على الرغم من انقطاع التيار الكهربائى صباح أمس فى معظم أنحاء الجمهورية، فإن المصريين أصروا على التوافد على أفرع البنوك الأربعة «الأهلى، ومصر، وقناة السويس، والقاهرة»، المصرح لها ببيع شهادات استثمار قناة السويس منذ الصباح الباكر، وكالعادة تصدرت النساء مقدمة الطوابير. السيدات يتصدرن طوابير شراء شهدات الاستثمار.. والبنوك التجارية تبدأ البيع يوم الأحد فروع البنوك فى القاهرة الكبرى شهدت إقبالا كثيفا من المواطنين، وفى نفس الوقت شهدت وجودا أمنيا ملحوظا لحمايتها، وكان من الملاحظ توافد السيدات وأصحاب المعاشات إلى جانب الأطفال برفقة ذويهم، حيث أوضحت طفلة فى أحد أفرع بنك قناة السويس بالمهندسين، أنها ادَّخرت من مصروفها مبلغ مئة جنيه لشراء شهادة، وذلك من أجل «سداد ديون مصر»، بينما أوضح شاب بأحد فروع بنك مصر بجامعة الدول العربية، أن الشباب هم الذين قاموا بالثورة، وهم أيضا الذين يجب عليهم النهضة ببلادهم اقتصاديا. من جهته صرح مصدر مصرفى، بأنه بدءا من بعد غد (الأحد)، سوف يبدأ طرح الشهادات داخل البنوك التجارية لعملائها، ودون اضطرارهم إلى الذهاب إلى البنوك الأربعة المحددة، على أن يكون ذلك للشهادة فئة ال1000 جنيه ومضاعفاتها فقط. 50 مليونا حصيلة أول يوم في الفيوم.. و5 ملايين بالقليوبية.. ومواطن بالأقصر يشتري بمليون جنيه أما فى المحافظات، فقد تدفق ملايين المصريين، على شراء شهادات استثمار القناة، حيث أوضحت مصادر مصرفية فى الفيوم أن حصيلة المحافظة تجاوزت فى اليوم الأول مبلغ 50 مليون جنيه، بينما اشترى مواطن فى الأقصر شهادات بمبلغ مليون جنيه، وباعت بنوك القليوبية شهادات بقيمة 5 ملايين جنيه. عمال مصر كانوا حاضرين أيضا فى المشهد، حيث قام العاملون بقطاع الدواء، بشراء شهادات بقيمة 50 مليون جنيه، إضافة إلى إعلان النقابة العامة للعاملين بالبناء والأخشاب، شراء شهادات بقيمة مليون و250 ألف جنيه. من جهة أخرى، قام الفريق أول صدقى صبحى وزير الدفاع، بزيارة مواقع الحفر فى مشروع قناة السويس الجديدة فجر أمس (الخميس)، حيث استمع إلى عرض تفصيلى عن مشروع الحفر، كما التقى العاملين به، وحفَّز العمال والجنود، قائلا «نحن فى تحدٍّ مع الزمن وأنا واثق من اجتيازه». أما اللواء أركان حرب، كامل الوزير، رئيس أركان الهيئة الهندسية، فأكد أن معدلات الحفر تسير على خطى سريعة، فى الوقت الذى نظمت فيه الشؤون المعنوية بالجيش، زيارة لمواقع الحفر للملحقين الأجانب فى مصر وزوجاتهم. المواطنون يتحدون انقطاع الكهرباء والزحام.. ويتوافدون بكثافة على البنوك فى الجيزة، وعلى الرغم من انقطاع التيار الكهربائى منذ صباح أمس، فإن المواطنين أصروا على التوافد على فروع البنوك الأربعة (مصر، القاهرة، الأهلى، قناة السويس)، لشراء الشهادة، متحملين الحر ومنتظرين بالساعات دون كلل لشراء الشهادة. التى قالت عنها أمل مرسى، ربة منزل، والتى حضرت إلى أحد فروع البنك الأهلى «إنها أفضل من الادخار فى البريد»، مؤكدة أنها اشترت شهادة ب500 جنيه للزمن، فى الوقت الذى طالب فيه بعض العملاء والمواطنين الذين أقبلوا على الشراء، بزيادة عدد المنافذ المخصصة للبيع. «التحرير» التقت أطفالا بصحبة آبائهم الذين حضروا لشراء الشهادة، ومنهم منى رجب عمارة، طفلة فى الصف الخامس الابتدائى، والتى حضرت إلى فرع بنك قناة السويس بالمهندسين، قائلة إنها استطاعت ادخار 100 جنيه من مصروفها على مدار الشهر الماضى، لتسهم مع والديها فى شراء شهادات استثمارية، مساهة منهم فى مشروع قناة السويس الجديدة، موضحة أنها قد لا تفهم كثيرًا ما يحدث، لكنها سمعت من والدها أن هذا المشروع سيسهم فى إحداث طفرة حقيقية لمصر، قائلة «ماما قالت إن كل حاجة بقت غالية قوى لأن الرئيس مش عارف يسد الديون بتاعة البلد.. وممكن الغلا ده يروح لو قضينا على الديون والمشروع هيخلى ديونّا تخلص». السيدات في مقدمة الطوابير «كالعادة» سناء المهدى، ربة