بعد أكثر من شهرين من الغارات الجوية، التى يشنها التحالف الدولى لمكافحة الإرهاب ضد تنظيم «داعش» فى سورياوالعراق، أطلقت وزارة الدفاع الأمريكية اسم «عزيمة صلبة» على العملية، وذلك حسب ما أعلن العقيد إدوارد توماس المتحدث باسم الجنرال مارتن ديمبسى، رئيس هيئة الأركان الأمريكية للصحفيين أول من أمس الأربعاء. وقالت القيادة الأمريكية المركزية فى بيان لها إن اسم العملية «عزيمة صلبة» يعكس العزم الراسخ والالتزام العميق من الولاياتالمتحدة والدول الشريكة فى المنطقة وحول العالم بالقضاء على «داعش». صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية قالت إن الاسم الجديد لاقى اعتراضا من عدد من كبار الضباط، إذ اعتبروا أنه «لا يعبر عن تحالف دولى يحارب تنظيم داعش كما أنه غير ملهم». تواصل الغارات الجوية على مواقع «داعش» بكوباني ميدانيا، شنت طائرات التحالف 5 غارات، صباح أمس الخميس، على مواقع مختلفة لتنظيم «داعش» داخل مدينة كوبانى السورية التى تقع على الحدود مع تركيا. المرصد السورى لحقوق الإنسان قال إن التحالف نفذ 6 ضربات على أماكن فى القسم الشرقى من المدينة الحدودية فى وقت متأخر من ليل الأربعاء وحتى فجر أمس الخميس. يأتى هذا بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين مقاتلى وحدات حماية الشعب الكردى وتنظيم «داعش»، إذ قام التنظيم بهجوم على نقاط يتمركز بها المقاتلون الأكراد، فى الجهة الجنوبية للمدينة، بينما استهدفت وحدات حماية الشعب الكردى عناصر التنظيم، فى المشفى الوطنى بجنوب غربى كوبانى. كان التحالف الذى تقوده الولاياتالمتحدة قد كثف ضرباته الجوية فى اليومين الأخيرين قرب كوبانى، حيث قالت القوات الكردية إنهم أعطوا الأمريكيين إحداثيات لتحديد الأهداف للغارات لوقف تقدم مقاتلى «داعش». وكوبانى ما زالت فى خطر وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربى، أول من أمس الأربعاء، أن الضربات الجوية أسفرت عن مقتل «مئات» المقاتلين من «داعش» فى كوبانى، إلا أنه حذر فى الوقت نفسه من أن المدينة «لا تزال مهددة بالسقوط». النيران الصديقة تحصد 6 مقاتلين أكراد من جانب آخر، قتل 6 عناصر من القوات الكردية فى غارة جوية لقوات التحالف كان من المفترض أن تستهدف مسلحى «داعش»، فى أول حادثة من نوعها «بنيران صديقة». المرصد السورى، الذى يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا له، أعلن أن 374 من مسلحى «داعش» قتلوا فى هذه الاشتباكات، بينما قتل 258 مقاتلا من «وحدات حماية الشعب» الكردية، و9 مقاتلين أكراد آخرين، ومتطوع قاتلَ إلى جانبهم، و20 مدنيا كرديا. «داعش» تحرز تقدما في العراق وعلى الصعيد العراقى، أقر منسق التحالف الدولى الجنرال المتقاعد جون آلن، أول من أمس الأربعاء بأن تنظيم «داعش» أحرز تقدما كبيرا فى العراق. واعتبر أن الضربات الجوية ضد معاقل التنظيم فى العراقوسوريا تتم على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب». وأكد آلن أن الدول التى انضمت إلى التحالف الدولى «توافقت» على القول إنه «إذا كان الجانب العسكرى مهما فإنه غير كاف» للتصدى لتنظيم «داعش» المتطرف. من جهته، استبعد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية أن تكون الإدارة بصدد زيادة عدد القوات والدعم اللوجيستى حول مطار بغداد بسبب تهديدات «داعش»، مشددا فى الوقت نفسه على أن العاصمة العراقية «آمنة» من أى هجوم قد يشنه التنظيم المتشدد. محلل بمعهد بروكنجز ل«التحرير»: موقف إسطنبول تجاه الأكراد سبب سلبية أردوغان تجاه عين العرب ويقول المحلل السياسى إبراهيم شرقية، من معهد بروكنجز الشرق الأوسط، ل«التحرير»: «غموض الموقف التركى بشأن داعش يفسره ما يجرى على الأرض على بُعد كيلومترات من مدينة كوبانى، حيث تتواصل المواجهات العنيفة بين النظام التركى والأكراد ذوى الأصول التركية». وحول تسليح الجانب الكردى يقول شرقية: «تخشى تركيا من مد أكراد عين العرب بالسلاح، ففى حال انتصارها من الممكن أن يعود السلاح بكل سهولة إلى داخل تركيا، ولكن هذه المرة لمقاتلة الحكومة».