أكد محمود عباس، رئيس الإدارة المركزية لآثار العصر الحديث بوزارة الآثار، أهمية تحويل وسط القاهرة القديمة "القاهرة الخديوية" إلى منطقة جذب سياحي وعمراني دون الإخلال بالبنية التاريخية للمكان، مشيرًا إلى أن تلك المنطقة بالإضافة إلى القاهرة التاريخية تحتوي على أكثر من 150 أثرًا حيث تحتوي العتبة وحدها حوالي 20 أثرًا مميزًا. وأشاد عباس بطلب الرئيس عبدالفتاح السيسىي بإعداد خطة شاملة للنهوض بمنطقة وسط البلد وتطويرها بصورة كاملة واستعادة وجهها الحضاري، مطالبًا بتشكيل لجنة وزارية، برئاسة إبراهيم محلب تضم في عضويتها عددًا من الوزارات في مقدمتها وزارة الآثار إلى جانب محافظة القاهرة، للبدء الفوري في وضع وتنفيذ تلك الخطة لإعادة تسليط الضوء على منطقة وسط البلد باعتبارها منطقة أثرية وتراثية. وأوضح أن وزارة الآثار تمتلك نخبة من الكوادر البشرية المميزة التي تستطيع أن تساهم في هذا المشروع من خلال إعداد المادة التاريخية لكل أثر، وكيفية تطوير المواقع الأثرية وترميمها بما يجعلها تضاهي أجمل مدن العالم، مشيرًا إلى أنه كان هناك مشروع مشترك عام 2009 بالتعاون مع إسبانيا لتطوير القاهرة الخديوية، والحفاظ على المباني ذات الطابع المميز بها؛ ولكن العمل به يسير ببطء ويكاد يكون متوقفًا ولم يحقق الهدف المرجو منه. وأشار إلى أنه على الرغم من أن التطوير عرف طريقه إلى قلب القاهرة الحديثة في عهد محمد علي، إلا أن النهضة العمرانية الحقيقية بدأت بها بشكل جدي ومدروس ومخطط له في عهد الخديو إسماعيل - أكبر أبناء محمد على - الذي حكم مصر من عام 1863 حتى عام 1879، وأراد أن يجعل من المدينة قطعة من أوروبا خاصة باريس، وأطلق عليها كتاب الغرب حينذاك لقب "باريس الشرق"، موضحًا أن مباني منطقة وسط البلد ومواقعها التي تشكل مثلثًا رأسه ميدان التحرير وقاعدته ميدانا الأوبرا ورمسيس، وما يتفرع منهما من شوارع تتميز بمزج بين الحضارة الأوروبية والإسلامية والتي يطلق عليها فن العصر الحديث.