تشعد شوارع مدينة عين العرب "كوباني" –شمالي سوريا- حرب شوارع، بين مسلحي تنظيم الدولة المعروف باسم "داعش" والقوات الكردية بعد سيطرة التنظيم على نحو 40 % من المدينة، بالتزامن مع استمرار غارات التحالف الدولي على مواقع لداعش، ما أسفر عن مقتل العشرات من مسلحي "داعش" قتلوا في كمين لوحدات حماية الشعب الكردي في الجبهة الشرقية للمدينة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "الاشتباكات تركزت في عمليات قنص متبادل بين مسلحين من داعش وآخرين من المقاتلين الأكراد في شوارع المدينة"، وفي المقابل أكد المقاتلون الأكراد أنهم "لايزالون يسيطرون على القسم الأكبر من المدينة، وأنهم نجحوا في صد هجمات في الجبهة الجنوبية حيث نصبوا كمينا أوقع 10 قتلى في صفوف تنظيم الدولة". وبدوره أعلن أنور مسلم -رئيس الهيئة التنفيذية للادارة الذاتية في كوباني- أن "35 % من المدينة أصبح تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية"، مضيفا في تصريحات إعلامية أن "كل الاحتمالات ممكنة بما فيها سقوط المدينة اذا لم يتم دعم المقاتلين فيها بالسلاح"؛ موضحا أن "داعش شن هجمات من 3 محاور على الجهات الجنوبية والجنوب الشرقية والشرقية"، مشيرا إلى أن "عناصر التنظيم استطاعوا احتلال مبنى المخفر القديم المعروف بالاسايش ومبنى المحكمة"، نافيا أن "يكونوا سيطروا على مقر حزب الاتحاد الديمقراطي في المدينة". وأضاف مسلم أن "تنظيم الدولة استقدم تعزيزات من منبج وجرابلس في ريف حلب"، مطالبا المجتمع الدولي الى "التدخل العاجل وفتح ممر آمن لإنقاذ المدنيين العالقين في المدينة وعلى طول الحدود مع تركيا". وإزاء استمرار المعارك التي بدأت قبل 25 يوما، دعا مبعوث الأممالمتحدةلسوريا، ستيفان دي ميستورا، تركيا للمساعدة في منع وقوع مذبحة في كوباني على يد مقاتلي داعش، معبرا عن خشيته من تكرار مذبحة سربرنيتشا التي قتل فيها الآلاف في البوسنة عام 1995، مطالبا أنقرة على السماح "للمتطوعين بعبور الحدود لتعزيز القوات الكردية التي تدافع عن المدينة التي تقع على مرم البصر من الحدود التركية"، لافتا إلى أن "نحو 700 شخص، معظمهم من كبار السن، لا يزالون عالقين في بلدة عين العرب السورية الحدودية". في الوقت نفسه، أعلنت واشنطن أن "مباحثاتها مع أنقرة أحرزت تقدما على صعيد زيادة انخراط تركيا في الحرب على تنظيم الدولة، وذلك قبل عقد اجتماع للقادة العسكريين للتحالف الأسبوع المقبل، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف إن "تركيا وافقت على دعم جهود تدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة"، لافتة إلى أن "فريقا عسكريا أميركيا سيتوجه الأسبوع المقبل إلى انقرة لاجراء محادثات مع نظراء عسكريين أتراك لمواصلة التخطيط عبر القنوات العسكرية".