«الدولة الإسلامية» تحذف بيان مسؤوليتها عن قتل جنود الفرافرة والسنطة والضبعة بعد بث «التنظيم» فيديو لتنفيذ العمليات القاسمى: أتوقع تحالفًا قريبًا بينهما.. و«بيت المقدس» ستصبح «داعش مصر» لم تكد تمر 24 ساعة على البيان الذى نشره تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، ليعلن مسؤوليته عن تنفيذ حوادث أكمنة الفرافرة والسنطة والضبعة، حتى ردت جماعة «أنصار بيت المقدس» بنشر فيديو تنفى فيه مسؤولية «داعش» عن قتل الجنود، وتؤكد أنها المسؤولة عن قتل الجنود فى الهجوم على الأكمنة التى أعلنت «داعش» الهجوم عليها، وكذلك مسؤوليتها عن تنفيذ حادثة قتل الجنود الخمسة، مما أجبر «داعش» على حذف بيانها من موقع «دير جيست»، بعدما أثبتت «أنصار بيت المقدس» كذبه. كما أظهر الفيديو الذى بثته الحركة تفاصيل الصراع بين تنظيم الدولة الإسلامية و«أنصار بيت المقدس»، ويبدو أن بيان «داعش» قد أثار غيرة «أنصار بيت المقدس» حتى فى كيفية تنفيذ العمليات الإرهابية، التى تشابهت مع طريقة تنفيذ «داعش» لعملياتها فى العراق وسوريا. وفى الفيديو الذى بثته «أنصار بيت المقدس»، يظهر أنها نفذت العملية انتقاما من الجنود أعوان السيسى «الذين قتلوا نساءنا وشبابنا» حسب وصفها، وعرضت الجماعة مقاطع فيديو لمظاهرات جماعة الإخوان المسلمين وعمليات تعذيب فى السجون مستخدمة فديوهات لشبكة «رصد» التابعة لجماعة الإخوان المسلمين فى نهاية الفيديو الذى حمل عنوان «أيها الجندى». كما اعتمدت الحركة فى بيانها على شهادة إحدى الفتيات المعتقلات عن الاعتداءات التى تعرضت لها الفتيات فى المعتقل، وظهر فى الفيديو صوت الشيخ إبراهيم الربيش أحد أعضائها، كجزء من خطبته بعنوان «يبيع دينه بعرَض من الدنيا»، وقال: «أيها العسكرى الموصوف بالمسكين على ألسنة الناس، هل تعرف قدر جنايتك؟ إن كنت لا تدرى فتلك مصيبة، وإن كنت تدرى فالمصيبة أعظم.. إن حاكمك الذى أعلن الوقوف فى صف أمريكا لم يكن ليفعل لو أنك لم تحمِ بيته، وتقف فى صفه، وعندما نحدثك تقول إنك عبد المأمور، فكيف تقول ذلك والله يقول (ومن يتولهم منكم فهو منهم)؟ ومن يزج بالمجاهدين فى السجون غيركم، فأنتم مرتدون لا تستحقون شفقة ولا رحمة، فقد حاصرتم المجاهدين فى غزة والأنفاق، وإن كان ما تفعلونه للرزق فهو كفر فالله هو الرزاق ذو القوة المتين». وأضاف الربيش فى فتواه التى تبيح قتل جنودنا قائلا: «سنتقاتلكم تقربا إلى لله، فأنتم تنفذون تعاليم الصليبيين وتقتلون المجاهدين فى الأكمنة، إذا كنتم تريدون الابتعاد عن الموت والحفاظ على أرواحكم فانجوا بأنفسكم وابحثوا عن باب آخر للرزق غير الجيش». وفى نهاية الفيديو تظهر لافتة بعنوان «ما عساه السيسى يفعل بدونكم»، وبث الفيديو أيضا عملية تصفية 4 جنود من قطاع الأمن المركزى بشمال سيناء، فى الكمين الذى تم نصبه عن طريق تلك الجماعة عند منطقة باب سيدوت على طريق رفح الدولى، ليلة أول يوم فى رمضان الماضى، وظهر الجنود وهم يُجبرون على الانبطاح أرضا، ثم أطلق أحد أفراد الجماعة عليهم النار بشكل وحشى، وهو يرتدى شالا أحمر، وظهرت فى الصورة سيارة بيضاء تحمل أرقام «ط أ ل 1439» ماركة «هيونداى فيرنا»، وعقب ذلك بثت الجماعة مقطعًا آخر لتصفية جندى بالجيش بعدما رصدوه بسيارة، ونزل أحد العناصر منها، وأطلق النار على الجندى، ثم ركب السيارة مسرعا ولاذ بالفرار تاركا وراءه شهيدا من شهداء الجيش. اللواء محمود قطرى الخبير الأمنى، قال إن «داعش» تريد أن تثبت للعالم جميعا أنها موجودة فى مصر بقوة، حتى لو لم يكن ذلك صحيحا، بهدف تنفيذ أغراض خاصة بها وتخفيف عمليات الضرب التى تشنها القوات الأمريكية عليها فى العراق، مضيفا أن «أنصار بيت المقدس» تحمل نفس فكر «داعش» وحلم الخلافة، ولذلك لن تترك فرصة ل«داعش» للظهور فى مصر، وأبدى استغرابه من تسابق التنظيمين الإرهابيين على الإعلان عن مسؤوليتهما عن عمليات القتل التى تحدث للجنود. مضيفا أن كل التيارات الإسلامية تحمل نفس الفكر وهناك خطورة كبيرة فى ظل التراخى الأمنى الذى تشهده البلاد. وفى هذا السياق انتقد قطرى التعامل الأمنى من قبل الجيش والشرطة، وعدم تأمينهم الجنود بشكل جيد، مضيفا أن على قوات الجيش مسؤولية نقل الجنود من وحداتهم إلى أماكن آمنة فى إجازاتهم، كما يجب تسليح الكمائن والمراقبة عليها بشكل مستمر حتى لا تتكرر مأساة مذبحة الفرافرة، ويجب تسليح الجنود وعدم السماح لهم بالخروج إلا وهم مسلحون. ومن جانبه قال صابرة القاسمى الجهادى السابق منسق الجبهة الوسطية لمواجهة الفكر التكفيرى، إن هناك عددا من أعضاء «بيت المقدس» انضموا بالفعل إلى تنظيم داعش، وأن البيان الذى عرضته الدولة الإسلامية كان تمهيدا لهذا الإعلان، مما يمهد لمبايعة كاملة من «أنصار بيت المقدس» لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، والقتال تحت لوائه فى سيناء لتصبح «داعش مصر»، وتنقل حربها من العراق وسوريا إلى مصر، مضيفا أن عملية اغتيال الجنود الأربعة ليست الأخيرة، لكن التنظيم يقول إن هناك عمليات أخرى تم تنفيذها ولم يتم الإعلان عنها. القاسمى تساءل لماذا لم تعلن الداخلية عن مقتل 4 جنود فى الفرافرة وجندى فى سيناء ظهروا فى الفيديو؟ وأين صاحب السيارة التى نفذت بها العملية؟ مضيفا أن على وزارة الداخلية أن تكون أكثر شفافية فى التعامل مع الحوادث التى يتعرض لها الجنود، لأننا فى حرب ضد الإرهاب ويجب أن نتكاتف جميعا ضدها.