40 ممثلا وممثلة أبطال «سجن النسا» 35 ممثلا وممثلة أبطال «السبع وصايا» عام تلو الآخر تتخلص الدراما المصرية من قيود أثقلتها وجعلتها تتراجع عن ريادة المشهد الدرامى العربى مما دفع بالدراما السورية والتركية إلى تصدر المشهد وتسيّد شاشة الفضائيات بما تقدمه من تجديد على مستوى الشكل والدراما، وأهم القيود التى نجحت الدراما فى التخلص منها قيد سيطرة فكرة مسلسل النجم الأوحد الذى يظهر فى أغلب المشاهد ويقود العمل بمصاحبة مجموعة من الممثلين الصغار الذين يقومون بأدوار مساعدة للبطل الذى يصنع تقريبًا كل شىء وحده فى العمل، ومنذ سنوات أصبح مسلسل البطولة الجماعية قالبا دراميا جديدا يتسلل إلى الشاشة، ويكسب كل عام مساحات جديدة من ساعات البث وأعدادا كبيرة من جمهور المعجبين من الجمهور، ظلت خلال السنوات السابقة تأتى فى المرتبة الثانية بعد مسلسلات النجوم الكبار، واستخدمها بعض النجوم كوسيلة لإعادة عرض أنفسهم بشكل جديد على الجمهور، نجح بعضها وفشل البعض الآخر، ويمكن ملاحظة أنها أصبحت جزءا هاما من الدراما التى تُقدم حاليا، وأصبح لها كتاب ومتابعون، وتجاوزت بنجاحها حتى أعمال نجوم كبار، وهذا العام سحب بعضها البساط من تحت أعمال كبيرة تحمل أسماء نجوم كبار. 45 ممثلا وممثلة أبطال «سرايا عابدين» 60 ممثلا وممثلة أبطال «صاحب السعادة» السرّ فى اللمّة أنقذت البطولة الجماعية مسلسلى «سرايا عابدين» و«صاحب السعادة». كلا المسلسلين يعانى من مشكلات فنية ودرامية تتعلق بضعف الكتابة والدراما، يقدم «سرايا عابدين» صورة مقتبسة من تاريخ الخديو إسماعيل كتبتها هبة مشارى حمادة بتصرف كبير فى تفاصيل التاريخ، ورغم تركيز العمل على العلاقات الغرامية للخديو وكواليس القصر فإن الدراما نفسها توارت خلف حالة الإبهار، وكانت البطولة الرئيسية للديكور الفخم والأزياء وحشد النجوم والنجمات الذى منح للعمل أهمية ربما أكثر مما يستحق، النجمات غادة عادل ونور ويسرا وأنوشكا ومى كساب ونيللى كريم من بين 45 ممثلا وممثلة يقومون ببطولة العمل، كل منهن تقوم عادة ببطولة العمل الذى تشارك فيه، ولنتخيل المسلسل بممثلين أقل شهرة سنكتشف أن هذا الإنتاج الضخم اعتمد على صيت البطولة الجماعية، ونفس الشىء يمكن أن نجده فى «صاحب السعادة» الذى يحاول فيه بطله عادل إمام منح السعادة لمن حوله لكنه لا ينجح فى منحها للمشاهد، العمل يضم مجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة والأطفال، يتجاوز عدد الممثلين 60 ممثلا وممثلة، منهم لبلبة وإدوارد وأحمد عيد ومحمد إمام وخالد زكى ونهال عنبر وغيرهم، ومثل كثير من أعمال عادل الأخيرة يجسد شخصية الأب القوى لعدد من الأبناء كما فى «العراف» أو الأب الروحى لمجموعة من الشباب كما فى «فرقة ناجى عطا الله»، يستمر فى الاستعانة بالشباب، وهو أمر إيجابى من زاوية منح فرصة لوجوه شابة فى الحضور، ويبقى فى النهاية أن ما يقدمه عادل إمام قد يصنع للمسلسل حالة لطيفة وحيوية بحضور كل هذه الشخصيات ولكن دون مضمون درامى متماسك. البطولة تتسع للجميع حينما بدأت الحلقات الأولى من مسلسلات دراما رمضان هذا