المدارس تفتح أبوابها من جديد وسط تأمين أمنى مكثف من جانب وزارة الداخلية، 18 مليون تلميذ بالقطاعين التعليم العام والفنى ينتظمون فى 48 ألفا و600 مبنى مدرسى على مستوى الجمهورية السبت والأحد المقبلين. المدارس ستلون أسوارها الخارجية بألوان العلم المصرى طبقا لتعليمات الوزارة للمديريات التعليمية، بينما أتم مليون و200 ألف معلم و600 ألف إدارى على مستوى الجمهورية استعداداتهم للعام الدراسى، فى حين تبدأ 12 محافظة فى استقبال التلاميذ السبت المقبل، كمحافظات «الإسماعيلية والفيوم والمنيا وبنى سويف وأسيوط وسوهاج والبحيرة وكفر الشيخ وأسوان والأقصر وقنا، وشمال سيناء»، بينما ينتظم الأحد المقبل الطلاب فى 14 محافظة هى: «القاهرة والجيزة والإسكندرية والقليوبية والشرقية والغربية والمنوفية ودمياط وبورسعيد والسويس والبحر الأحمر والوادى الجديد وجنوب سيناء ومرسى مطروح». عام دراسي هادئ العام الدراسى الجديد 2014- 2015، ينتظر أن تعم فيه حالة من الهدوء بعد استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية فى البلاد، وتولى رئيس الجمهورية المشير عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم، فى حين بات من الصعب تلاعب الأيادى الإخوانية فى العملية التعليمية بالعام الدراسى الجديد مثلما حدث فى العام الدراسى الماضى، حيث درجت كوادرهم على تنظيم سلسلة من التظاهرات، الأمر الذى أصاب أولياء الأمور بالتخوف من إرسال أبنائهم إلى المدارس خشية التلاعب بعقولهم وخروجهم فى تظاهرات إخوانية لرفع إشارات رابعة أو لدعم الرئيس المعزول خارج أسوار المدارس نتيجة لاستغلال الإخوان الطلاب كأداة لتحقيق أهدافهم السياسية. على العكس يبدو العام الدراسى الجديد، الذى يستقبله الطلاب وأولياء الأمور السبت المقبل أكثر طمأنينة بالنسبة لأولياء الأمور نتيجة استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية فى البلاد، فضلا عن إطلاق وزير التعليم الدكتور محمود أبو النصر تحذيراته إلى المعلمين بعدم خلط السياسة بالتعليم داخل المدارس والفصول، أو الجهر بالانتماءات السياسية، وإلا سوف يواجهون عقوبات رادعة، وهو الأمر الذى يسهم فى عملية استقرار الوضع التعليمى العام المقبل. 85% من المدارس انتهت من تسليم الكتب الدراسية الجديدة.. والباقى اليوم الطوارئ تجتاح وزارة التعليم استعدادا لاستقبال العام الدراسى الجديد، حيث أكد محمد سعد، المشرف العام على قطاع التعليم بوزارة التربية والتعليم، فى تصريح خاص ل«التحرير»، أن الوزارة تنتهى حاليا من الاستعدادات للعام الدراسى الجديد 2014/2015، مشيرا إلى أن قطاع الكتب انتهى من تسليم الكتب الدراسية الجديدة للمحافظات بنسبة تتجاوز 85%، لافتا إلى أن هناك تعليمات مشددة من قبل الدكتور محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم، من الانتهاء من تسليم كل الكتب الدراسية للمدارس على مستوى الجمهورية اليوم (الخميس) لتسليمها للطلاب مع أول يوم دراسة. محمد سعد أشار إلى أن جميع المديريات التعليمية انتهت من أعمال الصيانات البسيطة بالمدارس بنسبة 100%، موضحا أن الوزارة تتابع اللمسات الأخيرة التى تجريها المديريات التعليمية على مستوى كل المدارس وحتى نهاية الأسبوع الجارى تمهيدا لاستقبال الطلاب بالمدارس، مشيرا إلى أن تلك اللمسات