«اشرحْ صبرك، أو فاشرحْ ضيقَ صبرك فهل سيفهم أحد ما تعاني، وما تكابد، أيّهذا الناجي من العواصف بعاصفة، أيّهذا الطاهر في وحْل المفارقات لكن الأبيض أبيض» هذه الكلمات جزء من رسالة الشاعر الراحل محمود درويش لرفيقه الذي لحقه في السماء سميح القاسم. رحل الشاعر الفلسطيني سميح القاسم، في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، والذي يعد واحدًا من أبرز شعراء فلسطين، وقد ولد لعائلة درزية فلسطينية في مدينة الزرقاء الأردنية عام 1929، وتعلم في مدارس الرامة والناصرة، وعلّم في إحدى المدارس، ثم انصرف بعدها إلى نشاطه السياسي في الحزب الشيوعي برفقة صديقه محمود درويش قبل أن يترك الحزب ويتفرّغ لعمله الأدبي. سُجِن القاسم أكثر من مرة، كما وضع رهن الإقامة الجبرية بسبب أشعاره ومواقفه السياسية تجاه الاحتلال الإسرائيلي، ومن أشهر أشعاره قصيدة «منتصب القامة أمشي» التي لحنها وغناها الفنان اللبناني مارسيل خليفة. وكأن القاسم كان يرثي نفسه قبل وفاته ويتمنى لحظة لقاء رفيق درويش حين كتب «يا أيها الموتى بلا موت، تعبت من الحياة بلا حياة وتعبت من صمتي ومن صوتي تعبت من الرواية والرواةِ ومن الجناية والجناة ومن المحاكم والقضاة وسئمت تكليس القبور وسئمت تبذير الجياع على الأضاحي والنذور».