وصفت وكالة «أسوشيتيد بريس» اليوم الأحد، قرار الإخوان المسلمين الدفع برجل الأعمال المهندس خيرت الشاطر، النائب الأول للجماعة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، ب«القنبلة السياسية» التى زلزلت الأوساط السياسية المصرية، وأن ترشيح الإخوان للشاطر يمثل تحولاً دراماتيكياً فى مواقف الجماعة، وتراجعًا مفاجئًا عن تعهداتها السابقة بعدم خوض غمار المنافسه على منصب الرئيس. وصفت الوكالة «الشاطر» بالمرشح الأكثر حظًاً فى الفوز بمنصب الرئيس، وأكدت أن نجاح الإخوان فى الانتخابات البرلمانية السابقة، والدور الذى لعبه الشاطر فى قيادة وتوجيه الجماعة فى الفترة التى أعقبت الإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك، يجعل منه مرشحًا يمتلك حظوظًا كبيرة فى السباق الرئاسى. وأشارت الأسوشيتد بريس إلى أن قرار الإخوان المنافسة على منصب الرئيس، من شأنه أن يوسع الفجوة الكبيرة الموجودة بين التيارات الليبرالية والعلمانية، وبين التيارات الإسلامية فى مصر، بسبب تزايد المخاوف أن يتبنى الإخوان خطابًا مختلفًا عن ذلك الخطاب المعتدل الذى نهجوه خلال العام الماضى. فى سياق متصل، قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية، أن قيام جماعة الإخوان المسملين بترشيح خيرت الشاطر لمنصب رئيس الجمهورية، هي خطوة استفزازية لليبراليين، وتعمق الشك لدى المجلس العسكري الحاكم للسطلة المتنامية للإسلامين في مصر. وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أنه إذا كانت الجماعة قد اجتمعت مع الجنرالات الحاكمين الأسبوع الماضي، لكن من غير المؤكد موافقة المجلس العسكرى على ترشيح الشاطر، وأنه يمكن القول بأن الإخوان تقوم بمناورات سياسية لحماية سلطاتها أمام الجيش. وأشارت إلى أن ترشيح الشاطر يرمز إلى التغيير في الحظوط السياسية التي عرفتها البلاد منذ سقوط مبارك، فالشاطر «مليونير تمويل الجماعة» وهو رجل أجش خطه الشيب، وذو شخصية ليست كاريزمية.
وقد تم اختيار الشاطر الذي سجن لعدة سنوات في عهد الرئيس السابق مبارك، بعد جدل كبير حول ما إذا كانت الجماعة سوف تدفع بمرشح رئاسي، وذلك بعد أن نقضت الجماعة وعدها السابق بعدم ترشيح أي عضو من الجماعة. وأشارت الصحيفة إلى أن قيادات الإخوان تخشى تدعيم صفوف الساخطين من أعضائها لمرشحين إسلاميين آخرين مثل عبد المنعم أبو الفتوح عضو جماعة الإخوان السابق ، أو حازم صلاح أبو اسماعيل، المحافظ المتشدد الذي يفضله الشعبيون. وقال عمار علي حسن، مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية إن جماعة الإخوان المسلمين لديها تاريخ طويل من الصفقات مع السلطات الحكومية، ومن الأرجح أنها اتفقت مع الجيش، فالجماعة والمؤسسة العسكرية على خلاف منذ عهد طويل، لكن يبدو أن التكتيكات الحالية يمكن أن يكون اتفق الطرفان على «خيرت الشاطر».