طالب وزير الخارجية محمد عمرو جميع الدول الأعضاء فى حركة عدم الانحياز بإعلان إعترافها بالدولة الفلسطينية خلال الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة ، وتضمين هذا الإعتراف فى بياناتها أمام الجمعية العامة خلال الدورة. وتناول عمرو فى كلمته أمام احتفال حركة عدم الانحياز ، فى بلجراد اليوم الأثنين ، بالذكرى الخمسين لإنشائها ، ثورة يناير وأثرها على سياسة مصر الخارجية قائلا أن «ثورة 25 يناير قامت للمطالبة بالتغيير السلمى من أجل تحقيق الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية ، وأسفرت عن تغييرات جذرية فى مختلف مناحى الحياة ضاعفت من قدرة مصر على القيام بدورها التاريخى على صعيد السياسة الخارجية ، بما فى ذلك دورها فى المحافل الدولية وحركة عدم الانحياز». وأكد عمرو أن «مصر الثورة تمد يد التعاون والتواصل مع الجميع فى سبيل تحقيق المقاصد السامية لحركة عدم الانحياز والدول النامية بصفة عامة». وانتقد وزير الخارجية فى كلمته تفشى ازدواجية المعايير فى العلاقات الدولية والانتقائية فى تنفيذ قرارات مجلس الأمن ،كما انتقد تنامى التوجه الدولى لإحكام منع الإنتشار النووى والتركيز على الحيلولة دون حصول المزيد من الدول على هذا السلاح، بينما يغض المجتمع الدولى الطرف عن ضرورة نزع السلاح النووى من حائزيه بالفعل.
وبخصوص حركة عدم الإنحياز قال وزير الخارجية إن حركة عدم الانحياز - وبعد مرور خمسين عاماً على قيامها- تحتاج إلى رؤية أكثر تطوراً لكيفية تحقيق أهدافها السامية، تقوم على تعزيز العلاقة المؤسسية بين الحركة والمنظمات والتجمعات الإقليمية والإقليمية الفرعية التى تنتمي إليها دولنا، والتى تتميز بثِقل سياسى كبير مثل الإتحاد الأفريقى ومنظمة التعاون الإسلامى ٍ ومنظمة الدول الأمريكية والآسيان وغيرها من التجمعات وما يندرج تحتها من منظمات فرعية. كما يقتضى قدراً أكبر من التنسيق والتعاون بين حركة عدم الانحياز ومجموعة ال77 لتحقيق أهدافنا المشتركة فى كافة المجالات. ويتطلب ذلك كله أن ترسم حركة عدم الانحياز خططاً واضحة للتعامل مع المتغيرات المتلاحقة على الساحة الدولية كما تحتاج الحركة الى آلية مؤسسية في إطار منهجية الحركة تسمح بمراجعة الأولويات دورياً تبعاً للمتغيرات الدولية، بما فى ذلك النظر فى إنشاء سكرتارية دائمة للحركة تعزز من قيامها بهذا الدور. وأضاف عمرو إن تجمعنا اليوم جاء ليؤكد علي أن حركتنا تسير على المسار الصحيح في إطار نستند فيه إلي انجازات الماضي لنستلهم منها روح المستقبل، يستجيب للتطورات المتلاحقة ويعزز من قدرتنا علي التعامل معها علي نحو يحقق أهدافنا المشتركة، فما يربط بيننا هو تاريخ عريق يعزز منه تصميمنا علي تحقيق أفضل مستقبل لشعوبنا ودولنا.