كتب: إسراء كامل قال بعض القساوسة بمحافظة المنيا إن كنائس المحافظة بطوائفها الثلاثة "الأرثوذيكسية، الكاثوليكية، البروستانت" تشهد حالة من الطوارئ والتخوفات، بسبب ظهور جماعة مسيحية تسمى "شهود يهوه" يتهمها الأقباط باعتناقها للفكر الصهيوني. وبحسب تعبيرهم، فقد اجتاحت حالة من الخوف بين الأقباط داخل محافظة المنيا، بعد أن تلاحظ وبقوة عودة هذه الجماعة إلى الساحة من جديد، حيث قال أحد القساوسة إن ظهر ذلك جليا في قيام أعضاء من هذه الجماعة بتوزيع آلاف المنشورات على أهالي المحافظة من الأقباط بعنوان: "أنت تسأل والكتاب يجيب" ومدون عليه دعوة الجماعة لزيارة موقعها لمناقشة مفاهيم الكتاب المقدس. ومن جانبه، قال القس داوود ناشد وكيل مطارنية سمالوط للأقباط الأرثوذكس، إن جماعة "شهود يهوه" هي جماعة صهيونية، وإنها بعيدة كل البعد عن الديانة المسيحية، ولا يعترفون بطوائفها الثلاثة، مضيفاً أنه رغم أنهم يطلقون على أنفسم جماعة مسيحية، إلا انهم يقومون بكثير من الطقوس الصهيونية واليهودية، ومنها على سبيل المثال اعتبار يوم السبت بأنه اليوم المقدس في حين أن يوم المسيحية هو الأحد، وأنهم لا يضعون الصلبان على صدورهم وفي المنازل، ولا يأدون صلواتهم داخل الكنائس. وأضاف وكيل مطرانية سمالوط للأقباط الأرثوذيكس، أن التحركات الملحوظة لتلك الجماعة على أرض المنيا، كبداية لها للانتشار بجميع ربوع الجمهورية، قائلا: "قمنا كقساوسة بالاجتماع لمناقشة آلية التصدي لفكر تلك الجماعة وتحركاها الممنوعة والمحظورة وفقاً للقانون، وانتهينا إلى ضرورة التوعية داخل الكنائس، من خلال التعريف بتلك الجماعة وتاريخها، والفكر التي تعتنقه، وكذلك عدم دخول كل من ينتمي إلى «شهود يهوه» داخل منزل المسيحين، أو الدخول في جدال معهم". وقال الأنبا مكاريوس مطران المنيا وأبوقرقاص، إن تلك الجماعة لم تكن وليدة اللحظة، وإنها جاءت إلى مصر فى سبعينات القرن الماضي، وإنها جماعة لا تعترف بأن المسيح إله، كما إنها لا تحتفل بأية احتفالات خاصة بالمسيحيين، وإنهم قاموا بتحريف بعض الكلمات بالكتاب المقدس وإنهم يروجون لما يحملونه من أخطاء، من خلال إنفاق الأموال الطائلة". وأوضح الأنبا مكاريوس، أنه أصدر تعليماته إلى جميع القساوسة، بضرورة توعية المجتمع القبطي بفكر وخطورة تلك الجماعة، وعدم الاطلاع على الكتب أو المواقع الإلكترونية الخاصة بها، كذلك عدم الدخول معهم في أي مجادلات، وذلك بسبب المفاهيم المغلوطة والمحرفة التي يملكونها ويتحدثون من منطلقها. وأضاف أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أصدر قرارا عام 1959 بإغلاق كنائس هذة الطائفة ومنع بناء أي كنائس لهم مع حظر جميع منشوراتهم وكتبهم وعدم تداولها، وإلقاء القبض على المئات منهم، ووصفت محكمة القضاء الإداري فى عام 1954 هذه الجماعة بالصهيوينة، وذلك خلال نظرها للدعوى التى تطالب بإلغاء قرار وزير الداخلية الخاصة بمصادرة كتب الجماعة وحظرها. وقالت ميادة حنا (35 سنة) وهي تعمل بإحدى الجمعيات الأهلية، إنها وأثناء تواجدها بكورنيش مدينة المنيا، حضر إليها أحد الأشخاص الذى لم يتعدى عمره ال20 عاماً، يقوم بتوزيع منشورات عليها، وعندما سألته ما هي تلك المنشورات؟ أكد بأنها دعوة لزيارة موقع خاص بالديانة المسيحية، للتعرف على المفاهيم المسيحية الصحيحة، وتفسير آيات الكتاب المقدس، مضيفة أنها فور زيارة الموقع والاطلاع عليه، تبين احتوائه على بعض الآيات والتفسيرات المحرفة، وكذلك بعض التعاليم التي تتنافى مع تعاليم الدين المسيحي. وأضاف ميلاد عدلى –ترزي- والذى حصل على أحد تلك المنشورات خلال سيره بالسيارة الخاصة به على كوبري النيل بمدينة المنيا، أنه فور الاطلاع على الموقع المدون على المنشور، تبين له أن فكر تلك الجماعة يدعوا إلى عدم الاعتراف بما يسمى القومية الوطنية أو الالتحاق بالجيش وعدم تحية العلم، بحجة ظنه صنم، بالإضافة إلى مقاطعة أي انتخابات.