اختتم السبت صباح أول أيام عيد الأضحى الاحتفال بمولد «أبو الحسن الشاذلي» جنوبالبحر الأحمر بمنطقة حميثرة بمدينة مرسي علم، ويأتي هذا الاحتفال كلَّ عام احتفالًا بمولده السنوى، والذي يقام فى وادى حميثرة بمحافظة البحر الأحمر، والذي يبدأ قبل عيد الأضحى ب15 يومًا، خلالها يحتفل الآلاف من المحبين والتابعين للطرق الصوفية فى مشهد يتشابه تمامًا مع مشهد مناسك الحج بالأراضى المقدسة، حيث يحضر العديد من محافظات وسط الصعيد المجاوره اليوم الختامي، لمولد القطب الصوفي سيدي أبي الحسن الشاذلي، بالقرب من ضريحه ومسجده المقام جنوبالبحر الأحمر، وفي نفس الموعد يتكرر زحف المواطنين، حيث يتم تجهيز سيارات يعلوها مكبرات الصوت لتشغيل الأناشيد الدينية لتنقل الكبار والصغار من الجنسين، ويشعر الأهالي بمدن البحر الأحمر أنه مهرجان ديني كبير، لكثرة دق الطبول، وارتفاع أصوات المزمار. وبمجرد الوصول إلى المقام بعد رحلة طويلة يبدأ المرددون بهتافات «شاذلي يا أبو الحسن» كنداء تعبيرًا لحبهم الشديد للشيخ الشاذلي، كما يتم عقد حلقات يتم فيها إلقاء التواشيح الدينية والقصائد وترديد الابتهالات . وتشارك النساء فى هذا الاحتفال خصوصا المتزوجات اللاتي لم تنجبن أطفالاً، حيث تلتف حول المقام وتدعو بأدعية لكي يرزقها الله بمولد، كما يتم اصحطاب المرضي للتبرك والدعاء بالشفاء. ويصعد إلى جبل حميثرة المئات من محبي الشيخ أبي الحسن، بالجلباب الأبيض، تزامنًا مع وقفة عرفة حيث يصعد القمة الجبلية التي تصل الى 300 مترًا بالإضافة إلى تكوين حصوات ووضعها فوق بعض لأن فى اعتقادهم من يفعل ذلك ويصعد للجبل سوف يكون له نصيب فى الزيارة المرة القادمة، ويقصد هذا المكان الذي يقع فى منتصف جبال البحر الأحمر بصحراء عيذاب الآلاف من المصريين، وبعض الدول العربية كالمغرب وتونس والسعودية، ويأتي موعد هذا الاحتفال الذي يوافق موت أبو الحسن الشاذلى أثناء ذهابه للحج حيث دفن بجبل حميثره فى أول ذي العقدة من عام 565 هجرية، حيث ترك المغرب واستقر بالأسكندرية وأسس الطريقة الصوفية بمصر، وتتلمذ على يده العديد من مشايخ الطرق الصوفية، وأصبح ضريحه مزارًا ومحطة للصوفيين والباحثين عن الهدوء والتأمل. ومن بين العادات التي يقوم بها البعض، الذبح وتوزيع اللحوم، وبيع البخور، وطلب الدعاء، وتنتهي الاحتفالية فور الانتهاء من وقفة عرفة، وتذبح الأضحية، حيث يغادر ليلة الوقفة العديد من الأهالي، بينما يغادر الباقي عقب صلاة العيد. وشهد المولد هذا العام توافد عدد كبير عن السنوات الماضية عقب عملية التطوير التي كلفت حوالي 12 مليون جنيه. وتمكنت جريدة التحرير من عمل فليم تسجيلي لمظاهر ختام الاحتفال بالمولد