مَن مع.. مَن ضد؟ أنت مع ثورة يناير فقط، ولاّ كمان من بعدها «يونيو»؟ ولاّ يمكن أنت لم تكن إلا مع «يونيو» وبس؟ تؤيد السيسى ولا ضده؟ تنتظر الانتخابات النيابية ولا مش فارقة؟ أنت شريف أيدت الثورتين الأولى والثانية، تدافع عن الكرامة والحرية والديمقراطية، تحترم إرادة الناس وتدعم الديمقراطية الشعبية. لا أنت أفاق.. ومتناقض خنت الشرعية، أبحت دماء مؤيدى مرسى! ما زلت تدافع عن مرسى والإخوان؟ أنت شريف ديمقراطى تحترم الصندوق، هو انقلاب وليس ثورة، ولا بد من إعادة مرسى إلى الحكم لاستكمال مسيرة الديمقراطية. لا أنت خاين، تدعم فصيلا باع الوطن، رئيس نجح بالتزوير ليصبح مندوب المرشد فى الرئاسة، وينفذ مخطط أخونة البلد، ومشروع الخلافة وحرق الأوطان، فخرج عليه الشعب! أنت ثورى شريف، والثورة لسه مكملة، خرجت مع الشباب والرجال والنساء ثائرين على جور مبارك ونظامه، رافعين مطالب البسطاء، مكملين ولن تتوقفوا قبل تلبية النداء.. «عيش، حرية، عدالة اجتماعية»، أين الثورة أين الحريات أين الديمقراطية؟ أنت عميل، قابض من الغرب عشان تخرب بلدك وتنفذ أجندتهم لتقسيم مصر والمنطقة، ولا يمكن مضحوك عليك، انت مش شايف حاصل إيه فى البلاد حوالينا.. العراق وسوريا واليمن وليبيا.. لازم تكمل على مصر عشان تفهم. نشطاؤنا ونخبتنا، كلٌّ يعلن موقفه، رأيه وتأويله الذى يرى وجاهته وحجيته أمام مواقف الآخرين، لكن الحقيقة التى يفضحها الواقع أن للنخبة مصالحها التى غالبا تضيق لتناسب «فقط» مقاس أفراد. ويظل الفقراء بمطالبهم، التى لا أذن تسمعها، ولا حليف يدعمها، ولا صوت يعلو بها. يحدثونك عن الديمقراطية، المطلب الأول والأخير! قل بل هى قول حق فى مناخ باطل ومنافق. الديمقراطية! هى مثل أى قيمة تشكل ثقافة الفرد/ الجماعة، يعكسها أسلوب تفكيره وسلوكه، وتفاعله مع الآخر مهما كان. بل قل الديمقراطية لا تنشأ من العدم، ولا تحيا فى الفراغ نتشدق بها ونتحسر على ضياعها والفرص التى أهدرنا لبلوغها، فى مجتمع لم يعشها يوما، ولا تعكس ثقافته وسلوكياته مبادئها وآلياتها؟ بل الحق أن المجتمع لا يجد من نخبة يتطلع إليها لتطبيق الديمقراطية، لا مثال يعكس تطبيقها وأثرها، بل هو حوار ممل ممتد.. لنخبة تجيد رص الكلمات، وتنهار عند اختبار التطبيق. مَن نتهم.. السلطة؟ لكنها انعكاس تلقائى لمجتمعها، تتغير وتتقلب، انعكاسا لتبدل المصالح والأدوار، وتوازن القوى فى لحظة معينة. هل أنتم ديمقراطيون؟ حدد لى حزبا، تنظيما سياسيا، جماعة، حركة، جمعية، مركزا، شلة، ناديا، تحالفا، نقابة... تستطيع أن تشهد بأنها ديمقراطية، تتبنى مبادئها، يؤمن بها أعضاؤها، ويلتزمون آلياتها. مؤسسات الديمقراطية، هى بُنى ينضم إليها الناس طواعية للتعبير عن هويتهم، ثقافتهم، مصالحهم، انتماءاتهم، انحيازاتهم، مواطنيتهم، إنسانيتهم. مؤسسات تؤسَّس على التعددية، الفهم والتقدير والاحترام المتبادل، المساواة، الحرية، تداول السلطات، الشفافية وحرية الحصول على المعلومات وتداولها، المشاركة، المحاسبة، والمساءلة المستمرة.. يعتاد داخلها الفرد ممارسة الديمقراطية، وتصبح جزءا من ثقافته. هل نعتقد أننا نبنى ثقافة الديمقراطية من خلال مؤسساتنا فعلا؟ أم أن الحقيقة أن مطلب الديمقراطية يأتى من لا ديمقراطيين، مُدَّعين لا يجيدون حتى التحاور بعضهم مع بعض. لو كنا عارفينها فعلا، كنا عرفنا أن بناءها يبدأ من قاعدة الهرم مش من رأسه، ودون قاعدة تعى وتمارس الديمقراطية، بداية من خلال مؤسساتنا المدنية، تظل الرأس مخصصة للفرعون. لا تلومن إلا أنفسكم، فكما كنتم يُولَّى عليكم!