شيئان لا تنتظر حدوثهما، أن يفوز الزمالك بأى حاجة ولو حتى كأس دورة شوارع رمضانية، وأن يعود ذوى الأربع إلى طبيعتهم الإنسانية. فبعد إدلاء السيسى بتصريحه غير المنطقى أو المقبول بخصوص إمكانية عودة جماعة ذوى الأربع إلى ممارسة الحياه السياسية بشرط نبذ العنف، كانت الجماعة بعدها بساعات تنبذ العنف فى شارع 26 يوليو، فى العاشرة صباحا فى أول أيام العودة للمدرسة، وتفجر قنبلة بدائية الصُنع (على سبيل ربط الكلام فيما يخص مسألة نبذ العنف) عن طريق وضعها أعلى شجرة بجانب كمين للشرطة ثم تفجيرها عن بعد، لتطير الشجرة إلى أعلى قبل أن تنهبد على الأرض وبجانبها جثة أو أشلاء الشهيد المقدم «خالد سعفان» بالإضافة إلى ثلاث أو أربع مصابين. وهو ما يعود بنا إلى أبسط مباديء علم المنطق؛ أشخاص استبدلوا قلوبهم بالحجارة، وعقولهم بالطين، وأصروا على ذلك الاستبدال، ثم قرروا أنهم من ذوات الأربع ورفعوا شعاراتهم التى تؤكد على ذلك، ثم أقروا مرارا وتكرارا أنهم حيولعوا فى البلد، وأنهم لن يتركونا نعيش فى سلام، وأنه يا ناخد البلد فى عِبِّنا يا نقتلكو ونكدركو، أشخاص مثل هؤلاء، ماذا تنتظرون منهم؟ أن يستيقظوا فى أحد الصباحات ليكتشفوا فجأة أنهم قد عادوا بنى آدمين طبيعيين، وأنهم لم يعودوا من ذوات الأربع؟ هل يمكن أن تحدث لهم تلك الطفرة الجينية بين ليلة وضحاها؟ وماذا عن تلك الأحجار الصلدة التى استبدلوا بها قلوبهم؟ كيف لها أن تنبض مرة أخرى؟ وماذا عن كل تلك الجواليص من الطين التى حشوا بها عقولهم؟ هل يمكنهم استرجاع داتا الإدراك الإنسانى التى قاموا بتدليتها من على سوفت وير بشريتهم الضائعة؟ ترونهم يحيطون بمبنى الهيئة العامة للأمم المتحدة بنيويورك، يرفعون أعلام أمريكا ورابعة، ويرتدون أصفرهم الشهير، ويؤكدون بكل ما يستطيعونه من جهد على أنهم من ذوات الأربع، عن طريق نشر شعارهم أوعن طريق ما يثيرونه فى المكان من جو همجى محبب إليهم ومتناسب مع ما تحمله عقولهم من طين وما تحمله أفئدتهم من حجارة، لاحظوا أنكم لن تروا علما واحدا لمصر فى مكان تواجدهم، فقط أعلام أمريكا وشعارهم المؤكد على أنهم من ذوات الأربع، ترونهم فلا تستطيعوا الشعور بأنهم تبعنا، هم تَبَع أى حد تانى، إنما مش تبعنا. لهذا، على الرغم من أنه «اللى يعاشر الإخوان لازم يشتغل حاوى»، وعلى الرغم من أنه «تروح فين يا إنسان بين الإخوان»، وعلى الرغم من انه «إن طلع من الخشب ماشة.. تطلع من وش الإخوانى بشاشة»، وعلى الرغم من أنه «اللى يعيش ياما يشوف.. واللى ينتخب الإخوان يشوف أكتر»، وعلى الرغم من أنه «من حبنا حبيناه وصار متاعنا متاعه.. ومن عمل زى الإخوان يحرم علينا إجتماعه»، وعلى الرغم من أنه «حد يروح للإخوان برجليه؟!»، وعلى الرغم من أنه «آل يا مآمنة للإخوان.. يا مآمنة لقاعدة بيانات الناخبين فى انتخابات برلمان العريان»، وعلى الرغم من أنه «العشرة ما تهونش إلا على الإخوان»، وعلى الرغم من أنه «لو شجرة التين تطرح زبيب.. آمن للإخوانى واعتبره حبيب»، وعلى الرغم من أنه «إذا دخل الإخوان من الباب خرج الحب من الشباك»، وعلى الرغم من أنه «قالوا للإخوانى إحلف.. قال جالك الفرج»، وعلى الرغم من أنه «على وشك يبان.. يا بتاع الإخوان»، وعلى الرغم من أنه «الباب اللى يجيلك منه الإخوان سده واقعد فى أمان»، وعلى الرغم من أنه «قليل البخت يلاقى الإخوان فى الثورة»، على الرغم من كل ذلك، لا يزال هناك من يتحدث عن عودة الإخوان لممارسة السياسة! اللهم أسالك أن تحفظ عقلى سليما، وأن تنجيه من تلك الأيام الملغفنة التى نعيشها، تلك الأيام التى تكمن خطورتها الحقيقية فى أنها لم تعد مرتكزة على المنطق، أى منطق.