عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، صدر حديثا كتاب «استراتيجيات الإقناع والتأثير في الخطاب السياسي خطب السادات نموذجا» للدكتور عماد عبد اللطيف، الأستاذ المساعد للبلاغة وتحليل الخطاب بكلية الآداب جامعة القاهرة. يدرس الكتاب طرق وأدوات تحقيق الإقناع والتأثير في الخطاب السياسي العربي، ويحلل عبر فصوله عمليات تأليف الخطب وإلقائها، واستجابات الجمهور الذي يتلقاها، ويتناول أسئلة تفصيلية من قبيل «منْ الذي كان يكتب خطب الحاكم؟ وما طقوس كتابتها؟ وما أشكال الجدل الذي كان يوجد بين أفكار هؤلاء الكتَّاب ومعتقداتهم ومصالحهم وأفكار الحاكم ومعتقداته ومصالحه؟ وغيرها من الأسئلة الكاشفة عن آليات تشكل هذا النوع من الخطابات السياسية، وقنوات الاتصال المتاحة بين الحاكم وجمهور المخاطبين». يتخذ الكتاب من خطب الرئيس المصري الراحل أنور السادات مادة له، محاولا الإجابة على أسئلة منها «كيف استطاعت خطب السادات أن تلعب دورا محوريًا في الحياة السياسية في مصر والعالم العربي بل وفي العالم أجمع؟ كيف تمكن من توظيف تعبيرات شائعة في الريف المصري مثل «كبير العائلة» و«رب الأسرة» في حشد التأييد الشعبي لقراراته السياسية الشائكة، وفي تقليص شعبية معارضيه السياسيين؟ وما طبيعة العلاقة التي كانت تسعى خطبه لترسيخها بين الحاكم والمحكومين؟ ولماذا حرص السادات على صياغة هوية إسلامية لخطابه السياسي؟ وما الآثار التي ترتبت على استغلاله للخطاب الديني وقودًا لعربة السياسة حتى وقتنا الراهن؟». ينقسم الكتاب إلى خمسة فصول، وخاتمة تتضمن بعض نتائج الكتاب وتوصياته، وبعض الأفكار الخاصة ببحوث مستقبلية، الفصل الأول منها يحكي جزءًا من تاريخ الخطابة السياسية في مصر في القرن العشرين، ويقارن بين حال الخطابة في مصر الملكية بحالها في مصر الجمهورية، ويتناول بعض أشكال العلاقة بين الخطابة والحياة السياسية. أما الفصل الثاني فيتتبع علاقة السادات بمهنة الكتابة ومهاراته في التواصل مع الجماهير، ثم يناقش مسألة منْ الذي كان يكتب خطب السادات، وطبيعة التأثير الذي مارسه هؤلاء الكتاب على خطابه بخاصة وعلى الحياة السياسية المصرية بعامة. ويتناول الفصل الثالث من الكتاب المفاهيم الأساسية لبلاغة السادات، والقضايا التي تطرحها خطبه، ويناقش بالتفصيل ظواهر أداء السادات لخطبه، والفرق بين نص الخطبة المكتوب، والخطبة بعد إلقائها، فيما يتناول الفصل الرابع بعض الاستعارات المفهومية في خطب السادات. أما الفصل الخامس والأخير فيدرس ظاهرة التضفير بين الخطابين السياسي والديني في خطب السادات مُركزًا على خطبتين؛ الأولى هي خطبته إثر انتفاضة الجوعى في 17 و18 يناير 1977؛ والثانية هي خطبته إثر توقيع اتفاقيتي كامب ديفيد في 4 أكتوبر 1978م. وأخيرًا جاءت خاتمة الكتاب لتتضمن أهم نتائجه وقائمة بدراسات مستقبلية مقترحة وبعض التوصيات التي تخص دراسة لغة السياسة العربية.