كتب: مراسلو التحرير الصعيد.. فى قبضة «الأوقاف» واختفاء سيطرة الجماعات وسط غياب إخوانى عن تنظيم ساحات صلاة عيد الفطر للعام الثانى على التوالى، ظهر عدد من رجال الأعمال فى عديد من المحافظات مقدمين أنفسهم بديلا عن الأحزاب والتيارات الدينية لتجهيز عشرات الساحات بآلاف الجنيهات من أجل الظهور أمام أهالى دوائرهم مستغلين «العيد» كفرصة للظهور. رجال الأعمال وأعضاء الحزب الوطنى المنحل عادوا للظهور وتقديم أنفسهم كمرشحين فى واحدة من أكبر الفرص عن طريق تجهيز «ساحات العيد»، وعلى الرغم من تأكيد الأوقاف أنها لن تعطى أحدا فرصة لاستغلال الساحات سياسيا فإنها وكالعادة ستكون صلاة عيد بطعم السياسة، سيتنافس فيها الجميع من أجل الظهور كرجال كرماء أسخياء. ورغم اختفاء الجماعات الإسلامية فإنها ما زالت تسيطر على تنظيم صلاة العيد فى الصعيد ولا ينافسها فيها سوى العائلات والقبائل، بينما يشعل رجال الأعمال المتنافسون على مقاعد البرلمان ساحات بحري. مع بدء العد التنازلى لعيد الفطر تظهر قوة التيارات السياسية المختلفة فى فرض سيطرتها على ساحات الصلاة، والاستعداد الصارم لوزارة الأوقاف فى إبعاد النزاعات السياسية عن هذه الساحات، خصوصا من التيارات الإسلامية. المشهد فى الصعيد لا يضم أطرافا ك«الأوقاف» والتيارات الإسلامية والأحزاب المختلفة فحسب، لكن القبائل والعائلات الكبيرة لها حضورها. «الأوقاف» تخصص 70 ساحة فى المنيا.. وخلافات بين السلفيين والجماعة ففى المنيا بدأت التيارات الإسلامية الاستعداد للعيد، وعلى الرغم من إعلان وكيل وزارة الأوقاف تخصيص 70 ساحة لأداء صلاة العيد فإن أبناء التيار الإسلامى يتنافسون فى ما بينهم على كيفية اختيار مكان الصلاة، وظهر ذلك جليا بالقرى التى تشهد خلافات مستمرة بين السلفيين من ناحية والإخوان من ناحية أخرى حول اختيار مكان الصلاة. وفى أسيوط، انتهت جماعة الإخوان فعليا من السيطرة على ساحات الصلاة الخاصة بها، والجماعة الإسلامية توارت عن الأنظار بكل خلافاتها الداخلية حول مساندة الإخوان من عدمه، بينما تبقت التيارات السلفية التى لم تجد مجالا إلا بعد إزاحة التيارين الإسلاميين السياسيين من أمامهم، وذلك بالبيانات الإعلامية خلال شهر رمضان، وأخيرا بانفرادهم بساحات الصلاة فى معظم مراكز المحافظة، خصوصا فى منفلوط وديروط وأبو تيج ومدينة أسيوط. بينما يتبقى الغريم الرئيسى والتقليدى لصراعات السياسة التى تجمع التيارات السابقة مديرية أوقاف أسيوط التى أعلنت عن تخصيص 80 ساحة موزعة على مستوى مراكز ومدن المحافظة. أما فى قنا فيختلف وضع ساحات العيد عن غيره فى بقية المحافظات لطبيعتها القبلية، ولذلك لا يستطيع مرشح بعينه أو رجل أعمال السيطرة على ساحة محددة أو الظهور فيها. ورغم ذلك فالمنافسة واضحة بين من يعتزمون الترشح للانتخابات البرلمانية القادمة، سواء داخل القرى أو داخل القبائل، لكن دون الظهور بصورة صريحة بالمشاركة فى التنظيم بغرض الظهور أمام المصلين وعمل شو إعلامى قبيل الانتخابات البرلمانية. محافظة سوهاج هى الأخرى تشهد حالة من التحفظ على إعداد ساحات مخصصة لصلاة عيد الفطر المبارك، خصوصا بعد الفترة التى شهدتها مصر خلال حكم الإخوان، وانتشار الساحات بشكل غير مراقب أو منظم، ورغم أن مديرية الأوقاف أعلنت أنها الجهة الوحيدة المخولة بإقامة الساحات والمسؤولة الوحيدة عن الساحات الموجودة فإن المؤشرات تؤكد أن قرى المحافظة تشهد سيطرة كبيرة لكبار العائلات، خصوصا