تخوض ليبيا واحدة من أشرس وأعنف معاركها فى محيط مدينة بنغازى، والتى تسعى الميليشيات والكتائب التى تصنفها بالإرهابية للسيطرة عليها، بينما يحاول الجيش الوطنى وقوات «معركة الكرامة» التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر المدافعة عنها. وشن الطيران الحربى الليبى قصفًا جويًّا على مواقع لمسلحين متشددين فى بنغازى ودرنة شرقى البلاد، فى الساعات الأولى من صباح أمس الخميس؛ مما أسفر عن قتلى وجرحى. قصف مواقع ميليشيات إرهابية.. و«شورى الثوار» يستعين بدبابات «فجر ليبيا» ضد الجيش وذكرت مصادر عسكرية أن القصف استهدف مواقع لجماعة «أنصار الشريعة» و«مجلس شورى ثوار بنغازى» فى درنة وبنغازى. وأكدت مصادر أن القصف كان الأعنف من نوعه منذ بداية القتال، خصوصا أنه يأتى وسط أنباء عن حشد الجيش الليبى لقواته فى منطقة جبل «الزنتان»؛ تمهيدًا لشن هجوم كبير على كتائب «فجر ليبيا» التى تسيطر على العاصمة «طرابلس»، وعدد من مؤسسات الدولة والسفارات. وهذا ما أكده قائد أركان سلاح الجو الليبى، العميد ركن صقر الجروشى، فى تصريحات ل«سكاى نيوز عربية»، حيث قال إن القوات الحكومية بصدد شن هجوم واسع على مواقع الجماعات الإرهابية فى محيط طرابلس. قائد عسكرى ليبى: «معركة الكرامة» تحت قيادة رئيس الأركان الجديد وحفتر أكثر فاعلية.. والجيش الليبى يستعد لتحرير طرابلس كما أشار إلى أن «عملية الكرامة»، تحت قيادة رئيس الأركان الجديد عبد الرازق الناظورى واللواء المتقاعد خليفة حفتر، باتت أكثر فعالية، كما أن «توحيد البندقية» جعل من القوات أكثر جاهزية، مشيرًا إلى أن طائرات حربية من طراز «سوخوى» الروسية أجريت لها عمليات صيانة وتحديث، وأنها ستنفذ عمليات فى كل من طرابلس وبنغازى. فى هذه الأثناء، أعلن قائد أركان سلاح الجو الليبى أن المواجهات فى محيط قاعدة بنينا الجوية بشرق بنغازى، أسفرت خلال اليومين الماضيين عن مقتل أكثر من 130 عنصرًا من الميليشيات. قاعدة بنينا الجوية، هى ما يدور حولها كل المعارك تقريبا فى بنغازى حاليا، وهو ما دفع الطيران الليبى لقصف معسكر للدفاع الجوى واقع تحت سيطرة «مجلس شورى الثوار»، الذى يحتوى على صواريخ مضادة للطائرات، بالإضافة إلى غارات أخرى على سبعة مواقع تابعة ل«أنصار الشريعة»، و«درع ليبيا 1»، وكتيبة «راف الله السحاتى»، ومعسكر 319. وأفاد شهود العيان أن الطائرات كانت تقصف من ارتفاعات عالية وأصواتها تكاد لا تُسمع، وأن القصف خلّف هالة ضوئية ضخمة ولم تُعرف بعد هوية الطائرات التى قصفت هذه الأهداف. الجيش الليبي يستعد لتحرير طرابلس ويبدو أن الخسائر التى مُنى بها مجلس شورى الثوار وأنصار الشريعة دفعته للاستعانة بميليشيات «فجر ليبيا»، التى أفادت مصادر دخولها بنغازى برتل كبير من الدبابات والمدرعات لدعم الميليشيات المتطرفة فى معركتها بمحيط قاعدة بنينا. وإلى الغرب حيث نفذ عناصر ميليشيات ما يسمى «فجر ليبيا»، المصنفة جماعة إرهابية من قبل البرلمان المنتخب، حملة دهم واعتقالات فى العاصمة طرابلس طالت كل من شاركوا فى حملة «لا للتمديد» التى خرجت فى تظاهرات سلمية رافضة التمديد للمؤتمر الوطنى المنتهية ولايته. يأتى هذا فى وقت وصل فيه رئيس الأركان الليبى الجديد اللواء عبد الرازق الناظورى إلى القاهرة فى زيارة ثانية خلال أسبوع. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر مطلعة كانت فى استقبال الناظورى والوفد المرافق له فى مطار القاهرة تصريحاتها أنَّ الجانبين سيبحثان دعم التعاون فى مجال التدريب والتسليح والاستفادة من الخبرات المصرية فى إعادة تأهيل وتكوين الجيش الليبى، ودعم التعاون فى مجالات حفظ الحدود المشتركة ومواجهة الإرهاب وعمليات التسلل والتهريب؛ وذلك فى إطار مبادرة دول الجوار التى تهدف إلى إعادة استقرار الأوضاع داخل الأراضى الليبية.