مشكلات الإنترنت فى مصر كثيرة لا يمكن إحصاؤها، ونسبة كبيرة منها تعود إلى الشركات مشغلة الخدمات، وجزء ضعيف جدا منها يعود إلى المستخدمين، وهو الجزء الذى تعول عليه الشركات المقدمة للخدمة لتبرير ضعفها، وأخطاء تجاه الرأى العام، لا سيما أن أسعار الإنترنت فى مصر، حسب تصريحات رسمية لوزير الاتصالات، «تحتاج إلى تخفيض». ضعف فى السرعات وارتفاع فى الأسعار وسياسة استخدام عادل الإنترنت فى مصر أصبح يقدم عبر وسيلتين «ADSl»، وهو الإنترنت الأرضى المفترض منه تقديم سرعات فائقة للمستخدمين حسب اشتراكاتهم، والنوع الثانى يكون عبر الهاتف المحمول، وهى الوسيلة التى باتت أكثر انتشارا مع تزايد أعداد الهواتف الذكية فى مصر. وتتمثل مشكلات مستخدمى الإنترنت الأرضى، فى بطء السرعات بأقل من المتعاقد عليها بين العميل والشركة، وهو الأمر الذى تعترف به الشركات بأن السرعات لا تصل إلى العميل كما هو متفق عليه فى العقد، لكن تصل السرعة إلى المستخدم حسب ما يتاح له من باقى المستخدمين، هذا إضافة إلى المشكلة الكبرى «سياسة الاستخدام العادل»، التى تخفض سرعات المستخدم إلى أقل سرعة فى حال تجاوزه الحد المسموح من التحميل خلال فترة الاشتراك. سياسة الاستخدام العادل غير مطبقة وعلى الرغم من تأكيد شركات الإنترنت الأربع المقدمة خدمات الإنترنت الأرضى أن سياسة الاستخدام العادل غير مطبقة فإن «التحرير» استقبلت عديدا من الشكاوى من قبل المستخدمين فى هذا السياق تؤكد تطبيقها، لتأتى المشكلة الكبرى فى رغبة أحد العملاء بالانتقال من شركة إلى أخرى، فيجب عليه الحصول على «رقم الإلغاء»، الذى يعد معاناة كبيرة لعدم تفريط أى شركة فى عميل لديها لكى ينتقل إلى أخرى. الشركات المقدمة خدمات الإنترنت الأرضى «تى إى داتا، موبينيل، فودافون، اتصالات» تبرر ارتفاع الأسعار وتدنى الخدمات بوجود كميات كبيرة من المستخدمين غير الشرعيين للإنترنت، وذلك عبر «الوصلة» التى يقوم مستخدم بمشاركة جيرانه فيها، وتقدر الشركات خسائرها من الوصلة ما بين 1.5 مليار إلى 2 مليار جنيه، إضافة إلى وجود تحميل غير مبرر للمحتوى من على الإنترنت بمساحات كبيرة جدا تبلغ سعة الفيلم الواحد منها نحو 10 جيجا. 20 مليون مستخدم للإنترنت عبر المحمول وشهدت مصر تراجعا فى عدد مستخدمى الإنترنت عبر «USB MODEM» إلى 5٫3 مليون مستخدم أبريل الماضى، مقابل 7.3 مليون مستخدم لشهر مارس 2014، ويبلغ عدد مستخدمى الإنترنت فائق السرعة «ADSL 2. 8» مليون مستخدم فقط، وعدد مشتركى الإنترنت عبر المحمول نحو 20 مليون مستخدم. تقارير الجودة الخاصة بجهاز تنظيم الاتصالات فى الفترة الماضية أكدت وجود ضعف فى الخدمات المقدمة من شركات الإنترنت والاتصالات للجمهور بشكل واضح، وكانت شكاوى المحافظات القبلية أكثر من نظيرتها فى القاهرة الكبرى، حيث إن بعض القرى والمدن بالصعيد لا يصلها إنترنت على الإطلاق، ويضطر قاطنوها إلى الذهاب نحو 50 كيلومترا باتجاه عواصمالمحافظات لوجود وسيلة اتصال جيدة. وأكد خبراء الاتصالات أن التغيير الحقيقى فى خدمات وسرعات الإنترنت فى مصر لن يتم إلا بعد التحول من الكابلات النحاسية إلى كابلات الألياف الضوئية «الفايبر»، وهو ما تسعى الشركة المصرية للاتصالات المالك الوحيد للبنية الأساسية فى مصر لتنفيذه.