مقدمة «الصورة الكاملة»: حملات الهجوم عبر مواقع التواصل ضايقتنى.. لكَّنى «كبرت دماغى» البرنامج منحاز دائما إلى مطالب ثورة 25 يناير التى فرغها الإخوان من معناها لصالح أطماعهم الطريق إلى مدينة الإنتاج الإعلامى لم يكن سهلا، فاليوم كان موافقا لذكرى فض اعتصام رابعة، حيث تنتشر أجهزة الأمن فى كل الأنحاء، وداخل قناة «On Tv» الوضع لم يختلف كثيرا، فكل برامج الهواء كانت تبحث عن التميز والاختلاف فى نقل الحدث، خصوصا أن الاستعدادات لهذا اليوم بدأت قبله بأسبوع كامل. «التحرير» كانت فى كواليس برنامج «الصورة الكاملة»، الذى تقدمه الإعلامية ليليان داوود، عبر شاشة «أون تى فى»، حيث وصلت إلى المبنى قبل بث الحلقة بساعات، وتابعت مع فريق الإعداد، كل التطورات الخاصة بالضيوف والتقارير. ناصر أمين، المسؤول عن تقرير تقصى الخقائق حول فض اعتصام رابعة، والصادر عن القومى لحقوق الإنسان، كان هو أول الضيوف، إضافة إلى الدكتور وحيد عبد المجيد، أستاذ العلوم السياسية، الذى تتفق وجهة نظره مع ما حدث فى فض الاعتصام، وكذلك الدكتور أحمد عبد ربه الذى يمثل وجهة النظر الأخرى، التى ترى أن الاعتصام كان له أن يفض بطريقة مختلفة، إلى جوار مداخلات مع خبراء أمنيين وإلقاء الضوء على تقرير «هيومان رايتس ووتش» حول الفض. قبل بدء الحلقة بنصف ساعة تقريبا، التقت «التحرير» بالإعلامية ليليان داوود، وحاورتها حول برنامج «الصورة الكاملة» الذى كان يعرض قبل ثلاثة أعوام عبر شاشة «On Tv Live»، ويهتم بالشأن العربى على حساب الشأن المحلى. حيث أكدت ليليان أن البرنامج ما زال يحافظ على هويته، ويعرض كل الآراء، منحازا إلى المبادئ والحق الذى لا يتجزأ. داوود شددت على أنها لا تقول شعارات، ضاربة المثل بيوم فض رابعة العام الماضى، حيث كان برنامجها هو الوحيد الذى يطرح الأسئلة المتعلقة بحقوق الإنسان، بغض النظر عن المسؤولية السياسية التى وقعت، خصوصا أن هناك مسؤولية إنسانية. مقدمة «الصورة الكاملة»، أضافت أن البرنامج ليس لديه أى انحيازات فى الصراع الدائر، لأن انحيازاته دائما ما تكون إلى جوار مطالب ثورة الخامس والعشرين من يناير، مؤكدة كونها ثورة لا مؤامرة، موضحة أن قناة «On Tv» هى أول من أطلق عليها اسم ثورة، معتبرة أن برنامجها ما زال يقول إن الثورة عبرت عن أحلام الملايين، وإن الإخوان المسلمين هم من ركبوها، وفرغوها من معناها لصالح تيار لديه أطماعه السياسية، لكن هذا ليس نهاية المطاف، خصوصا أن المصريين يستحقون حياة كريمة. «الثورة دائما لا تعنى تخريب النظام»، هكذا أكدت ليليان، معتبرة أن الثورة من الممكن أن تعنى معاونة للنظام السياسى الحالى، خصوصا أنها تؤمن أن مصر والمنطقة العربية لا تحتمل حدثا بقدر انهيار نظام سياسى، وعلينا أن ننفض الغبار عن الربيع العربى. حملات هجوم طالت الإعلامية اللبنانية وما زالت تحاصرها، بعضها يطالب بترحيلها من مصر لمواقفها، وهو ما ردت عليه ليليان قائلة «أكذب عليك لو قولت إنها ما بتضايقنى»، خصوصا أن فيها تهما يتناقلها البعض دون معرفة حقيقتها، لكنها تداركت قائلة «بعدين كبرت دماغى»، وما تراه صحيحا تفعله، موضحة أن البرنامج متاح لجميع الآراء. ليليان داوود إعلامية لبنانية، تخرجت فى مدرسة هيئة الإذاعة البريطانية «BBC» التى دائما ما تشتهر بالتزامها المهنى دون انحياز، فهل ما زالت خريجة تلك المدرسة تحافظ على تقاليدها، هذا التساؤل تركته ليليان للجمهور من أجل الإجابة عنه، منوهة إلى تغطية البرنامج للانتخابات الرئاسية الماضية، حيث وجهت النقد إلى الطرفين، خصوصا أنها غير محسوبة على أحد. ولأنها لبنانية فلهجتها تكشفها على الشاشة، والغريب أنها لم تحاول أن تغيرها إلى المصرية، وهو ما رأت أنه يعود إلى تصرفها على طبيعتها، فتخرج منها أحيانا جمل مصرية شعبية بعفوية، وحينما تستخدم تعبيرات لبنانية فإنها تشرحها للمشاهد المصرى، رافضة محاولة التحدث بالعامية المصرية، لأن الجمهور حينها سيعرف أنها تفتعل. أما عن عرض البرنامج فى أيام نهاية الأسبوع، وهل يؤثر على التنافس؟ فقد أكدت أن برامج قليلة تخرج فى مثل هذا التوقيت، والمعلومة المهمة سينتظرها المشاهد فى حال لو تم عرضها نهاية الأسبوع أو بدايته، مشددة على أن الجمهور بشكل عام بدأ يتراجع عن متابعة برامج التوك شو السياسى البحت، وعليهم كإعلاميين أن يفكروا بطريقة مختلفة من أجل توصيل المعلومة. الوقت بدأ يداهم البرنامج، ولم يعد يتبقى سوى دقائق قليلة على انطلاق الحلقة، لذلك كان سؤالنا الأخير يتعلق بالحلقة ذاتها التى ناقشت فض اعتصام رابعة، حيث أكدت ليليان أنه كان هناك حذر فى تناول الأمر، خصوصا أن اتهامات موجهة إلى السلطة الحالية، التى وقفوا إلى جوارها فى ثورة الثلاثين من يونيو، لأنه لا يمكن أن تغض الطرف عن السؤال الذى مفاده «هل كان يستحق سقوط هذا العدد الكبير من المصريين فى ذلك اليوم؟ ومن هو المسؤول؟»، وبعدها دخلت ليليان إلى الاستوديو، وبصحبتها الضيف الأول ناصر أمين، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، من أجل الإجابة عن هذا التساؤل.