الأخيرة الضرورية تتمثل فى نظافة الفصول نظرا لعدم اكتمالها، فضلا عن إجراء أعمال النظافة خارج أسوار المدارس ومحيطها وطلاء أسوار المدارس برسم العلم المصرى عليها حتى لا تستغل أسوار المدارس فى الإعلانات، بينما لفت إلى أنه تمت مخاطبة رؤساء الأحياء والمدن لإزالة المخلفات والعشوائيات والإشغالات الملقاة والمجاورة لأسوار المدارس سواء من سيارات قديمة أو قمامة أو أكشاك مهدومة خشية من استخدامها فى أى أعمال تستهدف أرواح الطلاب والمعلمين. تفاؤل بعودة الهدوء الأمنى والاستقرار السياسى واختفاء مظاهرات الإخوان بروتوكول أمنى لمواجهة عنف «الإرهابية» تأجيل الدراسة فى العام الدراسى الجديد بات من المستحيل حدوثه أو تكراره مرة أخرى، كما حدث فى العام الماضى، خصوصا أن الحالة الأمنية أصبحت مستقرة تماما فى المناطق التى كانت تشهد تظاهرات جماعة الإخوان الإرهابية، خصوصا فى مناطق كرداسة والجيزة والاتحادية وشمال سيناء، فضلا عن أن الوزارة تتحسب لأى أعمال عنيفة قد تؤثر سلبا على انتظام العملية التعليمية من خلال توقيع المديريات التعليمية بروتوكولا أمنيا مع مديريات الأمن على مستوى ال27 محافظة لتتولى وزارة الداخلية حماية المدارس خارجيا، فضلا عن أنه من المقرر إقامة غرفة عمليات رئيسية بوزارة التربية والتعليم بحضور مدير أمن وزارة التعليم ومندوبى وزارة الداخلية بينهم خبير مفرقعات وعميد من الأمن العام، وآخر من المباحث، وثالث من الحماية المدنية، ورابع من المرور، إضافة إلى وجود عميد شرطة بكل مديرية تعليمية لمتابعة إجراءات التأمين. البرتوكول الأمنى الذى تم توقيعه بين مديريات الأمن والمديريات التعليمية، تضمن عديدا من الإجراءات الأمنية على رأسها التنسيق الكامل بين فرع قطاع البحث الجنائى بمديرية الأمن ومديرية التربية والتعليم والإدارة المركزية للأمن، للإبلاغ بأى تهديدات أمنية محتملة، مع تخصيص قوة من أفراد الشرطة لتأمين المدارس بدوريات متحركة بسيارات عليها أرقام الإغاثة المدرسية، وتشديد المتابعة من الشرطة النظامية والتأمينية والحراسة وشرطة المرور والمرافق والمرور المستمر للاطمئنان على الحالة الأمنية حول المدارس. كذلك نص البروتوكول على أن مديرية الأمن فى المحافظة تتولى تأمين خطوط السير للسيارات المدرسية من وإلى المدرسة مع تأكد الحالة الفنية للسيارة، وتأمين تحرك الطلاب المترجلين من عبور الطريق وإمكانية حدوث أى استهداف أحدهم، وشددت التعليمات على ضرورة تكثيف الحراسة على المدارس بمحافظات شمال وجنوب سيناء ومدن القناة والمنيا ومنطقة كرداسة بالجيزة نظرا لطبيعة الحالة الأمنية لتلك المحافظات. بينما كشف البروتوكول على تأمين مقار ممارسة الأنشطة الطلابية بالتنسيق مع مديرية التربية والتعليم بتوفير الحراسة اللازمة مع أفراد الشرطة مع تأمين مقرات مديريات التربية والتعليم والإدارات التعليمية بأفراد الشرطة السرية والمباحث الجنائية. من جهته، قال أحمد خضر، مدير الإدارة العامة للأمن بالوزارة ل«التحرير» إن جميع المديريات التعليمية انتهت من إبرام البروتوكول الأمنى مع مديريات الأمن التابعة لوزارة الداخلية بهدف تأمين المدارس، لافتا إلى أن وزارة الداخلية قررت تشديد الرقابة الأمنية على المدارس، خصوصا مجمعات المدارس، التى تضم أكثر من 3 مدارس فى نطاق جغرافى ضيق، إضافة