منزل، حضرت لفرع البنك الأهلى بمصر القديمة، مع ابنها مازن البالغ من العمر عاما لتشترى له شهادة قناة السويس، قائلة «ابنى الوحيد والمستقبل له، وهذه الشهادات هى المستقبل»، كما أوضح أحمد البدوى وزوجته منال، أنهما حضرا منذ التاسعة صباحا ليشتريا شهادات بمبلغ 50 ألف جنيه لهما ولابنيهما. على جمال الدين فايق، شاب يبلغ من العمر 20 عاما، كان وعدد من زملائه موجودين ببنك مصر فرع جامعة الدول العربية، أوضح أنه حضر مع زملائه لشراء شهادات استثمارية فئة 1000 جنيه لكل فرد منهم، مؤكدًا أن الشباب هم المنوط بهم عملية التغيير الحقيقية، مضيفا أنه وزملاءه سيذهبون بعد ذلك إلى جامعة القاهرة لدعوة زملائهم إلى شراء الشهادات، قائلا: «احنا اللى عملنا ثورة يناير و30 يونيوا واحنا كمان اللى لازم نثور اقتصاديا وننهض بالبلد». أما فى مناطق وسط البلد، مصر الجديدة ومدينة نصر، فقد كشفت جولة «التحرير» عن تزايد الإقبال فى ساعات الظهيرة على البنوك، كما رصدت وجود تعزيزات أمنية شديدة من جانب وزارة الداخلية خارج فروع البنوك، وذلك من أجل حماية المواطنين، حيث دفعت الداخلية بعدد من سيارات الأمن المركزى، كما شكل جنود الأمن سلاسل بشرية أيضا أمام هذه الفروع. مصدر مسؤول بأحد فروع بنك مصر، أوضح أنه مع بداية الأسبوع المقبل سيقوم البنك بالتعاون مع البنوك الأخرى غير البنوك الأربعة المسؤولة عن طرح شهادات استثمار قناة السويس، وذلك من أجل شراء الشهادات منها لصالح عملاء هذه البنوك، لافتا إلى أنه سيتم الاحتفاظ بالبيانات الخاصة بكل عميل لدى هذه البنوك، مضيفا أن ذلك سيكون للشهادة فئة 1000 فأكثر. فى منطقة حدائق القبة، لم يختلف مشهد الإقبال كثيرًا، إذ اصطف عشرات المواطنين أمام شبابيك فرع البنك الأهلى لشراء شهادة القناة الجديدة، وكان السيدات وكبار السن هم المتصدرون للمشهد. مدير فرع البنك الأهلى بحدائق القبة على حسين الطبلاوى، أوضح أن الفرع شهد فى اليوم الأول لطرح شهادات قناة السويس الجديدة إقبالا كبيرًا، مشيرًا إلى أنه من اللافت أن عددًا لا بأس به من المواطنين قام بفك شهادات الاستثمار العادية وقام بشراء شهادات قناة السويس، مضيفا أن العمل داخل الفرع يجرى وفقا للتعليمات المعلنة من البنك المركزى. أما فى منطقة السيدة زينب، فقد شهدت فروع البنوك إقبالا وزحاما شديدًا، ولوحظ أن السيدات هن الأكثر إقبالا على شراء الشهادات، حيث شهد بنك القاهرة فرع السيدة زينب، توافدًا لعديد من المواطنين، وقال محمد شعبان، موظف، «جئت لشراء شهادة قناة السويس، لأنها تعود بالفائدة على البلد وعلى صاحب الشهادة، وكلنا لازم نشجع البلد على الاستثمار حتى تمر من أزمتها». الحاجة إنتصار مرعى، ربة منزل، قالت: «أنا عملت شهادة ب100 جنيه، صحيح هى قليلة بس دا اللى أقدر أساعد بيه البلد، خصوصا أننى أتقاضى معاشا شهريا عن جوزى لا يتعدى 300 جنيه». أحمد عبد السلام، مدير البنك الأهلى بالسيدة زيتب، أوضح ل«التحرير»: أن «فرع البنك شهد إقبالا من المواطنين لشراء الشهادات، حيث قام البعض بشراء شهادة لا تتعدى 20 جنيها ومنهم من قام بإيداع 100 ألف جنيه وأكثر، مضيفا أن عملاء البنك قدموا جميع الاستفسارات عن الشهادة والعائد، خصوصا أن هناك طبقات كثيرة لم تكن تعرف ماهية الشهادة أو مميزاتها». مجدى أحمد، موظف على المعاش، أوضح أنه حصل على شهادة قناة السويس بمبلغ 100 ألف جنيه، وذلك مساعدة منه للبلد ولنفسه أيضا. بنك مصر فرع السيدة زينب، شهد هو الآخر إقبالا شديدًا من السيدات، حيث أوضحت الحاجة ريهام أحمد، ربة منزل، أنها جاءت إلى البنك لشراء شهادة بقيمة 20 ألف جنيه، من أجل دعم البلد ورئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، قائلة: «تحيا مصر». وفاء مدكور موظفة، أشارت إلى أنه رغم انقطاع التيار الكهربائى داخل البنك، منذ بداية العمل، فإنها لديها الرغبة فى ضرورة شراء الشهادة، مضيفة أنها تحب مصر.