وسط تهديد من جانب الأردن راعي الحرم القدسي الشريف، بالتعامل بحزم مع التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق في القدسالمحتلة، توعد يتسحاق أهارونوفيتش، وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي بإغلاق المسجد الأقصى في وجه المصلين المسلمين إذا ما تواصلت أعمال الشغب على حد زعمه، وهذا أول تهديد من نوعه يصدر عن حكومة إسرائيل منذ احتلال الضفة الغربيةوالقدسالشرقية في يونيو 1967. وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، المتحدث باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني في تصريح لوكالة الاناضول التركية، إن بلاده ستتعامل بكل حزم مع التصعيد الإسرائيلي في الأماكن المقدسة في القدس، وأضاف المومني أن «الأردن سيتخذ التدابير السياسية والقانونية اللازمة لإرغام اسرائيل على الالتزام باتفاق السلام بين البلدين»، محذرًا من «الفتن والتطرف التي من شأنها إشعال حرب طائفية بالمنطقة». وجاء في التقرير المنشور بجريدة «القدس العربي»، أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، كان قد حذر في هذا السياق الحكومة الإسرائيلية من مغبة تحويل المعركة من سياسية إلى دينية، وقال إن القدس والأقصى خطًا أحمر وإن الفلسطينيين لن يسمحوا بتقسيمه زمنيًا أو مكانيًا، وذلك بعد اقتراح من وزير السياحة الإسرائيلي بتخصيص باب آخر وهو باب القطافين، إضافة إلى باب المغاربة لاقتحامات المستوطنين. يذكر أن إسرائيل تنفذ حاليًا سياسة التقسيم الزمني، فلا تسمح للمصلين المسلمين بدخول المسجد بين الساعة السابعة وحتى الحادية عشرة صباح خمسة أيام في الأسبوع، وتخصيص هذه الساعات للمستوطنين واليهود المتطرفين، وتسعى لتقسيمه مكانيًا. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة، عن أهارونوفيتش، قوله إنه «لن يتردد في إغلاق الحرم القدسي الشريف أمام المسلمين مثلما تم إغلاقه أمام الزوار اليهود أول من أمس بسبب وقوع أعمال مخلة بالنظام»، غير أنه أوضح أن «قيادة شرطة لواء القدس هي صاحبة القرار بهذا الصدد». وأندلع يوم أمس حريق عند البوابة الشرقية للمسجد القبلي من الأقصى، خلال مواجهات عنيفة دارت بين قوات الاحتلال، التي اقتحمت المسجد من باب المغاربة بشكل مُباغت، وبين المُصلين المعتكفين في باحاته، في محاولة لتفريغه من المصلين، لإفساح المجال لاقتحامات المستوطنين، بقيادة نائب رئيس «الكنيست» المتطرف موشيه فيغلين. واعتدت قوات الاحتلال بالضرب المبرح على كل من وجد داخل ساحات الأقصى، وسط إغلاقٍ كامل للأبواب، بعد أن ألقت قنابل الصوت الحارقة، وقنابل الغاز المسيل للدموع على المصلين، وتركزت المواجهات في الساحة الأمامية لبوابات الجامع القبلي. ولكن هذه المواجهات لم تمنع موشيه فيغلين من تنفيذ تهديده باقتحام الاقصى برفقة عدد من المستوطنين المتطرفين وقياداتهم، تحت حماية أعداد كبيرة من شرطة الاحتلال وقواتها الخاصة، وعمدت قوات الاحتلال إلى تحطيم عدد من النوافذ والأبواب التاريخية، وأدى ذلك إلى حالة من الغليان في القدس القديمة، خاصة في محيط بوابات الأقصى، التي شهدت وجودًا كبيرًا من المواطنين الذين حاولوا كسر الحصار. واعتبر الوزير الأردني هذه الاعتداءات السافرة «ضد الأردن وخرقًا لاحترام الأديان السماوية ومخالفة للأعراف الدولية». كما استنكر المومني في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية «بترا»، «اعتداء قوات الاحتلال على المصلين والمعتكفين، وأغلبهم من كبار السن، واعتقال عدد منهم، وما قامت به سلطات الاحتلال فجر أمس من اقتحام مباغت واحتلال كامل لساحات وأسطح المسجد الأقصى المبارك وإقدامها على استخدام قوة عسكرية مفرطة لتفريغ المسجد من المصلين وترهيب موظفي وحراس الأوقاف لصالح اقتحامات المستوطنين بقيادة فيغلين».