فى إقامة الساحات والصرف على الفراشة والمكبرات. ويبدو أن الوضع لا يقتصر على العائلات ورجال الأعمال لإعداد الساحات، فرغم انسحاب كل الأحزاب من المشهد فإن هناك أزمة محتملة الوقوع بين حزب النور وقيادات الأوقاف، حيث تقدم حزب النور بطلبات لإقامة 40 ساحة لصلاة العيد بسوهاج، ورغم موافقة جهات الأمن فإن رفض «الأوقاف» للفكرة يهدد بصدامات، وأكد مصدر أنه سيتم تقليص العدد إلى 30 ساحة فقط بمختلف مراكز المحافظة وقراها. أما محافظة أسوان فهى من المحافظات القليلة التى لا تتسم بسيطرة رجال الأعمال على الساحات. وساحة صلاح زايد تقام فى قرية الكاجوج التابعة لمركز كوم أمبو وسط أسوان رغم وجوده بصفة مستمرة خارج مصر. ورغم إعلان مديرية الأوقاف اقتصار الساحات على الرسمية التى تعلنها مديرية الأوقاف فإن جميع التيارات السياسية سوف تكون موجودة، لكن تحت مظلة الأوقاف التى أعلنت أنها لن تسمح بإقامة أى ساحات غير رسمية. وفى بنى سويف فمن المؤكد أن طعم السياسة لن يختفى فى مشهد العيد وأداء الصلاة فى الساحات، رغم إحكام مديرية الأوقاف قبضتها على ساحات العيد التى من المقرر أن تؤدى بها صلاة العيد بعد إغلاق الساحات التى كانت جماعة الإخوان تستخدمها لأداء الصلاة، حيث من المقرر أن تمتلئ بنى سويف بالساحات من كل التيارات السياسية والشعبية، لكن برعاية مديرية الأوقاف وخطباء حددتهم «الأوقاف» مسبقا. وفى الأقصر، لا يوجد ساحات خاصة للصلاة ملك رجال أعمال، ولكن يوجد رجال أعمال حريصين على الصلاة فى ساحة أبو الحجاج بجوار المحافظين والقيادات الشعبية والتنفيذية، كما أن هناك مرشحين يحرصون على الظهور فى صلاة العيد فى الساحات الواقعة داخل نطاق الدائرة التى يريدون الترشح بها بالأقصر، ويختفون فى أوقات غير الانتخابات البرلمانية. اختفاء الصراع بالإسكندرية.. وتخوفات من عودة «الوطنى» مع اقتراب عيد الفطر المبارك لا تزال ساحات الصلاة بالإسكندرية فى انتظار من يرث السيطرة عليها بعد أن استحوذت عليها جماعة الإخوان خلال الأعوام الماضية. ولم تعلن أى كيانات سياسية عن تنظيم ساحات لصلاة العيد لهذا العام، بشكل ملحوظ، حيث تراجعت حدة الصراع بين الكيانات الإسلامية والسياسية المختلفة بالإسكندرية للسيطرة على ذلك النشاط، خصوصا بعد قيام وزارة الأوقاف بمنع من ليس معهم ترخيص من الخطابة، ما زاد الأمر صعوبة على المتنافسين، وذلك على عكس العام الماضى. رموز نظام مبارك اكتفوا بلافتات التهنئة.. واختفاء «مصليات» الإخوان وعلى الجانب الآخر وجد عدد من الرموز المحسوبين على نظام مبارك بديلا عن تنظيم ساحات الصلاة من خلال الاكتفاء بتعليق لافتات التهنئة بمختلف شوارع الإسكندرية، خصوصا بعد تحذيرات وزارة الأوقاف بعدم السماح لأى فصيل سياسى باستغلال ساحات صلاة العيد هذا العام، وعدم السماح سواء للسلفيين أو تنظيم الإخوان لاستغلال ساحات الصلاة للدعاية لأنفسهم. «التحرير» علمت أن رجال الأعمال الأشهر بالإسكندرية سيواصلون أنشطتهم السنوية فى إقامة ساحات لصلاة العيد، التى يبلغ متوسط تكلفة الواحدة منها بين 30 و50 ألف جنيه، والذين لم يوقفوا أنشطتهم حتى خلال حقبة حكم الإخوان. ومن أبرز الرموز الاجتماعية التى من المنتظر أن تشارك بتنظيم ساحات الصلاة، رجل الأعمال الشهير طارق طلعت مصطفى، شقيق رجل الأعمال المحبوس هشام طلعت مصطفى، والذى بادر بوضع لافتات تهنئة بعيد الفطر بشرق الإسكندرية، تمهيدا لعمل مصلى للعيد، والذى من المتوقع أن