فى أحد عروض «تياترو مصر»، طلّ على الشاشة مجموعة من الشباب الموهوبين الذين يمثّلون جيل الكوميديا القادم بكل جدارة، مرّت الدقائق ولم أرَ أشرف عبد الباقى قائد الأوركسترا، فى آخر المسرحية ظهر أشرف لدقائق بعد أن قدَّم نجوم المستقبل إلى الجمهور، قانعًا بحب الجميع له واعترافهم بتفانيه. لدقائق فكَّرت فى هذا البلد لو كان مسؤولوه يعملون بنفس مبدأ أشرف عبد الباقى، أشرف عبد الباقى الذى رضى بنصيبه فى السينما فاتجه إلى تقديم البرامج، فصار نجمها الأول بين زملائه الذين جرَّبوا تقديم البرامج، ثم اتجه إلى «السيت كوم» فأصبح نجمها الأول ب«راجل وست ستات»، ثم قرر أن يكون عونًا لموهوبين جدد فى تجربة «تياترو مصر» دون أن يزاحمهم، ويسفّه من جهدهم، ويتعامل معهم على أنه النجم الأوحد، بل إنه بكل بساطة يمهد الطريق لإفيهات الشباب وكأنهم هم الأبطال نجوم الشباك. هل عقمت مصر عن أن تنجب أمثال أشرف عبد الباقى فى كل المجالات؟ أصحاب الشعر الأبيض على العين والرأس، ودراستهم وخبرتهم ورؤيتهم أهلًا بها، لكن هناك أجيالًا شبَّت وشابت وماتت، وهؤلاء فى أماكنهم باعتبارهم أصل الشغلانة، وعَ الأصل دَوَّر! إتاحة الفرصة للشباب المبدع فى أى مجال لا يعنى التخلِّى عن خبرة الكبار، ولكن كل ما نريده هو أن يتم تسليم الأمانة من جيل إلى جيل بالتدريج، من خلال نقل الخبرة، والإشراف على القرارات، وفتح المجال للابتكار والتفكير خارج الصندوق! ما المشكلة فى أن يأخذ البلد هذا المنحى، وتتم الاستعانة بشباب مبدعين كمراكز قيادية فى كل مؤسسسات الدولة العامة والخاصة، والمحافظات، والوحدات المحلية؟ لماذا يصر أصحاب الشعر الأبيض -أصحاب بلد إمبارح- على أن يموتوا على كراسيهم، بينما يموت الشباب الموهوب -أصحاب بلد بكرة- على كراسى القهوة؟