طلبت إيران من شركة «جوجل» تغيير اسم الخليج العربى إلى الخليج الفارسى على «خرائط جوجل»، فجاءت استجابة جوجل إلى الطلب الإيرانى بطرح صفحة على الإنترنت خصصتها لعمل استفتاء على الاسمين، وقالت إن الذى ستكون له النسبة الأكبر سيتم اعتماد اسمه فى «جوجل إيرث». البداية كانت للإيرانيين حيث تخطت نسبة التصويت لصالح تسمية الخليج باسم «الخليج الفارسى» 70% من نسبة التصويت. ولكن مع وصول عدد الأصوات المشاركة إلى أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون أصبحت النسبة 62.6% لصالح الخليج الفارسى مقابل 37.4% للخليج العربى، بينما لا يزال التصويت مفتوحا حتى هذه اللحظة. جوجل كتبت فى مقدمة صفحة التصويت «يرجى التفضل بعدم إرسال هذه الصفحة فى رسالة جماعية لحث الناس على التصويت، فكثير من الناس لا يرغبون فى تلقى هذا النوع من رسائل البريد الإلكترونى، كما أن تلك الطريقة تسىء لسمعة موقعنا، شكرا لك». إلا أن الصفحة انتشرت بشكل كبير عبر الرسائل الإلكترونية وفى المنتديات العربية لحث العرب على المشاركة فى التصويت لحسم النتيجة لصالح الخليج العربى وإنقاذه من تحويل اسمه إلى الخليج الفارسى. وكنوع من مساعدة المشارك فى التصويت، وكنوع من الحيادية، خصصت «جوجل» لكل تسمية عدة أسباب تجيب عن سؤال «لماذا تجب تسمية الخليح بالعربى/ الفارسى؟». التعليق: اللباد: «الفارسى» الاسم الدولى المعتمد والعرب غير مهتمين بقضية اسم الخليج لدكتور مصطفى اللباد، مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية: تسمية الخليج بالعربى أو الفارسى تمثل مشكلة قديمة ومحل شد وجذب بين الدول العربية وإيران منذ عقود طويلة، وهذا الخلاف يرجع إلى الجوار القلق بين إيران والعرب، مع الإشارة إلى أن التسمية المثبتة دوليا هى الخليج الفارسى. أما ارتفاع عدد المصوتين على «جوجل» لمصلحة الخليج الفارسى على الرغم من أن عدد العرب أكبر من عدد الإيرانيين جاء نتيجة لعدم مشاركة العرب فى التصويت، مما يدل على أنه ليس هناك جدية من جانب العرب فى التعامل مع قضاياهم، وذلك لأنهم لا يحاولون خلق استراتيجية للتعامل مع إيران. ثم إن «جوجل» لن تحسم هذا الصراع لأنها غير ملزمة، وإنما هى شركة تجارية تحاول خلق نوع من النقاش حول موضوعات مختلفة، مع الإشارة إلى أنه يمكن تغيير التسمية بطريقة هادئة. التحليل: الصراع «الإيرانى- الخليجى» ينتقل إلى الفضاء الإلكترونى.. والحرب الباردة تستخدم لغة الثأر خوف الخليج من الدور الإيرانى فى المحيط السياسى والإقليمى أمر لا يخفيه أى ملك أو أمير خليجى، آخر مظاهر ذلك الخوف الخليجى من إيران كان ذلك التصريح الذى أطلقه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى عبد اللطيف الزيانى لرفض التدخلات الإيرانية فى شؤون دول مجلس التعاون الخليجى بعدما هاجمت طهران موقف الدول الخليجية تجاه مظاهرات البحرين فى مارس الماضى. والصراع الإلكترونى ربما لا يقل أهمية عن ذلك السياسى الذى يطغى على العلاقة بين الجانبين، فلو شاء استفتاء «جوجل» أن يتحول الخليج العربى إلى الخليج الفارسى، فإن التوتر بالتأكيد سيدخل مرحلة جديدة، حتى ولو كانت تلك التسمية على «جوجل» فقط دون الاعتراف بها رسميا، إلا أنه يظل نوعا من أنواع الحرب الباردة أو النفسية بين إيران والخليج حول «لمن الغلبة اليوم». وهو ما يمكن رؤيته بوضوح عبر تلك الحملة العربية أو الخليجية بشكل أدق، التى تسعى إلى إجهاض المحاولة الإيرانية، فالكلمات التى كتبت بها الرسائل الإلكترونية توحى بأن هناك ثأرا ما أو خطر حرب قادما، فكلمات مثل «أنقذوا الخليج من الفرس»، أو «هبوا يا عرب فى وجه إيران»، إنما تدل على عداء واضح ليس على الجانب السياسى فقط، بل والشعبى أيضا.