أفرزت الدعوة لتظاهرات اليوم 28 نوفمبر، والتي أطلقتها الجبهة السلفية تحت عنوان «الثورة الإسلامية» حالة من الانقسام و«الدربكة» في صفوف القوى الإسلامية في البلاد، فما بين مؤيد وداعم من التحالف الوطني لدعم الشرعية «الإخواني» بما يضم من أحزاب الحرية والعدالة والأصالة والفضيلة، وبين رافض ومقاطع ومحذر من تلك التظاهرات وهو حزب النور والدعوة السلفية، إلى قوى لم تعلق لا بالسلب أو الإيجاب وعلى رأسها حزب الوسط الذي انسحب من تحالف الإخوان في وقت سابق. الإخوان.. حلم تكرار سيناريو «جمعة الغضب» تأتي جماعة الإخوان الإرهابية في مقدمة الداعمين لتلك التظاهرات، التي تتخذ من المصاحف على رؤوس السيوف شعارا لها، وذلك سواء بدعم مادي أو بالمشاركة المباشرة عبر الزج بشبابها الذين لم تطولهم القبضة الأمنية، في محاولة لتكرار سيناريو جمعة الغضب 28 يناير 2011 والذي كان يوما فارقا في مصير الثورة وسقوط نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك. الجماعة المشتتة من قبل الدولة في أعقاب 30 يونيو، تدير أجندتها وسياستها من الخارج، في البداية اتخذت من قطر مركزا لحملاتها المضادة ضد الدولة، ثم أنقرة في تركيا بعد ضغوط الدبلوماسية المصرية لطرد قادتها من الدوحة، فمارست عدة أعمال متفرقة أهمها نشر العنف والفوضى في الجامعات إلى جانب بعض التظاهرات ذات الأعداد القليلة أسبوعيا. الجبهة السلفية.. «ثورة إسلامية» أم «ذوبعة في فنجان» الجبهة السلفية.. كيان لم نقرأ عنه أو نسمع بشكل كبير إلا مع إصداره بيان ثورته المزعومة، مستغلا توالي وتتابع العمليات الإرهابية التي شهدتها سيناء وبعض المناطق الحيوية في القاهرة ومحافظات الوجه البحري. القوى السياسية الليبرالية وعلى رأسها أحزاب الوفد والمصريين الأحرار والمؤتمر إلى جانب قوى اليسار بزعامة حزب التجمع، أجمعت على قدرة الدولة التصدي لتلك التظاهرات لكنها طالبت بالحسم في التعامل ووصفت الجبهة السلفية بالكيان الإرهابي، وهو الاتجاه الذي تبناه الإعلامي المصري أجمع. أما الأمن المصري فرفض التعامل مع دعوة الجبهة المتطرفة للخروج إلى الشوارع على إنها «ذوبعة في فنجان»، وحشد الغالي والنفيس من عدته وعتاده، واستدعى الاحتياطي من جنود الأمن المركزي لتأمين المنشآت العامة الصغيرة منها والكبيرة، في رسالة قوية على قدرة الدولة فرض هيبتها على الكيانات المنحرفة. حزب النور ينضم للدولة في حربها ضد الإرهاب بحملة «مصرنا بلا عنف» عقد حزب النور مع الدعوة السلفية، عشرات المؤتمرات في شمال مصر وجنوبها متبنيا حملة مضادة لما أعلنته الجبهة السلفية تحت عنوان «مصرنا بلا عنف»، معتبرا ما يتم الدعوة والحشد إليه بأنه مؤامرة كبرى لتقسيم مصر وهدم الجمهورية الجديدة، فقام بطبع الملصقات الرافضة للعنف وكلف شبابه بتوعية المواطنين. وفي هذا الإطار قال الدكتور يونس مخيون رئيس الحزب «وصلت خسه من يحاول تدمير الوطن إلى الدعوة لحمل المصاحف يوم 28 وهذا من فعل الخوارج، هؤلاء يريدون هدم مؤسسات الدولة وتحويل مصر مثل ليبيا وسوريا والعراق واليمن». حزب الوسط في مصيدة التسلل هو اسم على مسمى، حزب الوسط.. لم يتخذ موقفا سواء هنا أو هناك، مكتفيا بدور «الشاهد اللي مشافش حاجة»، حيث اكتفى مسئولوه بالتعليق على تظاهرات 28 نوفمبر بأنها خطوة غير موفقة لن يشاركوا فيها، فلا هم رفضوا الفعالية من حيث المبدأ ولا هم أعلنوا المشاركة. وعلن الدكتور محمد عبد اللطيف، الأمين العام للحزب ، عدم المشاركة فى المظاهرات التى دعت إليها «الجبهة السلفية» ووصفها بالخطوة غير الموفقة، والتى لن تجمع الناس، مضيف «أن الوسط يتفق على ما يجتمع عليه المصريون من أهداف ثورة 25 يناير وهى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، ويدعم كل من يُطالب بتلك الأهداف».