموتان معًا، هذا المشهد قام كاميرون بتصويره لكن تم حذفه من النسخة النهائية مكتفيًا بمشهد الغرق. وينسليت ودي كابريو بدلًا من مادونا وتوم كروز! تخيل فيلم تيتانيك بطولة توم كروز ومادونا! كاد هذا يحدث، لكن المخرج جيمس كاميرون رفض هذين الترشيحين من بين ترشيحات كثيرة أخرى، كانت أكبر مشكلات كاميرون العثور على من تلعب شخصية روز الفتاة الصغيرة الجذابة، رفض نجمات كثيرات وألحت كيت وينسليت على كاميرون لإسناد الدور إليها، أجرت اختبار أداء مع ديكابريو، وظلت تنتظر النتيجة لكن كاميرون كان يجرى مزيدًا من اختبارات الأداء، وحينما رد عليها أخيرًا متعللًا بانشغاله بجلسات اختبارات الأداء قالت له بانفعال: أنت لا تفهم، أنا روز، لمَ ترهق نفسك بالبحث عن ممثلة أخرى؟ ، كيت وقتها كانت ممثلة صاعدة، وجيمس كاميرون كان هذا العبقرى الذى يسعى لصنع عمل ملحمى هام، أعجبه إلحاح وينسليت وهوسها بالدور، ورأى فيها بعضًا من رقة وطيش روز، التى كانت أكبر منها بنحو 5 سنوات، وعلى العكس من وينسليت تردد ديكابريو فى قبول الدور، ولم يكن واثقًا من نجاحه فى تأديته، لكن كاميرون أقنعه بأنه سيكون نقلة كبيرة فى مسيرته وأنه ملائم تمامًا للشخصية. حينما عرض جيمس كاميرون فكرة الفيلم على شركة فوكس اكتفى بجملة واحدة، حيث قال إنه قصة روميو وجوليت على سطح السفينة تيتانيك ، وعرضت على كاميرون ماثيو ماكوناهى لدور جاك، وكان دور روز سيذهب إلى جوينث بالترو، لكن كاميرون رفض الترشيحات، وكان توم كروز ضمن نفس قائمة ترشيحات الشركة، وضمت قائمة ترشيحات البطولة النسائية عددًا كبيرًا من الممثلات، منهن جينفر إنيستون ونيكول كيدمان وجودى فوستر وكاميرون دياز وكلير دانس وجابرييلا أنور وشارون ستون ومادونا، وضمت قائمة الترشيحات الأولى اسم روبرت دى نيرو فى شخصية كابتن السفينة، لكنه اعتذر بسبب مرض بمعدته. 160 دقيقة قبل الغرق ساعتان وأربعون دقيقة استغرقتها تيتانيك منذ لحظة اصطدامها بجبل الجليد وغرقها فى قاع المحيط، وهذا نفس عدد دقائق زمن الفيلم الذى صنعه جيمس كاميرون تكريمًا لضحايا السفينة، الذين عاشوا أهوال هذه الدقائق المرعبة. جيمس كاميرون الذى كتب وأنتج وأخرج وقام بمونتاج الفيلم يجيد الرسم أيضًا، وهو من قام برسم إسكتش عار بالفحم لروز فى أحد مشاهد الفيلم، تظهر لقطة مقربة ليده وهو يرسم بالفحم بخطوط انسيابية روز على أريكة لا ترتدى سوى قلادة ثمينة. كاميرون أعسر، ولهذا قام بعكس الصورة بعد التصوير حتى تلائم يد ديكابريو الذى كان يستخدم يده اليمنى، لم يكن كاميرون بهذا الالتزام طوال الوقت، كان يسمح للممثلين بالارتجال، حوار مشهد شُكر روز لجاك بعد إنقاذها من محاولة الانتحار كان مرتجلًا، فى مشهد رسم جاك لروز ومع بدء التصوير نطق ديكابريو جملته بشكل خاطئ، فقال لروز بارتباك: يمكنك التمدد على السرير، أعنى على الأريكة واستحسن كاميرون هذا الخطأ، ولم يقم بإعادة تصوير المشهد. كيت وينسليت أضافت إلى حوارها جملة هنا التقينا أول مرة فى مشهدهما معًا فوق مؤخرة السفينة قبل غرقها تمامًا. من يكره أغنية تيتانيك ؟ كان الترشيح الأول لجيمس كاميرون للمغنية والمؤلفة الموسيقية أنيا لعمل الموسيقى التصويرية للفيلم، لكنه فى النهاية مالَ إلى أن يقوم جيمس هورنر بتأليف موسيقى الفيلم، ولم يضع أى شروط أمامه سوى أنه لا يريد أن يتضمن الفيلم أى أغنية على الإطلاق، لكن جيمس هورنر طلب سرًّا من المطربة سيلين ديون التدريب على أغنية My Heart Well Go On ، وقامت بغنائها مرة واحدة دون إعادة فى الاستوديو، لتسجيل نسخة أولية من الأغنية، ذهب هورنر إلى كاميرون وعرضها عليه وأعجبته بشدة، وقرر أن تكون الأغنية مصاحبة لتترات نهاية الفيلم، وتم استخدام النسخة الأولية كما هى دون تعديلات، وقد فازت الأغنية بالأوسكار، وأصبحت واحدة من أشهر الأغنيات الرومانسية وانطلاقة فى مسيرة سيلين ديون الفنية، ورغم ذلك اعترفت كيت وينسليت أنها رغم إعجابها بسيلين ديون فإنها كرهت الأغنية حينما سمعتها لأول مرة، وقالت إنها تشعر بالغثيان كلما ذهبت فى مناسبة أو مكان عام، وقام أصحاب المكان بإذاعتها احتفاء بها مرارًا وتكرارًا، لم ترد سيلين على هذا الرأى لسنوات.