نجوم الكرة ينظرون إلى التعليق على أنه مهنة أقل من مقدمي البرامج والمحللين 5 أسباب وراء تراجع المعلقين المصريين أمام مدرسة شمال إفريقيا تقليد الكاشف لمدرسة ميمى الشربينى أثرت كثيرًا على شخصيته كمعلق شوبير وشلبى آخر جيل الموهوبين من المعلقين.. ومحمود بكر أنشأ لنفسه مدرسة تعليق أشبه بالاستاند أب كوميدى تتزعم مصر العرب تاريخيا في كل المجالات، وعلى مدار التاريخ قدمت مصر للعرب نجومًا كبارًا بأصواتهم في كل المجالات، ففي مجال الغناء كان كبار المطربين طوال الوقت مصريين وحتى العرب منهم، كانت مصر واللهجة المصرية هى مفتاح نجاحهم. وعلى مستوى قارئي القرآن الكريم حدِّث ولا حرج، بداية من قيثارة السماء الشيخ محمد رفعت وبعده كثيرون من المقرئين الذين سيطروا تماما على أذن المستمع المصري والعربي. ومنذ بداية إذاعة مباريات كرة القدم على التليفزيون ظهر التعليق عليها، وكانت كالعادة البداية مصرية عن طريق الراحل العظيم محمد لطيف وبعده ظهر عديد من الملعقين، علاء الحامولي وإبراهيم الجويني وعلى زيوار، وبعدهم ظهر ميمي الشربيني ومحمود بكر وحمادة إمام، ثم أعقبهم ظهور مدحت شلبى وأحمد شوبير، ولكنهم اتجهوا بعد ذلك إلى تقديم البرامج الرياضية. وكان هذا الجيل هو آخر الموهوبين فى التعليق، وبعد ذلك ظهر عديد من المعلقين، ولكن دون مدرسة معينة، فالبعض منهم موهوبون، ولكن الكثير منهم «مقلد»، وسيطر العرب تمامًا على التعليق على المباريات حتى إن خبر تعليق فارس عوض على لقاء السوبر المصري بين الأهلى والزمالك شغل حيزًا كبيرًا فى الإعلام المصرى، رغم أن اللقاء كان مذاعًا على عديد من القنوات المصرية، حتى إن المعلق نفسه اضطر إلى الخروج لنفى الخبر مع تقديم الشكر إلى المصريين على ثقتهم فيه مع تمنيه التعليق على لقاء القمة المصري فى وقت آخر. أسباب غياب المعلقين المصريين في الوقت الحالي: السبب الأول:
محاولة كل المعلقين الجدد تقليد الكبار فى التعليق وعدم بحث أى منهم عن دور جديد، حتى إن الملعق الأشهر والأكفأ فى الوقت الحالي أيمن كاشف، يتم تعريفه بأنه «اللى عامل زى ميمى الشربينى». ورغم اقتناعي الكامل بكفاءة وموهبة «الكاشف» فإن تقليد ميمي الشربيني من البداية أضاع عليه شخصية المعلق التى يرسمها منذ اليوم الأول لظهوره على الشاشة، أما الباقون فرغم وجود أكثر من معلق فإنك لا تعرف «زيد من عبيد والكل يرغي في أي كلام بلا داعٍ، ويتحول المعلق إلى مدير فني وآخر إلى مداح لأداء لاعب دون أن يكون هناك حاجة لذلك». الجملة التى يبدأ بها المعلقون اللقاء قائلا: «أهلا بكم فى الوصف التفصيلي للقاء»، ولكن بعد ذلك يتحدث في أي شيء غير الوصف التفصيلي للمباراة بسبب هوسهم بالأرقارم والإحصائيات والحديث عنها في كل مباريات الدوري، كأنها هي كل شيء في المباراة. السبب الثاني:
تفوق معلقي شمال إفريقيا كثيرًا بسبب عامل اللغة وإتقانهم الحديث بأكثر من لغة أجنبية ونطق أسماء اللاعبين دون أخطاء كارثية نجدها من معلقينا، وحتى من خرج منهم للعمل فى القنوات العربية تجده الأقل، ويعلق على مباريات «عادية»، بينما الدريبات الكبرى تجدها مع معلقي الشمال الإفريقي. معلقو شمال إفريقيا ساعدتهم اللغة في الاطلاع على كل وسائل الإعلام الأوروبية ومتابعة كل ما يكتب عن كرة القدم، بينما يعتمد معلقونا على معلوماتهم من المواقع المصرية أو على الأكثر على مواقع الترجمة، ولم يبحث أي معلق على دراسة التعليق أو محاولة اكتشاف شىء جديد بدلا من حالة الرتابة والملل التى يسير عليها معلقونا. السبب الثالث:
عدم بحث القنوات أو الاهتمام بالمعلق والبحث فقط عن وجود نجوم في الاستوديو التحليلي دون النظر إلى المنتَج الأصلي، وهو المباراة التي تشهد أكبر عدد من المشاهدين، لأن هناك كثيرًا من المشاهدين لا ينتظرون الاستوديو التحليلي، ولكهنم يهتمون فقط باللقاء. القنوات الفضائية تبحث فقط عن محللين وتعطيهم مرتبات أكثر بكثير من معلقي المباريات باستثناء الكابتن محمود بكر الذى أنشأ لنفسه مدرسة تعليق أشبه بالاستاند أب كوميدى، ولذلك فإن بكر استوديو تحليلي قائم بذاته فى أثناء المباراة، أما الباقي فالأهم هو النجم الموجود على كرسي المذيع ومن أمامه، بينما المعلق يجلس في غرفة صغيرة أغلب الوقت يكون هناك تليفزيون صغير جدا يشاهد منه اللقاء ويجلس مثل كل مشاهدي المباريات في المنزل، يعلق على ما يشاهده فقط. السبب الرابع:
كثرة القنوات التى تنقل مباريات الدوري جعلت الكل يبحث عن أي صوت دون وجود مسابقات أو اختيار أو مراعاة لمن يكون معلقا على مباريات كرة القدم، المهم أن هناك شخصًا يتحدث و«يرغي» طوال 90 دقيقة، وكذلك حالة الاستهسال من القنوات بعدم وجود المعلق في الملعب، خصوصًا أن وجود المعلق في الملعب يكلف القناة 3 آلاف دولار بسبب حجز كابينة التعليق، وكابل الصوت، فمن أجل التوفير يبقى المعلق فى الاستوديو محبوسًا بين جدران ثلاثة لا ينفعل ولا يتفاعل مع الأحداث. السبب الخامس:
اتجاه معظم نجوم كرة القدم المعتزلين إلى تحليل مباريات الدورى وعدم الاتجاه إلى التعليق، رغم أن بداية التعليق كانت مع نجوم كبار اعتزلوا كرة القدم مثل الكابتن لطيف والحامولي وأحمد عفت والجويني، وغيرهم من نجوم كرة القدم نهاية بأحمد شوبير، ولكن الآن نجوم كرة القدم ينظرون إلى مهنة التعيلق كأنها مهنة أقل من مهنة مقدم البرامج، ولذلك فإن غياب النجوم عن التعليق جعل كثيرًا من عديمي الموهبة يجدون الفرصة للدخول في مهنة التعليق.