يوم التروية الذى يوافق الثامن من ذى الحجة عملا بسنة الرسول، وسُمى بهذا الاسم، لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء فى مكة، ويخرجون به إلى منى، حيث كان معدوما فى ذلك الأيام ليكفيهم حتى اليوم الأخير من أيام الحج، وقيل سُمى بذلك لأن الله جل وعلا أرى إبراهيم «المناسك» فى ذلك اليوم. الحج أكبر اجتماع من نوعيه لإناس في توقيت ثابت حيث يبيت ضيوف الرحمن ليلتهم هذه بمنسك منى الواقعة بين جبال مكة، وهم فى طريقهم إلى جبل عرفات لأداء النسك الأهم فى فريضة الحج، وفقا للحديث الشريف «الحج عرفة»، اقتداء بسنة النبى، وفى الصباح يحتشد الملايين من الحجيج للصعود إلى جبل عرفة فى مشهد مهيب، يمثل أكبر اجتماع من نوعه لأناس فى توقيت ثابت، ومكان واحد فى العالم، ومع صعود ضيوف الرحمن تتزين الملائكة المشهد مباهية بقدوم الحجيج، الذين يرفعون أيديهم بالضراعة من أجل أن تغفر الذنوب وتحط الخطايا، فاليوم هو يوم المغفرة، وأقرب ما يكون الرب إلى العباد، حيث ينزل «رحمن الدنيا» إلى السماء الدنيا مباهيا ملائكته بالحجيج وعباده، الذين أتوا من كل فج عميق طلبا للرحمة والمغفرة، ووصولا إلى رضاه ورجائه وعفوه، واثقين من غفران ذنوبهم، وإبدالها حسنات، فى يوم الحج الأكبر بعرفات، حيث يقتفون أثر أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم. 180 ألف مصرى يقفون على عرفات غدا وسط الملايين الزاحفة بقلبها إلى الأراضى المقدسة، التى تتراوح سنويا من مليونين ونصف المليون حاج إلى 3 ملايين حاج يقف نحو 180 ألف مصرى يرتدون لباس الإحرام يلبون دعوة خليل الله، سيدنا إبراهيم عليه السلام، ويرفعون أيديهم لرب السماء من فوق عرفة بحفظ مصر كنانة الله من كل سوء، وأن ينجيها من الفتن ما ظهر منها وما بطن، متضرعين لرب السماء أن يعمها بالأمن والأمان، راجين من المولى تعالى أن يتقبل دعواهم. السيسى يطمئن على ضيوف الرحمن الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، لم يغفل وسط انشغالاته أن يطمئن على حجاج مصر فى الأراضى المقدسة، وأكد اللواء شاكر الكيال، مساعد وزير الداخلية للشؤون الإدارية، والرئيس التنفيذى لبعثة الحج المصرية، أن الرئيس يتابع بشكل يومى أخبار الحجيج المصريين لحظة بلحظة، وطلب مباشرة تذليل كل العقبات أمامهم، وأشاد الكيال بالتعاون المستمر والكبير من السلطات السعودية وحرصها ورعايتها الشاملة الحجاج المصريين على وجه الخصوص، مشيرا إلى أن السعوديين متعاونون لأبعد الحدود، ولم يرفضوا لنا طلبا واحدا، ولفت رئيس البعثة التنفيذى إلى أن السلطات السعودية قامت بتوفير أوتوبيسات مجهزة من أجل تصعيد الحجاج المصريين على مرة واحدة، عبر خطة شاملة. منى أكبر مدينة للخيام في العالم من جهتها أكدت السلطات السعودية حرصها على توفير كل الإمكانيات لضيوف الرحمن من المصريين وبقية إخوانهم من شتى بقاع الأرض، وأوضحت أنه فى سبيل ذلك أقامت أكبر مدينة للخيام فى العالم ب«منى» للمبيت فيها قبل النفير إلى عرفات، على مساحة 2 مليون ونصف متر مربع، وقررت زيادة عدد طائرات الإسعاف الجوى، وتجهيزها على مستوى عال، لخدمة الحجاج المرضى فى كل المشاعر المقدسة، مع الربط بشبكة خدمية طبية متطورة على الأرض بهدف التنسيق، كما تم تزويد كل المناطق المؤدية إلى المشاعر المختلفة بكاميرات إلكترونية عالية الدقة والإمكانيات لرصد سير وانتظام قضاء مناسك الحج، والتغلب على أى مشكلة على الفور بواسطة مركز تحكم يتلقى صور تلك الكاميرات، وهو ما سهل للمسؤولين السعوديين إدارة موسم الحج هذا العام باحترافية شديدة، تضاف إلى سجلهم الحافل فى خدمة ضيوف الرحمن كل عام.