إلى تأمين خطوط سير الأوتوبيسات المدرسية قبل خروجها من المدرسة مع تفتيشها بشكل كامل وحتى عودتها محملة بالتلاميذ، وذلك للتأكد من عدم وجود أى أجسام غريبة أو مفرقعات داخلها، كما توفر وزارة الداخلية أفرادا مدربين على الحماية، قوات مدنية وقوات مدربة لكشف المفرقعات، مشيرا إلى أن أغلب المدارس ما زالت تركب كاميرات مراقبة وأجهزة إنذار على أبوابها. مدير أمن وزارة التعليم، قال إنه وقبل انطلاق الدراسة ستشهد المدارس ومحيطها تكثيف الدوريات الأمنية المتحركة أمام المدارس، إضافة إلى تشديد المتابعة الأمنية من قبل المباحث وشرطة المرور، وكذلك تأمين مقرات الإدارات التعليمية والمديريات، وقال إنه تم التنبيه على المدارس لتنظيم خروج الطلاب على فترات من أبواب متعددة على أن تعلن الوزارة خلال الأيام المقبلة عن أرقام إغاثة وطوارئ للتواصل معها فى حال وجود أزمات. شرح المناهج أما بالنسبة إلى تطوير المناهج، فأكد الدكتور محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم، فى تصريح خاص ل«التحرير»، أنه فى بداية تحمله المسؤولية شكل لجنة لمراجعة كل المناهج الدراسية، وانتهت اللجنة إلى تقرير مفاده أن المناهج الدراسية تعانى من الحشو والتكرار بنسبة تصل إلى 30%، وأن المناهج الدراسية لا تبنى فيها المعلومات بشكل التتابع، إنما تقدم المعلومات بشكل منفصل، وكان مركز تطوير المنهج غير مستغل بالطريقة المثلى، مشيرا إلى أنه عمل على استغلاله ومعه مركز الامتحانات والتقويم التربوى، ومركز البحوث التربوية، وتم تشكيل لجنة مشتركة لبحث المناهج. أبو النصر أضاف أن تلك اللجنة وضعت الإطار العام لبناء المناهج بطريقة المصفوفة أو التتابع، وأن يتم تغيير نسبة 30% من المناهج على الأقل لتدرس فى العام القادم، والباقى يتم فلترته من الحشو والتكرار، بحيث إنه على مدار ثلاث سنوات تكون المناهج بالكامل مبنية على شكل تتابع المعلومات فيها، وقد انتهت الوزارة من تغيير 30% من المناهج بالنسبة للتعليم العام، وأكثر من 70% من المناهج بالنسبة للتعليم الفنى. الوزير أشار إلى أن مركز تطوير المناهج قام بتأليف الكتب الدراسية الجديدة، مشيرا إلى أن المركز راعى مجموعة من المعايير المهمة أولها أن لا يتجاوز الكتاب 200 صفحة، واحتوى كل كتاب على تدريبات مع الدروس تحت غلاف واحد للتأكد من عودة المدرس والطالب لاستخدام الكتاب، وتابع أن فكرة تأليف المركز للمناهج الدراسية هى فكرة غير مسبوقة، وقام بها أساتذة من جامعتى عين شمس والقاهرة وغيرهما، موضحا أن قيام مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية بتأليف الكتب وفر على الوزارة مبالغ مالية طائلة، بلغت 100 مليون جنيه، ولفت إلى أن مناهج الثانوية العامة سيتم تغييرها بالكامل فى العام الدراسى 2015- 2016. كما لفت أبو النصر إلى أن المناهج سينتهى تغييرها بشكل كامل عام 2017، لافتا إلى أن عملية التغيير تتم تدريجيا، حيث تم الانتهاء من تغيير المناهج بداية من الصف الأول الابتدائى وإلى السادس الابتدائى هذا العام، والصفين الأول والثانى الإعدادى العام القادم، قائلا «لأننا لم نستطع القيام بعملية التطوير فى 12 سنة مرة واحدة، وقررنا العام ما بعد المقبل نكون مستعدين لتطوير الصفين الثالث الإعدادى والثالث الثانوى، وبذلك نكون طورنا جميع المناهج».