تشرف الأوقاف على إقامة شعائره، كما بادرت عائلة رجل الأعمال رشاد عثمان بتهنئة السكندريين تمهيدا لإقامة المصلى السنوى للعيد بغرب المحافظة، بالإضافة إلى رجل الأعمال المعروف، خالد أحمد خيرى، صاحب أحد التوكيلات الملاحية الشهيرة، وعائلات ضيف الله بغرب الإسكندرية. وفى الوقت نفسه، تراجع حزب النور السلفى عن أشكال الدعاية المعتادة التى تسبق صلاة العيد بالإسكندرية. الدلتا.. رجال الأعمال بديلا عن الإخوان أعضاء«المنحل» يرثون ساحات الجماعة بالمنوفية للعام الثانى على التوالى، يغيب أعضاء الإخوان بالمنوفية عن المشهد قبل عيد الفطر، ففى مركز الباجور يقوم رجل الأعمال المعروف بالمنوفية سرور الحنفى، والذى يؤكد أهالى الباجور أن ميوله إخوانية بدرجة كبيرة جدا بتنظيم ساحة لصلاة العيد، ويقوم بها كل عام، بالإضافة إلى ساحة كمال الشاذلى والتى تنظمها «الأوقاف» وتطلق عليها اسمه شرفيا. وفى مركز تلا، عاد رجال الوطنى للظهور مثل فخرى طايل وعبد الحميد الشيخ وشرف غازى، ويقوم أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية بتنظيم ساحة لصلاة العيد فى قرية قشطوخ التابعة لمركز تلا، وأكد مصدر -رفض ذكر اسمه- بمجلس مدينة تلا أن مجلس المدينة يلعب دور الوسيط بين رجال الوطنى والشباب فى الساحات، حيث يجمع المال من رجال الأعمال والوطنى ويقوم بدفع أموال للشباب مقابل تنظيم تلك الساحات. وفى قويسنا، يسيطر على الساحة كل عام رجل الأعمال وأحد قيادات الوطنى المنحل حسن الشناوى والذى يقيم ساحة كل عام. أما فى الشرقية فالجماعة فقدت سيطرتها على ساحات العيد بجميع مراكز ومدن المحافظة طيلة السنوات السابقة، خصوصا الساحة الرئيسية باستاد الزقازيق الرياضى والساحة الشعبية بمدينة أبو حماد وميدان باتا بمدينة بلبيس وساحة مركز ناصر بالزقازيق وغيرهم، واحتل الساحات أعضاء الحزب الوطنى المنحل والذين ظهروا بقوة فى الفترة الأخيرة خصوصا شهر رمضان الكريم عن طريق تنظيم الإفطارات الجماعية وتكريم شباب القوى السياسية والثورية. ومن أبرز رجال الأعمال وأعضاء الحزب الوطنى المنحل مجدى عاشور، والمعروف حاليا فى المحافظة ب«عاشور بتاع الشرقية»، والدكتور محمد الصالحى أحد قيادات «الوطنى»، ورجل الأعمال ماجد دياب، ورجل الأعمال محمود فريد خميس محمود خميس، نائب رئيس مجلس إدارة «النساجون الشرقيون» وقيادى «الوطنى» المنحل، والدكتورة سحر عتمان، والنائب السابق أحمد فؤاد أباظة، وقيادى الحزب الوطنى المنحل. كما شهدت مراكز منيا القمح بلبيس أبو حماد خلافات بين القوى السياسية والثورية وأعضاء الحزب الوطنى المنحل على زعامة الساحات والاستحواذ عليها لأداء صلاة العيد، حيث قام عدد من أعضاء الوطنى المنحل بتعليق عديد من البنرات المهنئة بعيد الفطر المبارك، فضلا عن تعليق البنرات المؤيدة لهم لترشحهم فى الانتخابات البرلمانية القادمة. فى الدقهلية، يسيطر عدد من رجال الأعمال وأعضاء مجلس الشعب عن الوطنى المنحل وأعضاء حزب النور السلفى على عديد من ساحات صلاه العيد وسط انتهاء لسيطرة جماعه الإخوان المسلمين الإرهابية على تلك الساحات. ففى مدينه المنصورة سيطر حزب النور والدعوة السلفية على ساحة صلاة العيد بمنطقة الزهراء، فى حين دعا على رمان، عضو مجلس الشعب السابق عن «الوطنى» المنحل، أهالى المدينة إلى المشاركة فى صلاة العيد فى ساحة مدرسة أحمد حسن الزيات الثانوية، والتى كانت تخضع لسيطرة جماعه الإخوان طوال السنوات الثلاث الماضية.