بعد أن شهدت الشبكة الموحدة للكهرباء استقرارًا على مدار الأسبوع الماضى بالكامل، ولم تتعد نسبة تخفيف الأحمال 2500 ميجاوات على أقصى تقدير، بعد أن كانت تسجل تخفيف أحمال يصل إلى 6000 ميجاوات فى منتصف شهر أغسطس الماضى، وفى ظل توقعات الأرصاد الجوية باستمرار موجة الحر حتى منتصف شهر سبتمبر الجارى، فهل سيستمر التحسن فى أداء الشبكة الموحدة للكهرباء؟ «الكهرباء»: تعريفة الطاقة المتجددة الإثنين مصدر مسؤول بمحطات الإنتاج، قال إن محطات إنتاج الكهرباء لا تعانى من نقص فى كميات الوقود حاليا، وتحصل على كميات من الوقود تعد الأكثر فى تاريخها، حيث وصلت إلى 126 و127 مليون متر مكعب من الغاز أو الوقود المكافأ «سولار ومازوت». المصدر -الذى فضل عدم ذكر اسمه- أوضح ل«التحرير» أن المشكلة التى تواجه المحطات هى انخفاض ضغط الغاز فى الشبكة القومية للغاز، التى يتم من خلالها إمداد الغاز إلى محطات إنتاج الكهرباء، لافتا إلى أن هذا الانخفاض فى ضغط الغاز ينعكس على النزول بالحمل وتخفيض الإنتاج من المحطات. المصدر أشار إلى أن ضغط الغاز انخفض فى الشبكة منذ الأربعاء الماضى، منوها بأن هناك تخوفا آخر من نقص الغاز، بعد أن شهدت الكهرباء تحسنًا على مدار الأيام الماضية، لتعويض النقص فى كميات الوقود التى تم إمداد محطات الكهرباء بها على حساب المصانع كثيفة الاستهلاك. الكهرباء: كميات الغاز للمحطات جيدة للغاية على صعيد آخر، قال مصدر مسؤول بوزارة الكهرباء «طول من النور ما بيقطعش.. يبقى مافيش مشكلة»، وأكد أن كميات الغاز للمحطات جيدة للغاية، وفى حالة نقصها ستكون هناك عوامل أخرى ستساعد على تحسن الأداء، أهمها انخفاض درجات الحرارة. وحول تطبيق التعريفة الخاصة بشراء الطاقات المتجددة المنتجة من القطاع الخاص، أكد المصدر أن الوزارة ستقر التعريفة اليوم الإثنين، وذلك فى في أثناء اجتماع اللجنة الاقتصادية بمجلس الوزراء، منوها بأن اللجنة ستقر ما تراه مناسبا للأسعار الخاصة بشراء الكيلووات ساعة من الشمس والرياح. وفى سياق مواز، سجلت النشرة اليومية الصادرة عن جهاز مرفق الكهرباء وحماية المستهلك، أقصى حمل أول من أمس السبت 26450 ميجاوات، وأدنى حمل 19350 ميجاوات، وسجلت نسبة تخفيف الأحمال بمقدار 1600 ميجاوات، منها 200 ميجاوات بالتنسيق مع المشتركين، و1400 ميجاوات أحمالا مفصولة عن المواطنين إجباريا. النشرة أشارت إلى أن أقصى حمل على الشبكة أمس الأحد 26500 ميجاوات، مما يوضح استمرار تخفيف الأحمال كما هو لليوم الثانى على التوالى وقابل للزيادة، وأوضحت النشرة أن تخفيف الأحمال فى ساعات الظهيرة أمس سجل 800 ميجاوات. «الغرف التجارية»: خسائر يومية للسوبر ماركت بسبب الانقطاع خسائر فادحة تكبدتها محال السوبر ماركت والبقالة بسبب انقطاعات الكهرباء، حسب ما كشف رئيس شعبة المواد الغذائية بغرفة تجارة القاهرة أحمد يحيى، والذى أوضح أن انقطاع الكهرباء المستمر تسبب فى حدوث أضرار كثيرة للتجار، خصوصا فى محلات البقالة والسوبر ماركت التى تبيع المجمدات من لحوم وأسماك وطيور وخضراوات وغيرها من الأغذية الأخرى التى قد تتحول إلى سموم قاتلة فى حالة انقطاع التيار بشكل مستمر ولساعات متواصلة طوال اليوم، مطالبا بضرورة إيجاد حل سريع لهذه المشكلة. من جانبه، أوضح سكرتير شعبة البقالة والمواد الغذائية بغرفة تجارة القاهرة، جلال عمران، أن المحلات التجارية الكبيرة وسلاسل السوبر ماركت تتكبد خسائر يومية لا تقل عن 500 ألف جنيه، بسبب الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائى، مضيفا أن توقف خطوط الإنتاج فى المصانع أيضًا بشكل يومى ولمدد طويلة قد تصل إلى أكثر من 14 ساعة تسبب فى خسائر بالملايين لهذه المصانع، مطالبا الحكومة، خصوصا وزارة الكهرباء بضرورة تخفيف قطع الكهرباء وتقليل أوقات القطع فى اليوم حتى لا تتسبب فى المزيد من الخسائر للتجار وأصحاب المصانع. خسائر بالغة لمصانع الحديد ومواد البناء بدوره، كشف نائب رئيس شعبة مواد البناء بالاتحاد العام للغرف التجارية، عبد العزيز قاسم، أن انقطاع التيار الكهربائى تسبب فى حدوث خسائر بالغة لمصانع الحديد وغيرها من مواد البناء، موضحا أن خسائر مصانع الحديد منذ بدء الأزمة وحتى اليوم تقدر بنحو 850 ألف جنيه يوميا، نتيجة فقد كميات كبيرة من الحديد بشكل يومى بنسبة تبلغ نحو 150 طنا، لافتا إلى أن الطاقة الإنتاجية للمصانع قد انخفضت خلال الأيام الماضية بنسبة بلغت نحو 40%، نتيجة الانقطاع المستمر للكهرباء، إلى جانب نقص الغاز. على جانب آخر، وفى ما يتعلق بسوق الملابس، فعلى الرغم من بدء الأوكازيون الصيفى بتخفيضات تتراوح ما بين 30 و50% فإن السوق تشهد حالة من الركود الشديد وكسادًا غير مسبوق فى المبيعات. من جانبه أوضح نائب رئيس شعبة الملابس الجاهزة بغرفة تجارة القاهرة ونائب رئيس الغرفة أن مبيعات الملابس انخفضت بنسبة بلغت نحو 40% خلال الشهر الجارى بسبب انقطاع التيار، مشيرًا إلى أن المحلات التجارية تتوقف عن البيع والشراء فى في أثناء انقطاع التيار، خشية تعرضها إلى السرقة أو التخريب، متوقعا حدوث زيادة فى حركة المبيعات خلال الأسابيع القادمة.