يا ليت جلال علام يعود يوما، يُقدِّم حلقة جديدة من برنامج «مواقف وطرائف»، لن يحتاج إلى أن يقوم بلفّ كل أنحاء العالم لكى يجهّزها، لن يحتاج إلى لقطات رجل يحمل سيارة على كتفه، وآخر يصادق ثعبانا، وثالث يفشل فى تصويب كرة الجولف إلى الحفرة التى هى أقرب إليه من ساعة يده... كل هذا لم يعد من المواقف ولا الطرائف إذا ما قُورن بما يُقدِّمه الصحفى والسيناريست والإعلامى محمد الغيطى، فى برنامجه «صحّ النوم» على قناة «التحرير». يبدو أن الغيطى عندما يئس من كتابة المسلسلات، قرَّر تأليف قصص خيالية وبثّها فى برنامجه استغلالا لنوم الجمهور قبل بداية كل حلقة، فبينما لم يمر شهر على الشائعة التى أطلقها بأن عادل إمام تبرَّع ب52 مليون جنيه لصندوق «تحيا مصر» ونفاها الزعيم سريعا، حتى عاد الغيطى بسيناريو «خيالى- علمى- عسكرى- أكشن- كوميدى» فى نفس الوقت، ربما تكون نيته سليمة، ربما يريد أن يرفع الروح المعنوية للمصريين فى ما يخصّ جهوزية الجيش للدفاع عن حدود مصر، ربما يظن أننا ما زلنا فى ثلاثينيات القرن العشرين.. هو حُر فى ظنونه، لكن مَن يتولون مسؤولية القناة التى يطلّ منها، مَن يهتمون برصد الآثار الجانبية لهذه «التخاريف» لماذا يصمتون؟ الغيطى يخرج على الهواء لينقل عن مذكرات لم تكتبها هيلارى كلينتون، وزيرة خارجية أمريكا السابقة، ما يؤكد أن الأسطول الأمريكى السادس تحرَّك بالقرب من شاطئ الإسكندرية قبل فض اعتصام رابعة، لكن الطيران المصرى تصدَّى له، ونجحت الضفادع البشرية المصرية فى أسر قائد إحدى البوارج تحت إشراف الفريق مهاب مميش الذى كان قد ترك قيادة القوات البحرية أصلا، ثم اتصل عضو بالمجلس العسكرى وحذَّر أوباما من التصعيد إذا لم تسحب واشنطن أسطولها السادس، وإلا ستُعلن مصر عن أسر القائد الأمريكى... كان من الممكن أن نصدِّق الغيطى لو قال لنا تفاصيل مثل: هل الأسطول تمركز أمام سيدى بشر أم المعمورة؟ وهل قائد الضفادع كان عزت العلايلى أم نبيل الحلفاوى؟! الجيش المصرى لا يحتاج إلى هذه المبالغات حتى نثق به، وحلقة كهذه كانت لا بد أن يعقبها على خريطة قناة «التحرير» الفيلم العربى القديم «المجانين فى نعيم»!