قليل من الاهتمام يكفى الدعوات المشبوهة للجبهة السلفية، إحدى أجنحة جماعة الإخوان، للتظاهر غدا (28 نوفمبر) لإعلان الثورة الإسلامية. وعلى الرغم من فشل الإخوان فى تظاهراتهم وفاعلياتهم على مدار عام ونصف العام، فإن الهتاف ل«داعش» فى تجمعاتهم الأخيرة، يثير القلق، الأمر الذى تعاملت معه الدولة «أمنها وإعلامها وأجهزتها» بمنتهى الجدية، التى فاقت أحيانًا «الحد المناسب». فى هذا التقرير نحاول تذكير الإخوان «إن نفعت الذكرى» بالفشل الذريع الذى جنوه طوال عام ونصف العام من التظاهر والتخريب. يونيو 2013 فشل تحالف «دعم الشرعية» فى 27 يونيو 2013 بدأ التحالف تدشينه ببيان يدعو فيه الرافضين إلى الإطاحة بمرسى للنزول فى مسيرات لقطع دابر الثورة المضادة والمتآمرين معها ضد الشعب المصرى، داعيا المصريين إلى النزول إلى ميدان رابعة لمليونية «حماية الشرعية» فى ميدان رابعة العدوية كان ذلك أول بيان تحريضى اتهم الإخوان وشركاؤهم فيه الشعب المصرى الذى ثار ضدهم بأنه يساق من الثورة المضادة دون تكليف عناء الحديث عن فشلهم، وعلى مدار 46 يومًا من عمر اعتصام رابعة الذى بدأ فى 28 يونيو وحتى فض «رابعة العدوية» فى 14 أغسطس استمر تحريض التحالف من أعلى منصة رابعة العدوية والتحريض ضد الشعب بالسحق والقتل وتحويل مصر إلى سوريا جديدة. بدأ التحالف مرحلة جديدة من تنظيم المسيرات والمظاهرات فى مختلف المحافظات بعد فض «رابعة العدوية» التحالف الذى ضم فى طياته كلًا من أحزاب الوسط، الوطن، البناء والتنمية، الجبهة السلفية، الحزب الإسلامى، بالإضافة إلى حزب الحرية والعدالة وأحزاب أخرى هشة وغير معروفة وصل عدد التحالف إلى 15 حزبًا، ومع توالى صد الدولة لإرهاب الجماعة والتحالف، بدأ التحالف ينهار وتدب بينهم الخلافات، ومع إقرار الدستور المصرى الجديد فى 2014 بدأ التحالف فى الانشقاق بعدما تيقنت الأحزاب أن الإخوان تقودها إلى الهلاك وأن الشعب المصرى مصر رغم إرهابهم، المضى قدما نحو تحقيق خارطة الطريق التى أقرت بعد عزل مرسى فى 3 يوليو 2013. أغسطس 2013 أيام الحسم.. لم تحسم شيئا بعد فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، والمواجهات المسلحة بينهم وبين الأمن فى رمسيس ما بين يوم 14 وحتى 18 أغسطس 2013، بدأ الإخوان من خلال شركائهم فى التحالف الذى دشنوه وقت «اعتصام رابعة» فى تجميع أنفسهم والدعوة إلى مظاهرات كبيرة بتاريخ 30 أغسطس أعلنت الجماعة والتحالف عن مظاهرات أسمتها أيام الحسم كأول مظاهرات بعد فض رابعة وانطلقت المظاهرات من مسجد مصطفى محمود، وفى ميدان رمسيس، لكن يوم الحسم انتهى بالقبض على المجموعة التى أثارت الشغب، وكانت تحاول إثارة هلع المصريين، وأسفرت عن قتل وإصابة عدد من المواطنين فى ميدان رمسيس. وفى 19 سبتمبر دعت الجماعة إلى تظاهرات حرائر مصر بعد القبض على عدد من متظاهرات الإخوان، حيث بدأت الجماعة عددًا من التظاهرات فى مختلف المساجد فى القاهرة والجيزة، لكنها فشلت كمحاولات الإخوان المستمرة. أكتوبر2013 إفساد ذكرى انتصارات أكتوبر على صفحات الإخوان ومن خلال بيانات التحالف ظهرت دعوات بعنوان «اللهم بلغنا 6 أكتوبر» وهو اليوم الذى دعت فيه الجماعة أنصارها إلى التظاهر فى كل المحافظات واستهداف مؤسسات الدولة ودخول ميدان التحرير والاعتصام به، لكن الرفض الشعبى والتأمين القوى للجيش والشرطة حالا دون تنفيذ مخططات الإخوان، وبدعم شعبى كبير نظم الجيش وقتها احتفالًا كبيرًا بنصر أكتوبر بحضور شعبى كبير فى ميدان التحرير على الرغم من محاولة الإخوان تعكير صفوها. نوفمبر 2013 صحيح.. اللى اختشوا ماتوا تحت عنوان «اللى اختشوا ماتوا» نظمت جماعة الإخوان والتى اتهمت شباب الثورة والمشاركين فى أحداث محمد محمود الأولى بتلقى الأموال من الخارج لمنع إقامة الانتخابات، نظمت الجماعة تظاهرات لإحياء ذكرى محمد محمود فى 19 نوفمبر قبل الماضى، كانت هناك