كتب- محمد عطية: بعد ثلاثة أيام من الهدوء شهدها قطاع غزة فى ظل التهدئة التى راعتها مصر كوسيطة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، عادت الأمور إلى الاشتعال من جديد، وواصلت الفصائل فى القطاع إطلاق الصواريخ على إسرائيل قبل ساعات من انتهاء موعد وقف النار وبعده. وقالت الفصائل، فى بيانات منفصلة: إن «قصفها يأتى ردًّا على رفض إسرائيل شروط المقاومة الفلسطينية، والتى تطالب برفع الحصار عن قطاع غزة»، وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكرى لحركة الجهاد، عن قصف عسقلان بثلاثة صواريخ جراد، واستهداف مجمع أشكول بأربعة صواريخ، وكيسوفيم بخمسة صواريخ (107)، كما أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح المسلح للجان المقاومة الشعبية، عن قصف مجمع أشكول ونتيف عتسرا بخمسة صواريخ كاتيوشا، وأعلنت كتائب الناصر قصف مجمع أشكول بصاروخى (ناصر 5). وكان رئيس المخابرات العامة المصرية محمد فريد التهامى التقى أعضاء الوفد الفلسطينى لمباحثات وقف إطلاق النار والتهدئة فى قطاع عزة، فى وقت لاحق أمس. ومع استئناف القصف الإسرائيلى استشهد طفل فلسطينى وأصيب 6 آخرون فى غزة، وقال شهود عيان إن طفلًا (10 أعوام) قُتل فى غارة إسرائيلية استهدفت محيط مسجد فى شمال مدينة غزة، بينما فى المقابل أُصيب إسرائيليان أحدهما جندى إثر سقوط صاروخ، وقال الجيش الإسرائيلى: «سقط صاروخ على منطقة مجلس محلى سدوت النقب، جنوبى إسرائيل، مما أدى إلى إصابة مدنى بجروح متوسطة، وجندى بجروح طفيفة». فى المقابل توعد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه موشى يعالون، بالرد بقوة على إطلاق صواريخ من غزة. وأعلن أوفير جندلمان، المتحدث باسم نتنياهو: أن «إسرائيل أبلغت مصر باستعدادها لوقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة قبل استئناف إطلاق الصواريخ صباح أمس، لكن حماس خرقت وقف إطلاق النار»، مضيفًا أن «تل أبيب لن تتفاوض تحت النار. وسنحمى مواطنينا بكل الوسائل الممكنة مع بذل أى جهد ممكن لتجنب المدنيين فى قطاع غزة». من جانبه أعلن الجيش الإسرائيلى أنه «نفذ غارات على بنى تحتية إرهابية بعد تجدد الهجمات على تل أبيب»، لافتًا فى بيان له إلى أن قوات إسرائيل لا تزال «فى حالة تأهب وتحافظ على مستوى عال من التأهب فى كل من القدرات الدفاعية والهجومية للتعامل مع العدوان المتجدد، والجيش مصمم على الدفاع عن المدنيين». وأضاف المتحدث العسكرى أفيخاى أدرعى أن «القوات البرية الإسرائيلية ما زالت فى الجانب الإسرائيلى من حدود غزة بانتظار تعليمات المستوى السياسى»، مضيفًا أن «قواتنا ما زالت منتشرة فى منطقة الجدار الأمنى وداخل البلدات الجنوبية وجاهزة للتحرك وفقًا لقرارات المستوى السياسى والخطط الميدانية». وطالبت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية مواطنيها بفتح الملاجئ فى المناطق التى تقع ضمن مسافة ال80 كيلو مترًا من حدود غزة، بعد تجديد إطلاق النار على التجمعات السكانية جنوب إسرائيل، مضيفة فى بيان لها أنه «يمنع التجمع لأكثر من 500 شخص فى المناطق المفتوحة والمغلقة والدخول بأسرع وقت إلى المناطق الآمنة عند سماع صافرات الإنذار». صحف إسرائيلية: مصير نتنياهو بيد كتائب القسام كتب- محمد عطية: شنت وسائل الإعلام العبرية انتقادات ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بسبب التبعات الاقتصادية للحرب التى يشنها فى غزة، التى لم تحقق أيًّا من أهدافها سواء وقف القصف الصاروخى المستمر على مدن تل أبيب أو القضاء على الأنفاق الهجومية فى القطاع، وتوقعت هذه الوسائل أن يكون للأمر تأثير على مستقبل نتنياهو السياسى. وقالت صحيفة «معاريف» إن «تل أبيب فشلت فى حسم المعركة مع حماس»، موضحًا أن «مصير رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو السياسى بات الآن بيد محمد ضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحركة حماس». ولفتت إلى أن «نتنياهو ووزير دفاعه موشيه يعلون ورئيس أركان الجيش بينى جانتس يعترفون بأن ليس لديهم أى حل، وأن إسرائيل بكامل قوتها لم تنجح فى حسم المعركة مع حماس». وأشارت إلى أن «مصير نتنياهو السياسى حالًيا بيد قائد كتائب القسام»، موضحة أنه إذا ما استمرت «حماس بإطلاق الصواريخ فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية سيفقد دعم المجلس الوزارى المصغر (الكابينت)، الذى يحظى به حتى الآن»، متسائلة فى تقريرها: «من سيقنع الجمهور الإسرائيلى بأن الشعور بالأمن الذى تحطم فى الشهر الأخير إلى شظايا، قد يعود إليهم؟ ومن سيصدّق نتنياهو فى حملته الانتخابية القادمة إذا حاول أن يظهر نفسه بأنه الشخص القوى الذى يقف فى وجه حماس؟». وأضافت الصحيفة العبرية «الأمر الآن أصبح متأخرًا لاتخاذ إجراءات أحادية، كما أنه متأخر جدًّا حتى للأعمال الخلاقة التى قد تقوم بها الوحدات الخاصة، وعليه فإن الشىء العقلانى الوحيد الذى يمكن القيام به حاليًا هو البدء بالخروج من القطاع، وهو ما نقوم به فعلًا، لكن ماذا سنفعل غدًا». بدورها قالت صحيفة «هاآرتس» العبرية إن نتنياهو «حاول الحفاظ على الدعم الشعبى له وللجيش خلال العملية الإسرائيلية فى قطاع غزة، لكن ذلك قد لا يؤمن له مستقبله السياسى». وأضاف أن «انتقادات توجه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلى لعدم استخدامه الدعم الشعبى والدولى الذى تمتعت به إسرائيل فى بداية العملية العسكرية لاستدعاء قوة احتياطية أقوى بكثير، وإعادة احتلال غزة»، لافتًا إلى أن «الحملة للانتخابات القادمة قد بدأت بالفعل، ونتنياهو ووزير دفاعه يعالون يحاولان فى فشل تصوير نفسيهما على أنهما قائدان مسؤولان خلال هذه الحرب، فى محاولة لتمييز نفسيهما عن اليمينيين، الذين يريدون جر إسرائيل إلى حرب من شأنها أن تسبب فى سقوط عديد من القتلى فى الجانب الإسرائيلى». وتأتى تقارير الصحف العبرية متزامنة مع تصريحات لدانى دانون، نائب وزير الدفاع الإسرائيلى السابق، عن انتهاء مستقبل رئيس الوزراء نتنياهو السياسى بشكل فعلى بعد خسارته معركته مع قطاع غزة، مضيفًا فى تصريحات له مخاطبا نتنياهو «مستقبلك السياسى انتهى لا محالة، وستخسر أى انتخابات مقبلة بشكل حتمى». الفصائل الفلسطينية: مصر تضغط على إسرائيل للقبول بشروطنا الرقب: تل أبيب رفضت مطالبنا.. وجولة تفاوض أخرى فى الطريق.. وقيادى ب«فتح»: بيان «القسام» صدر بالاتفاق بين كل الفصائل الفلسطينية كتب- محمد البرمى: تواصل الفصائل الفلسطينية اجتماعاتها المستمرة مع المخابرات المصرية للوصول إلى اتفاق لإنهاء العدوان الإسرائيلى على غزة، وقد تمتد المفاوضات أيامًا أخرى بعدما فشل الاتفاق حتى الآن بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، خصوصا بعدما أصر الطرفان على عدم التنازل عن مطالبه. وأفادت مصادر من داخل الفصائل الفلسطينية، التى كانت حاضرة لقاء مع رئيس المخابرات اللواء محمد فريد التهامى، بأن المخابرات أكدت رفض الجانب الإسرائيلى الحد الأدنى والأقصى للمطالب التى وضعها الجانب الفلسطينى، وعدم الموافقة على أى من الشروط التى اتفقت عليها الفصائل الفلسطينية ومنها إطلاق سراح الأسرى الذين اعتقلتهم إسرائيل فى الخليل، وكذلك رفضها الإفراج عن الأسرى المعتقلين بعد صفقة شاليط، كما رفضت دخول مواد البناء لإعمار غزة إلا بموافقة وإشراف كامل للأمم المتحدة. القيادى بحركة فتح الدكتور أيمن الرقب، عضو وفد الفصائل الفلسطينية المفاوض، قال فى تصريحات ل«التحرير»: «الاجتماع الذى جمع وفد الفصائل الفلسطينية ورئيس المخابرات لم يكن الأول، حيث تم عقد لقاء يوم الثلاثاء الماضى لإبلاغ الجانب المصرى بما اتفقت عليها الفصائل الفلسطينية يوم الإثنين الماضى»، مضيفًا «الجانب المصرى يتعامل معنا كشريك، ويمارس ضغوطًا قوية على الجانب الإسرائيلى للموافقة على شروط الوفد الفلسطينى». وأكد عضو الوفد المفاوض، أن الجانب الإسرائيلى أبلغهم رفضه الكامل للشروط التى وضعتها الفصائل، مضيفًا «هناك جولة أخرى من المفاوضات ستستمر خلال الفترة القادمة لحين الوصول إلى نقاط اتفاق إيجابية، والوفد لن يتراجع عن مطالبه السابقة، بل أكدها». وتتلخص مطالب الوفد الفلسطينى، وفقًا لورقة اتفقت عليها الفصائل الفلسطينية فى وقف إطلاق النار، والانسحاب الإسرائيلى الفورى من قطاع غزة، وإنهاء الحصار على القطاع، وفتح المعابر، وتأمين دخول الأفراد والبضائع، وحرية العمل والصيد فى المياه الإقليمية إلى حدود 12 ميلًا بحريًّا، وإنهاء المنطقة العازلة التى تفرضها إسرائيل على قطاع غزة، والاتفاق على إعادة الإعمار، وتأمين المساعدات العاجلة للإعمار عبر حكومة الوفاق، من خلال مؤتمر دولى للمانحين، تنفذه حكومة الوفاق، وكذا التزام إسرائيل بتنفيذ صفقة شاليط والإفراج عن الأسرى الذين اعتقلوا مؤخرًا، مع ضرورة تنفيذ إسرائيل الصفقة الرابعة للإفراج عن الأسرى، التى تمت مع السلطة عقب اعتداءات المستوطنين بعد أحداث 11 يونيو فى الضفة. القيادى بحركة فتح الدكتور جهاد الحرازين، أفاد بأنهم مستمرون فى المفاوضات برعاية المخابرات المصرية، مشيدًا بالموقف المصرى الذى رفض مطالب إسرائيل بنزع سلاح المقاومة، وأجبر الوفد الأمريكى الذى حضر للوساطة بين الطرفين على الضغط على إسرائيل والوقوف موقف الحياد. وعن بيان «حماس» التصعيدى، الذى خرج على لسان المتحدث باسم كتاب القسام أبو عبيدة، وهل كان سببًا فى فشل المفاوضات حتى الآن؟ وهل صدر باتفاق مع الفصائل الفلسطينية من عدمه؟ قال الحرازين «بيان كتائب القسام صدر بالاتفاق بين كل الفصائل الفلسطينية للضغط على إسرائيل بعدما رفضت الشروط التى وضعتها المقاومة»، مضيفًا «هناك تعاون مع حماس على عكس أى فترة سابقة». وقال عضو حركة المقاومة الفلسطينية حماس عزت الرشق «المخابرات المصرية أكدت أنها ستقوم بتعديل المبادرة التى تقدمنا بها بعد دراسة شروط الوفد الفلسطينى ومطالب الجانب الإسرائيلى، للوصول إلى نقاط اتفاق»، واعترف «المخابرات المصرية تلعب دورًا هامًا حتى الآن للوصول إلى اتفاق يتناسب مع مطالب المقاومة».