المتظاهرون المحتجون على مقتل شاب أعزل على يد الشرطة لم يستمعوا لدعوات أوباما بالهدوء وخرطوا للاحتجاج في 90 مدينة.. وإصابات عديدة والشرطة تستعين ب"السيارات المصفحة" واشنطن بوست وأسوشيتد برس ينتقدون احتجاز الشرطة لصحفيين أثناء تغطيتهم للاحتجاجات كرة جليد الاحتجاجات في أمريكا تسير بسرعة جنونية وترفض التهدئة أو حتى أن تبطئ سرعتها، وها هي تطرق أبواب مدينة نيويورك. وكانت قد اندلعت منذ أيام احتجاجات في مدينة "فيرجسون" بولاية ميزوري الأمريكية؛ بسبب مقتل شاب أسمر أعزل "مايكل براون" بالرصاص من أحد عناصر الشرطة. وكشفت الشرطة وعدة وكالات أنباء أمريكية أن التظاهرات والاحتجاجات اجتاحت نحو 90 مدينة يوم الجمعة الماضي، وطرقت أبواب نيويورك. واحتاجت التظاهرات مدن لوس أنجليس وسان دييجو وأتلانتا وسياتل وميامي وفيلادلفيا وواشنطن، وأخيرا نيويورك. وخرج عدة آلاف في مسيرة نيويورك الحاشدة انطلقت من ساحة "التايمز سكوير" ووصلت إلى شوارع "مانهاتن"، رافعين أيديهملأعلى ومرددين شعارات، رافضين دعوات الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالهدوء والعودة إلى المنازل مرددين شعارات "ارفعوا أيديكم! لا تطلقوا النار"، و"عزيزي أوباما لن نصمت بعد الآن". وفي مدينة فيرجسون نفسها أصيب عدة أشخاص في الاشتباكات مع الشرطة التي استخدمت الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لتفريق الحشدود. واستخدمت الشرطة السيارات المصفحة لإغلاق الطرق، فيما شبك المحتجون أذرعهم في تحد واضح للأوامر التي بثتها السلطات عبر مكبرات الصوت بضرورة إخلاء المنطقة. ولكن ما أثار الصحافة الأمريكية بقوة، هو ما نفذته الشرطة الأمريكية من عمليات اعتقال لصحفيين لفترة وجيزة، أثناء تغطيتهم للاحتجاجات. ونشر أحد المقبوض عليهم، وهو الصحفي "ويزلي لاوري" بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تغريدة عبر موقع التدوين المصغر "تويتر" قال فيها: "يبدو أنه يمكن للشرطة الأمريكية في عام 2014 أن تعتقلك وتودعك السجن ومن ثم تتركك وكأن شيئا لم يكن". كما انتقدت صحيفة "واشنطن بوست" ووكالة "أسوشيتد برس" قرار إلقاء القبض على الصحفيين، وقالت إنه يعيد الولاياتالمتحدة إلى عقود سحيقة من القمع. وما يثير الرأي العام أيضا بصورة كبيرة هو رفض الشرطة الإفصاح عن اسم وهوية الشرطي مرتكب عملية القتل. وطالب دعاة الحقوق المدنية وأسرة الشاب المقتول وأصدقاؤه من الشرطة نشر اسم الضابط الذي قتل الفتى براون. ولكن الشرطة رفضت ذلك مدعية أن الإعلان عن اسم القاتل سيعرض حياته للخطر. وبعد ضغوط كبيرة كشفت الشرطة عن ملابسات الحادث وقال مدير شرطة المدينة، توم جاكسون، في مؤتمر صحفي، إن الضابط لم يكن يعلم أن مايكل براون البالغ من العمر 18 عاما مشتبه به في سرقة سيجار، عند إقدامه على إطلاق الرصاص عليه. وأشار جاكسون إلى الضابط دارين ويلسون، البالغ من العمر 28 عاما، قتل براون بالرصاص بعد أن طلب منه الانتقال من الشارع إلى ممر جانبي إثر رصده يسير في وسط الشارع معطلا حركة المرور. إلا أن جاكسون لم يكشف عن سبب إقدام الضابط دارين ويلسون على إطلاق الرصاص على براون، علما بأن مسؤولين في الشرطة كانوا قد قالوا قبل أيام إنه كان يحاول الاستيلاء على سلاح الشرطي. وكان قرار قسم الشرطة، الذي يغلب عليه البيض، بإصدار تقرير عن السرقة والاحتفاظ بسرية تفاصيل حادث القتل، قد فجر موجة من الغضب اجتاحت منطقة سانت لويس فيرغسون قبل أن تنتقل إلى مدن أخرى. واعتبرت جماعات الدفاع عن حقوق الإنسان أن مقتل براون، الذي فجر مظاهرات على مدى أربع ليال، يعد أحدث حلقة من سلسلة "الوقائع العنصرية" ومضايقات الشرطة والاعتقالات التمييزية.