لا شك أن الإدارة الحالية للدولة ما زالت تسير على نفس المنهج القديم فى البحث عن الكفاءات وتعيينها فى مناصب، سواء تنفيذية أو استشارية. فالإدارة تعانى من غياب فى المعرفة وغياب عن الكفاءات الحقيقية، ومن ثم تعتمد على شخصيات قديمة، سبقت تجربتها وفشلت. ثم إن هناك غيابًا للخيال فى الإدارة فى التعامل مع الأزمات والخروج بحلول غير تقليدية. بالطبع هناك كفاءات كثيرة فى المجتمع يمكن أن تقدم رؤية مغايرة، يمكن بها أن تخرج من الأزمات والانطلاق إلى بناء الدولة الحديثة. لكن ماذا تقول عن رئيس وزراء تقليدى تخرّج فى التقليدية المصرية، ويعتبر نزوله إلى الشارع وجولاته الميدانية خروجًا عن النص وفتحًا عظيمًا، على الرغم من أن جولاته لا تنم عن شىء، وهى جولات يمكن أن يقوم بها رئيس حى أو رئيس مجلس مدينة أو حتى محافظ! ناهيك بغياب الخطة والرؤية فى التعامل مع المشكلات الحالية، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. وما زالت البلد تسير ببطء، ويجرى التعامل مع القضايا بالقطعة، ويومًا بيوم. وحتى الرئيس السيسى يتباطأ فى قراراته، ولا يزال يدرس حتى الآن الملفات والشخصيات التى يمكن أن تساعده أو تشكل الفريق الرئاسى. ولعل اختيارات المجالس المتخصصة التى تم تشكيل بعضها أخيرًا «تنمية المجتمع - والتعليم والبحث العلمى» كانت مخيبة للآمال، فيفترض أن تكون تلك المجالس بيوت خبرة، لكن بمراجعة الأسماء تجدها فى حاجة أصلًا إلى خبرة، وفاقد الشىء لا يعطيه!! وبمناسبة تلك المجالس، يجرى الآن الإعداد لتشكيل مجلس متخصص لشؤون مياه النيل وجرت اجتماعات تحضيرية بإشراف رئيس الحكومة إبراهيم محلب مع الشخصيات التى ربما يعلن عنها قريبًا، بقرار جمهورى. وكما جرى فى المجلسين السابقين، جرى اختيار شخصيات تحتاج إلى خبرة، فضلًا عن شخصيات من داخل الصندوق كالعادة، دون البحث عن الكفاءات فى هذا المجال، وهم كُثر ولعل رئيس الوزراء، لو أجرى بحثًا على «جوجل» لوجد خبراء مصريين لهم باع فى مياه النيل. فلا يعقل أن يكون رأس المجلس التخصصى الجديد هو الوزير السابق محمد نصر علام، الذى عيّنه حسنى مبارك فى ظل غياب الرؤية فى علاج مشكلة أزمة مياه النيل. وجاء علام وزيرًا بالصدفة، فقد كان مطلوبًا أن تتم إقالة الوزير محمود أبو زيد، بسبب وشاية تهكمه على مبارك فى جلسة خاصة، فما كان من أحمد نظيف، رئيس الحكومة وقتها، إلا أن اختار، وبسرعة، نصر علام، زميله فى كلية الهندسة، على الرغم من تخصصه فى الصرف (!!). وأدخلنا نصر علام فى مشكلة كبرى مع دول حوض النيل، ولا زلنا نعانى منها حتى الآن. فضلًا عن أن الرجل على الرغم من ظهوره الإعلامى الذى يروج أنه خبير فى مياه النيل، فإن مراجعة كتاباته لا تجد فيها شيئًا من ذلك، ويعتمد على قصاصات الصحف فى تقديم رؤيته. وهذا نموذج من كثير يجرى اختياره حاليا فى كل المناصب، فليس لدى الإدارة كفاءة فى اختيار الكفاءة!! فهناك استسهال فى اختيار الكفاءات، والذى يتضح فى ما بعد أنها ليست كفاءة ولا يحزنون!! ولعل ما فعله محلب فى اختياره لجنة تشريعات الإعلام، والتى أراد بها أن تضع القوانين المكملة للدستور، بعيدًا عن الصحفيين والإعلاميين، دليل على ذلك، ولكم فى اختيار محمد الأمين فى تلك اللجنة دليل على العشوائية فى التعامل مع الكفاءات. ■ ■ ■ ■ ملاحظات: ■ ماذا جرى فى استقبال المهندس إبراهيم محلب للوزير السابق هانى هلال؟! ■ ماذا ينتظر اتحاد علام للكرة حتى يستقيل؟!