عندما قرر اتحاد الكرة تنصيب شوقى غريب مديرا فنيا للمنتخب الأول منذ عام مضى ثارت شكوك كثيرة حول مدى قدرته على تولى هذه المهمة فى ظل الظروف الصعبة القائمة، لكن الرجل خرج علينا وقتها بتصريح قاطع قال فيه: «أنا لسه ما اشتغلتش علشان تحكموا عليا، وعلى العموم إذا لم أوفق فى الوصول إلى نهائيات أمم إفريقيا 2015 هاسيب مكانى وامشى»! دارت الأيام ومرت الأيام واشتغل شوقى وفشل فى التأهل، لذلك أصبح لزاما عليه الوفاء بوعده فى الاستقالة التى ستكون أكرم له قبل صدور قرار الإقالة بشكل رسمى نهاية الشهر الجارى. سأستعرض معكم كشف حساب الفترة التى تولاها لتحكموا عليها وعليه من واقع الأحداث والنتائج والأرقام: 1- المنتخب لعب تحت قيادته 10 مباريات ما بين ودية ورسمية، خسر منها 5 وتعادل فى واحدة وفاز فى 4، محققا نسبة نجاح لا تتعدى 40%، وهى النسبة الأضعف بين كل المدربين الذى تولوا الإشراف على الفريق الوطنى خلال العقود الأخيرة. 2- الفريق سجل فى عهده 12 هدفا وتلقت شباكه 11، بما يعنى نجاحه المتوسط على المستوى الهجومى وإخفاقه الكارثى فى النواحى الدفاعية. غريب لم يتمكن من معالجة أخطاء التمركز المتكررة للخط الخلفى خلال الرفعات العرضية وفى أثناء الكرات البينية الأمامية. 3- ضم 57 لاعبا خلال فترات المعسكرات، لكنه استبعد منهم 20 واعتمد على 37 دخلوا بالتناوب إلى القوائم الرسمية للقاءات العشرة. لم يلعب بتشكيل واحد خلال مباراتين أبدا، مما يعكس عدم دقة اختياراته منذ البداية وتردده الدائم بشأن اختيار القوام الأساسى. 4- أعلن فور توليه عن نيته النزول بالأعمار السنية للفريق، لكن الواقع يؤكد أن متوسط المعدل العمرى للعناصر التى اعتمد عليها وصل إلى 27 عاما، وهو الأمر الذى ينفى تصريحاته بشأن بناء جيل جديد من الشباب. 5- قال إنه وضع خطة متكاملة من أجل الوصول إلى مونديال 2018، لكنه لم يهتم بتبنى استراتيجية واضحة للفترة الحالية التى شهدت إخفاقا غير مسبوق تمثل فى غياب بطل إفريقيا عن النهائيات للمرة الثالثة على التوالى بعد أن فقد شكله ومضمونه. 6- شكواه المستمرة من غياب «القماشة» الصالحة للتمثيل الدولى رغم اعتماده على نفس الأسماء المعروفة التى مثلت مصر مرارا من قبل، مثل: الحضرى وإكرامى ونجيب وفتحى ووليد وغالى وغيرهم. لم تظهر بصمته الفنية فى اكتشاف وجوه جديدة باستثناء عدد قليل -جبر وتريزيجيه ورحيل وقمر- تم إشراكه إجباريا نتيجة لغياب النجوم المصابة. 7- حرصه الشديد على التواصل المستمر مع الإعلام فى كل زمان ومكان ورطه فى تصريحات خاطئة وجعله متهما بإشراك اللاعبين وفقا لرؤية وإرادة الصحفيين. كل ما سبق لا ينفى الجهد الكبير الذى بذله ولا يحمل التشكيك فى إخلاصه، لكنه يؤكد أنه لم يكن الرجل المناسب للمرحلة الماضية التى كانت تحتاج إلى مدير فنى صاحب خبرة أكبر وشخصية أعمق. مش مكتوبالك يا شوقى.. عمرها ما كانت ليك!