فى مواجهة تفشى فيروس إيبولا فى ليبيريا، فرضت رئيسة البلاد إيلين جونسون، حظر تجول ليلى بدءًا من مساء اليوم الأربعاء، يسرى من الثامنة مساء وحتى السادسة صباحًا. وأمرت جونسون بإغلاق مراكز الترفيه والملاهى من السادسة مساء، كما فرضت حجرًا صحيًّا على حيى ويست بوينت وكاكاتا بالعاصمة مونروفيا. وكانت البلاد قد شهدت إعلان حالة الطوارئ والاستنفار الصحى، فيما شددت السلطات المحلية الإجراءات الأمنية، بعد نهب مسلحين ملثمين أحد المستشفيات فى منطقة «ويست بوينت» بالعاصمة، وفرار 37 مريضًا، محجورًا عليهم، يشتبه بإصابتهم بالفيروس. ورغم إعادة كافة المرضى إلى المستشفى، وضعت السلطات بعين الاعتبار احتمال نقلهم للفيروس إلى سكان الأحياء الفقيرة فى «ويست بوينت»، التى تعد منطقة عشوائيات، يقطنها نحو 50 ألف نسمة، وخطر الفيروس يُعد مرتفعًا فيها. وحتى اليوم لقى 466 مصرعهم بسبب الفيروس فى ليبيريا، فيما أعلنت الحكومة ظهور علامات تحسن فى الحالة الصحية لثلاثة أطباء مصابين بالفيروس «إيبولا»، بعد أخذهم جرعات من دواء «زماب»، قيد التجربة، وتنتجه شركة أميركية، لمواجهة الفيروس. وأوضح وزير الإعلام، «لويس برون»، أن الأطباء الذين جرى التكتم على أسمائهم، كانوا على وشك الموت، قبل أخذ الدواء، لافتًا أن الوضع يبعث على الأمل، مع بوادر التحسن. وذكر برون، أن وزارة الصحة، على تواصل مع الشركة المطورة للدواء، مشيرًا أن الحكومة تمكنت من تأمين كمية قليلة منه. ونظرًا لخطورة الفيروس، سمحت منظمة الصحة العالمية، سمحت باستخدام الأدوية التى ما زالت قيد التجربة، فى معالجة المصابين بإيبولا، ومن المقرر أن ترسل الأممالمتحدة اليوم إلى غرب إفريقيا بعثة من خبراء الصحة العامة للتنسيق وبحث الطرق المثلى لمكافحة المرض. وأعلنت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، تسجيل 84 حالة وفاة من أصل 113 حالة إصابة جديدة بفيروس إيبولا، مسجّلة فى كلّ من غينيا، ليبيريا وسيراليون، خلال الفترة بين 14 و16 أغسطس الجارى. وبذلك، ترتفع حصيلة الوفيات الناتجة عن الإصابة بفيروس "ايبولا" إلى 1229 شخصا فى غرب إفريقيا. وكانت الموجة الحالية من الإصابات بالفيروس قد بدأت فى غينيا فى ديسمبر 2013، وامتدت إلى ليبريا، ونيجيريا، وسيراليون. و«إيبولا» من الفيروسات الخطيرة والقاتلة، حيث تصل نسبة الوفيات من بين المصابين به إلى 90%، وذلك نتيجة لنزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم، خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس، كما أنه وباء معدٍ ينتقل عبر الاتصال المباشر مع المصابين من البشر، أو الحيوانات عن طريق الدم، أو سوائل الجسم، وإفرازاته، الأمر الذى يتطلب ضرورة عزل المرضى، والكشف عليهم، من خلال أجهزة متخصصة، لرصد أى علامات لهذا الوباء الخطير. وحتى الآن لا يوجد أى علاج أو لقاح واقٍ ضد فيروس «إيبولا»، هذا بالإضافة إلى أن المرضى المصابين بهذا الفيروس يحتاجون إلى عناية مركزة، ولا يمكن السيطرة على تفشى العدوى إلا من خلال استخدام التدابير الوقائية الموصى بها طبيًا.