دعوات للإخوان بإحياء ذكرى محمد محمود، لكن القوى الثورية رفضت الاشتراك مع الإخوان فى ذلك وقررت النزول لميدان التحرير وشارع محمد محمود لإحياء الذكرى دون السماح للإخوان بالمشاركة معها، لأنهم كانوا أحد أسباب قتل الثوار فى ذكرى محمد محمود الثانية. ومع بداية شهر يناير 2014 نظمت الجماعة عددًا من التظاهرات الرافضة للدستور الجديد تحت مسمى «دستور العسكر» ودعت فيه الجماعة إلى التصعيد واستخدام العنف، لكنها فشلت بسبب المشاركة الشعبية الكبيرة فى الاستفتاء على الدستور. يناير 2014 «25 يناير» تتبرأ منهم لم تترك الجماعة ذكرى ثورة يناير تمر دون الإعلان عن تنظيم تظاهرات فيها، حيث دعت الجماعة إلى تظاهرات فى 25 يناير 2014، وكانت بعنوان «مظاهرات يوم الغضب» تحول شارع قصر العينى إلى حلبة قتال بين رجال الشرطة والمتظاهرين، حيث شهد اشتباكات على مدى ساعة متواصلة ما بين الطرفين وشهد ميدان مصطفى محمود أيضا أحداث عنف كبيرة من قبل الإخوان وتصدت الشرطة لهم، كما فض الأمن المظاهرات فى ميدان المطرية وفرض حصارا أمنيا مكثفا على المكان، كما أنه يحاول إبعاد المتظاهرين عن الميدان بعد الإعلان عن نية الجماعة الاعتصام به. واشتبك الأمن مع عدد من المتظاهرين فى ميدان الدقى وشارع شبرا وأسفل كوبرى الجلاء، وفشلت مظاهرات يوم الغضب فى 25 يناير 2014 لتظهر دعوات يوم 12 فبراير، حيث دعا التحالف الداعم للإخوان عناصره إلى التظاهر طوال أيام الأسبوع الذى أطلقوا عليه أسبوع «أيقونة رابعة» وقد سبقتها دعوات للتظاهر إحياءً ليوم تنحى مبارك. مايو 2014 وثيقة بروكسل.. الخيانة فى أوضح أشكالها حاولت الجماعة البحث عن نقلة أخرى أو التأكيد أنها ما زالت موجودة وأنها لم تستسلم حتى بدأ قيادات الجماعة الهاربون مثل الدكتور جمال حشمت ومحمد محسوب وغيرهما فى تدشين وثيقة المبادئ العشرة، أملًا فى التقرب إلى قوى مدنية وبحثًا عن دور لها ولو بالتحريض فى الخارج، وفى 7 مايو من عام 2014 اتفقت الجماعة مع الدكتور أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، على استقطاب عدد من الشخصيات المدنية لتدشين وثيقة تخلت فيها الجماعة للمرة الأولى عن مطلبها بعودة الرئيس المعزول، ونصت الوثيقة على اتخاذ إجراءات داخلية وخارجية لإسقاط النظام المصرى إلا أن الخلافات بدأت تدب وبشكل كبير بين الإخوان، فلأول مرة تتنازل الجماعة عن مطلب عودة المعزول فرفض عديد من شباب الإخوان الوثيقة، وأخرج الدكتور محمود حسين بيانًا ينتقد فيه الوثيقة ويتبرأ منها، وبدأ الدكتور جمال حشمت فى التهرب من مشاركته، ولم تكن الاعتراضات فقط من الإخوان، لكن بدأ شركاء الجماعة فى الإحساس بالغدر من الجماعة، وبعدها بدأت تلك الأحزاب فى البحث فى مصيرها داخليا بعيدا عن الجماعة، وفى النهاية فشلت الوثيقة. أغسطس 2014 المجلس الثورى.. التحريض والفشل فى 8 أغسطس دشن الهاربون من القيادات المحرضة على العنف من جماعة الإخوان وشركائهم فى مؤتمر صحفى عقدته من إسطنبول المقر الدائم للتحريض ضد مصر تدشين ما أسمته «المجلس الثورى» وذلك قبل أيام قليلة من ذكرى فض رابعة العدوية والنهضة بحضور عدد من قيادات الإخوان وشخصيات سياسية متحالفة معها، ونص بيان تدشين التحالف الثورى المزعوم على إقامة مكتب سياسى يقوم على الشؤون السياسية وإدارة الاتصالات والعلاقات الدولية للمجلس مع جميع الحكومات والبرلمانات ومؤسسات المجتمع المدنى، وتفعل التأييد لمقاومة دولة الاستبداد والفساد، معلنة عن تشكيل هذه الهياكل مع استكمال تأسيس المجلس الثورى، حيث تم تكليف الهيئة التنفيذية للتواصل مع جميع الكيانات والأفراد الفاعلين لدعوتهم إلى المشاركة فى تحقيق أهداف المجلس، ويرى بعض قيادات الإخوان أنه البديل المناسب للتحالف الذى بدأ فى التفتت بعد خروج حزبى الوطن والبناء والتنمية وغيرهما من الأحزاب الأخرى وأيضا حركة تثبت أن الجماعة تتحرك فى الخارج.