كتب - كارم محمود وأحمد سعيد حسانين: لأول مرة منذ توليه منصب رئيس الجمهورية، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى، 38 شخصية صحفية وإعلامية عربية، تضمّ نقباء الصحفيين العرب، وأعضاء الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب، وممثلى الصحافة العربية، وعددا من المكرمين فى جائزة اليوبيل الذهبى بالاتحاد من كل دولة عربية. اللقاء الذى استمر نحو 75 دقيقة، تطرق خلاله الرئيس السيسى إلى كثير من القضايا العربية والإقليمية والتحديات التى تواجه البلدان العربية فى الوقت الراهن، كما تحدث خلاله عن الأخطار التى تهدد المنطقة العربية، ضاربا مثالا بما يحدث فى ليبيا وسوريا واليمن والعراق، قائلا: «كل ما يحدث فى المنطقة الآن يحدث رغم أن دولة كبيرة بحجم مصر قامت بعمل فرملة كبيرة جدا للمخططات التى كانت تحاك للمنطقة، فما بالكم بما كان مخبأ ومخططا لها؟». السيسى أكد، خلال كلمته، أن حدة الفوضى إذا ارتفعت فى المنطقة فلن يسلم منها أحد، وقال: «سياسة مصر الآن هى السعى لاحتواء التوترات والنزاعات التى تدور فى عدد من الدول العربية، وهذه السياسة تحظى بتوافق عربى واسع»، مشيرا إلى أن ما نحاول القيام به حاليا هو إطفاء الحرائق المشتعلة حولنا، ثم العمل على حلها بشكل جذرى، مشددا على أن بقاء الأوضاع مشتعلة يؤثر على حاضر ومستقبل الأمة، ضاربا مثالا بما يحدث فى ليبيا، حيث قال: «الجهود المصرية تسعى لاستقرار حقيقى بإرادة الليبيين أنفسهم، وتثبيت دعائم المؤسسات الليبية، فهناك برلمان منتخب وحكومة، ونسعى لإحياء دور الجيش الليبى الوطنى». الرئيس استطرد، قائلا: «من الغريب أن ما نراه الآن يحدث بالمنطقة يحدث باسم الدين»، متسائلا: «هل نلوم الدين؟»، وأجاب قائلا: «بالطبع لا، بل نلوم أصحاب التفسير الخاطئ للدين وأصحاب الأفكار الظلامية التى تتخفى فى ردائه». وعن التغيير الذى حدث فى مصر منذ ثورة 30 يونيو، تحدَّث الرئيس قائلا: «هذا التغيير كان إرادة وكلمة شعب، والمصريون خافوا من النموذج المطروح أمامهم لإدارة الدولة، وما كان يقدم لهم من أفكار نظرية، فشلت فشلا ذريعا على أرض الواقع، إذ لم ينجحوا فى تقديم نموذج لإدارة وبناء الدولة المصرية، واكتشف المصريون أن العيب كان فى الفكرة نفسها، وأن ما قدم لهم على مدار سنة ثبت أنه غير قادر على بثّ الطمأنينة فى قلوب الناس، وتقديم نموذج حقيقى لكيفية إدارة الدولة». السيسى شدد على دور الصحافة والإعلام فى تشكيل وعى الناس بتجرد ومهنية كاملين، وقال ردا على تساؤلات عدد من الحضور: «بعضكم تكلم عن العلم، وأنا أتكلم عن الوعى، وقلت فى مناسبات كثيرة أن كثيرا من المصريين الذين ربما لا يعرفون القراءة والكتابة لديهم وعى كبير جدا»، وطالب الرئيس الصحفيين والإعلاميين بتناول الأوضاع فى بلدانهم بكل ما يتمتعون به من حرية، ثم عاد وقال: «الحرية إن لم يكن استخدامها رشيدا ستكون شديدة الخطورة على الوطن». الرئيس أردف قائلا: «كل صحفى وإعلامى مطالب بأن يعمل بناءً على ضميره الوطنى فى كل ما يكتبه، وقبل كل ذلك أن يُعمل ضميره الفكرى»، وأوضح أن الصحفى والإعلامى الذى يمتلك حالة فهم حقيقية للواقع بكل معطياته هو الذى يستطيع استيعاب ضرورات الضمير الصحفى والوطن، مشددا على أن الصحافة والإعلام فى مصر يتمتعان بكل الحرية فى تناول كل القضايا، مشيرا إلى أنه يدعم بقوة تلك الحرية فى إطار المسؤولية المهنية والوطنية. فى نهاية اللقاء، وعد الرئيس السيسى بدعم اتحاد الصحفيين العرب ماديا ومعنويا، وبحث تقييم وضع الاتحاد كمنظمة مهنية عربية تستضيفها مصر. وكان الرئيس حريصا فى ختام اللقاء على التقاط صور تذكارية مع الحضور ومصافحتهم جميعا. من أبرز المشاركين فى اللقاء كان: نقيب الصحفيين المصريين ضياء رشوان، ورئيس اتحاد الصحفيين العرب أحمد يوسف بهبهانى، والأمين العام للاتحاد حاتم زكريا، ونقيب الصحفيين الإماراتيين محمد يوسف، ونقيب الصحفيين السعوديين عبد الله دحلان، وسكرتير عام نقابة الصحفيين المصريين الأمين المساعد للشؤون المالية باتحاد الصحفيين العرب كارم محمود، إضافة إلى عدد من المكرمين، من بينهم: طلال سلمان من لبنان، وركان المجالى من الأردن، وغيرهما.