لا يستطيع الواحد أن يعرف بالضبط ما معجزة السحابة السوداء؟ خمسة عشر عامًا تغير خلالها العالم أكثر من مرة، ولا أحد قادرًا على إنهاء هذه المأساة، السحابة تكتم أنفاس الكثيرين وأدوية الربو أصبحت أكثر ندرة من شويبس رمان، ولا أحد يستطيع أن يفتح فمه ليشكو وإلا نشر الإعلام تسجيلاته التليفونية وهو يطلب ربع جبنة إسطنبولى تفضح عمالته لتركيا (لاحظ إسطنبولى وتركيا ككاتب ساخر وكده)، خمسة عشر عاما بخمسة رؤساء جمهوريات وثورتين و3 أمم إفريقيا و22 مليون جنيه فى المسلسل لمحمد رمضان ورزع علنى على القفا لأسماء معروفة وشخصيات عامة أنهت عقوبتها بالحبس وخرجت إلى النور من جديد، وناس انحسرت وناس أصبح لها سعر وما زالت السحابة مستمرة، ما بين بيروقراطية جعلت فكرة شراء القش من المزارعين تأكل نفسها بنفسها إذ اختزلتها فى مجرد شراء قش بالكيلو بالدور دون أن تفهم عقيدة الفلاح التى تقول إن حرق القش فى الأرض يزيد خصوبتها ويضاعف المحصول القادم بما يحقق أرباحًا أكبر عشر مرات من ربح بيع القش بالكيلو، طبعًا معروف أن البيروقراطية ينتج عنها فساد يجعل الجميع حبايب. بخلاف جهل الفلاح الذى لا يدرك غباوة ما يفعله.. هذا الجهل الذى لو كنت قاومته منذ البداية لأصبح الفلاحون بعد خمسة عشر عامًا يصنعون من القش هذا لوحات فنية. هذا البلد لا يعالج شيئًا فسد، هكذا هو منذ وعينا عليه، سنصرخ خلال الفترة القادمة من الأمطار التى ستهاجمنا بقوة وتفسد الشوارع والطرق وتهدم البيوت فى مخرات الجبال، وسنشكو تدهور وضع القمامة فى الشوارع مع أول تراخٍ متوقع لعمال النظافة عند أقرب فرصة للعلاوات، وسندعو الله كثيرًا أن تفوز بتسوانا على السنغال وسيحدث، لكننا لن نستفيد، نحن البلد اللى بقاله سنين بيتفاجئ إن رمضان بعد بكرة، يعيش فى سيناريو مكرر، ومعظم المسؤولين يخافون من فكرة ابتكار حلول للمشكلات المزمنة، لأن من يبتكر حلولا فى هذا البلد يتعرض للملاحقة بتهمة الفساد أو الجنون، بخلاف أنهم سيضعون فى طريقه عراقيل خوفًا من أن تنجح ابتكاراته فيفضح أمر كهنة المؤسسة القدامى، هذا بلد يعيش فى رحاب حكومات أبيض يا ورد. لو طائرة واحدة من الطائرات التى تلقى على المواطنين كوبونات الهدايا فى المناسبات الوطنية قررت أن تراقب مزارع الدلتا لتحدد مكان اندلاع الحرائق لتحديد قائمة بأسماء الجناة لسهل الأمر كثيرًا، بلاش الطائرات، حاول أن تقنع الفلاحين بأن يقدموا للدولة القش ويأخذوا بقيمته شهادات استثمار فى قناة السويس، وإذا رفض الفلاح الفكرة سلط عليه الإعلام ليقنعه بصفقة أقوى أن تأخذ من الفلاح القش وترجعهوله فى صورة كفتة!.