أجرى مجموعة من الباحثين بكاليفورنيا دراسة جديدة توصلوا من خلالها إلى وجود علاقة بين استخدام المراهقين للهواتف الذكية وعدم قدرتهم على فهم مشاعر الآخرين. وأوضحت الدراسة أن المراهقين الذين يقضون ما يقرب من خمس ساعات يوميا مع أجهزتهم الذكية تخفض لديهم معدلات الحساسية للمنبهات العاطفية، وهو ما يوقعهم في عزلة اجتماعية. وقال "باتريشيا جرينفيلد"، أستاذ علم النفس بجامعة "كاليفورنيا"، ومؤلف الدراسة: "كثير من الناس يبحثون في الأجهزة الذكية عن التواصل، ولكن ما يحدث معهم هو العكس تماما"، مضيفا: "فقدان القدرة على فهم مشاعر الآخرين أحد تكاليف استخدام الأجهزة الذكية". وفي تجربة بسيطة قام "جرينفيلد" باختبار مجموعتين من المراهقين، استخدمت المجموعة الأولى الأجهزة الذكية على مدار خمسة أيام متتالية، في حين تم حرمان المجموعة الثانية من تلك الأجهزة، وجاءت النتائج صادمة للغاية، فالمجموعة التي استخدمت الأجهزة الذكية قد عانت من عدم القدرة على فهم مجموعة من الوجوه التي عرضت عليها للتعبير عن مشاعرها، في حين نجحت المجموعة الثانية في معرفة ذلك بسهولة. وخلصت الدراسة إلى أن المراهقين الذين لم يستخدموا الأجهزة الذكية، مثل الهواتف الذكية والشاشات الرقمية وغيرها، كانوا أفضل في قراءة المشاعر الإنسانية مقارنة بغيرهم. وقال "يلدا ولس"، أحد المشاركين في الدراسة: "لا يمكنك تعليم الإشارات العاطفية غير اللفظية من خلال الشاشات الذكية، فهذا يعتمد في الأساس على التواصل وجها لوجه". وتابع: "نحن مخلوقات إجتماعية تحتاج إلى التواصل وجها لوجه للتعبير عن المشاعر المختلفة، فنحن في أمس الحاجة لوقت خالِ من الأجهزة الذكية".