تقارير غربية: أوباما تراجع عن إسقاط الأسد مقابل منع مزيد من التدخل الروسى فى أوكرانيا.. ومعركة فى الخفاء حول نووى إيران بينما تتصارع وتيرة العنف فى مناطق النزاع حول العالم، تطل الحرب الباردة بين روسياوالولاياتالمتحدة بوجهها مع محاولة كل طرف إحكام قبضته على الأمور لتسيير السفينة فى الاتجاه الذى يراه صحيحا. ويقول تقرير صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إن كل طرف يتمسك بموقفه فى مناطق النزاع خدمة لمصالحه ليس أكثر، فروسيا التى تدعم بشار الأسد فى سوريا ترى فى سقوطه خسائر جمة. فوفقا للصحيفة ترتبط شركات الأسلحة الروسية بعقود طويلة الأجل بنظام الأسد، مستشهدة بتحقيق تلك الشركات لخسائر قدرت بنحو 4 مليارات دولار بعد سقوط القذافى فى ليبيا التى كانت موسكو تقف إلى جانبه أيضا. كما يضيف التقرير أن سقوط الأسد يعنى خسارة روسيا لقاعدتها العسكرية الوحيدة خارج الاتحاد السوفييتى السابق، أى مركز التموين البحرى فى ميناء طرطوس السورى بالبحر المتوسط. أما الولاياتالمتحدة فترى وفقا لتقرير الصحيفة فى سقوط «داعش» الأهمية القصوى حتى ولو تطلب الأمر التحالف مع نظام الأسد على حساب عشرات القتلى يوميا من السوريين الأبرياء. وترى صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية فى أوكرانيا منطقة جديدة لإشعال الحرب الباردة بين روسياوالولاياتالمتحدة. ويقول تقرير للصحيفة إن حربا تدور رحاها فى الخفاء بين الطرفين مع دعم واشنطن للحكومة وروسيا للانفصاليين. وأضافت الصحيفة فى تقريرها أن روسيا تخشى من تزويد الولاياتالمتحدةلأوكرانيا بالسلاح، ما يرفع من قدرتها العسكرية فى مواجهة موسكو. ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمِّها أن الولاياتالمتحدة تعتزم زيادة مساعداتها العسكرية غير الفتاكة لأوكرانيا، والتى تشمل أول شحنة مزمع تسليمها من عربات «همفى»، لكنها قررت عدم تزويدها بالسلاح فى الوقت الراهن. وحذرت روسياالولاياتالمتحدة الخميس الماضى من تزويد القوات المسلحة الأوكرانية التى تحارب انفصاليين موالين لروسيا فى شرق أوكرانيا قبيل ساعات من وصول نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن المرتقب إلى كييف. وانتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشفيتش فى موسكو إشارة مسؤول أمريكى إلى أن واشنطن يجب أن تدرس إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، حيث يخوض متمردون موالون لروسيا حربا ضد القوات الحكومية منذ أبريل، وقال إنها أرسلت «إشارة خطيرة للغاية». وفى تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» تحت عنوان «العالم بين فكَّى روسياوالولاياتالمتحدة»، تحدث التقرير عن عدم وجود نقاط اتفاق بين الطرفين فى المناطق المشتعلة حول العالم، فبينما تحاول الولاياتالمتحدة تجريد إيران من برنامجها النووى فإن موسكو تقدم كل الدعم اللازم لطهران لمواصلة هذا البرنامج. ورأت الصحيفة أن الأزمة السورية كانت عاملا أساسيا للضغط على روسيا لمنع تدخلها فى أوكرانيا من خلال صفقة أبرمت فى الخفاء تراجع من خلالها نظام أوباما عن إسقاط الأسد مقابل منع روسيا من التدخل فى الشأن الأوكرانى. وتحت عنوان «وعادت الحرب الباردة»، قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية إن هذا المصطلح بات أكثر شيوعا هذه الأيام مع استعراض للقوة بين موسكووواشنطن، فما بين عقوبات تفرض من هنا وتهديدات بقطع الغاز عن أوروبا من الطرف الثانى تبدو حدة الصراع بين الطرفين فى أوجها خلال عدة عقود. واستشهدت الصحيفة بما حدث فى قمة العشرين من توجيه النقد بقوة إلى روسيا على خلفية تدخلها فى أوكرانيا وما صاحبه من رد فعل سريع من قبل بوتين الذى غادر القمة قبل موعد رحيله المعروف سلفا.