البابا تواضروس: قاد البلاد خلال فترة صعبة من تاريخها مترفعًا عن شهوة المنصب أقامت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أمس (الإثنين)، فى المركز الثقافى القبطى بالكاتدرائية المرقسية فى العباسية، حفلًا لتكريم المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية السابق، فى حضور بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية الأنبا تواضروس الثانى، وعدد من الأساقفة والكهنة. البابا تواضروس استقبل المستشار عدلى منصور ودخلا معًا إلى قاعة الحفل الذى بدأ بالسلام الجمهورى، ثم رتلت فرقة دافيد ترنيمة «بارك بلادى»، كما تخلل الحفل عرض فيلم تسجيلى عن إنجازات المستشار عدلى منصور، قبل أن يقول البابا تواضروس إن البلاد كانت على حافة الضياع، وكانت قلوب المصريين جميعا ترتفع بالصلاة والدعاء، من أجل إنقاذهم مما هم فيه، مضيفا خلال كلمته فى الحفل: «عشنا فترة لم نشهدها خلال التاريخ القديم أو الحديث»، وأضاف تواضروس أن الأقدار شاءت بعد هذا النفق المظلم، وتيقنا أن الأمل غاب أن تأتى اللحظة لتنقذنا من هذا الظلام بثورة شعبية، لم تعرفها الشعوب على الأرض، وجاء المستشار عدلى منصور ليقود بلادنا. البابا قال إن «الكنيسة المصرية هى مدرسة حب الوطن، ومحبة الوطن لها مكانة كبيرة فى قلوبنا، وبلادنا لا تنهض إلا بالأمناء والشرفاء». ولم يفت بطريرك الكرازة المرقسية التنويه إلى «العلاقة بين المسلمين والمسيحيين التى نتباهى بها أمام العالم كله، ونفتخر أننا عشنا 14 قرنا متحابين»، موضحا أن «تكريم المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية السابق، يعبر عن فرحنا»، مضيفا: «لم نكن نعرف المستشار منصور قبل الأحداث، فكان إنسانا مصريا يمارس عمله بإتقان وهدوء، ويمارس مسؤوليته فى أمانة وإخلاص، وتعرفنا عليه من خلال أحاديثه التى أبرزت حكمته وجديته وإخلاصه، وافتخرنا بذلك الرئيس ودخل إلى قلوبنا، وأدار منصبه بكل حكمة واقتدار». تواضروس أشار إلى أن المستشار عدلى منصور كان رئيسًا للجمهورية مترفعًا عن أى شهوة بالمنصب، وبعد ذلك «ظهر معدن الرجل الأصيل»، عندما قدم المسؤولية إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى، موضحا: «عندما نكرم الرموز المصرية الأصيلة، إنما نقدم شهادة بأنه فى مصر يوجد رجال أصحاب معادن»، معبرا عن فخره بحدوث ذلك فى الكنيسة القبطية الوطنية، التى تعد أقدم كنائس العالم.