العام قفز عدد من المسلسلات إلى مقدمة اهتمام المشاهد رغم أنها من الأعمال التى تعتمد على البطولة الجماعية لمجموعة من الممثلين بعضهم يقوم بالأدوار الثانوية وبعضهم وجه جديد على مشاهد التليفزيون، وكانت مفاجأة أن يبدأ الجمهور بالاهتمام بمسلسلات لم يكن الرهان كبيرا عليها مثل مسلسل «عد تنازلى» الذى شارك فى بطولته طارق لطفى وعمرو يوسف وكندة علوش، ومسلسل «السبع وصايا» الذى يضم 34 ممثلا وممثلة لا يضم من بينهم واحدا من النجوم الكبار، وبعيدا عن تفاصيل العمل الدرامية وقصص الشخصيات المتشعبة بتفاصيلها وخيوطها الدرامية المثيرة أسهم مجموعة أبطال العمل بإخلاصهم فى الأداء وتقمص الشخصيات فى تقديم لوحة ملونة للأداء التمثيلى نجحت فى لفت النظر وكسر احتكار النجم الكبير لمساحة الدور الأكبر، فرغم أن رانيا يوسف هى الشخصية التى تسيطر على الخيط الدرامى الرئيسى باعتبارها الشقيقة الكبرى لستة أشقاء من الذكور والإناث تجمع بينهم خطة جريمة قتل الأب للاستيلاء على ملايين اكتشفوا أنه يمتلكها، فإن باقى الشخصيات تجذب المشاهد مع عالمها وحكايتها الخاصة، وحينما يتفرق الأشقاء فى البلاد بعد قتل الأب والاختفاء الغامض لجثته وسجن الأخت الكبرى التى أتت بجثة عجوز بديلة اتضح أنه مات مسموما تفيض الدراما بقصص متشعبة منفصلة تسجل رحلة هروب الشخصيات ومصيرهم، ويتيح السيناريو لكل شخصية من أبطال المسلسل تجسيد حكايته لنجد حالة تمثيلية يتنافس فيها كل ممثل وممثلة على تقمص وأداء شخصيته. إنها سبع وصايا بسبع حكايات بسبعة أبطال تعايش معهم المشاهد الذى ربما أعجبه أيضا العالم الغريب الذى يجمع بين خليط من السحر والدجل وكرامات الأولياء، الإخوة: رانيا يوسف وصبرى فواز وناهد السباعى ومحمد شاهين وهنا شيحة، ومعهما وليد فواز، يقدمون مستوى متميزا من الأداء والتعايش مع الشخصيات، وبدرجة أقل تفعل أيتن عامر وهيثم زكى، وتضيف سوسن بدر إلى مجموعة التمثيل حالة خاصة بتجسيدها شخصية أوسة صديقة البطلة بأداء يحمل خفة ظل وتلقائية. من أهم عوامل نجاح مسلسل «سجن النسا» الاختيار البارع لفريق التمثيل، العمل يعتمد على بطولة جماعية ويضم مجموعة كبيرة من الممثلين وتبدو كل شخصية حتى الأدوار الثانوية ملائمة تماما للشخصية، يحمل تتر العمل أسماء نحو 40 ممثلا وممثلة، يتناول المسلسل 3 شخصيات رئيسية نتابع حكاياتهن من خلال التعرف على قصصهن التى تبدو مختلفة ومتباعدة لكنها تتجمع وتتباعد فى السجن والحياة. 3 فتيات مكافحات حاولن التغلب على ظروفهن وفقرهن وهزمتهن الحياة وانتهى مصيرهن إلى السجن. قدمت نيللى كريم واحدا من أفضل الأدوار النسائية هذا العام، شخصية غالية البريئة المقهورة التى تتعرض للخيانة أكثر من مرة، يقابلها أحمد داوود الذى يجسد شخصية سائق الميكروباص الأنانى الذى يستغل غالية وأخريات، يجسد داوود دوره للشخص الشرير دون نمطية وبلمسات لا تخلو من إنسانية، وقدم العمل بشخصياته التى كتبتها مريم ناعوم عن مسرحية الكاتبة الراحلة فتحية العسال بعناية فائقة بالتفاصيل الفرصة للتعبير بحساسية عن نماذج أخرى قدمتها روبى بإجادة ودرة باجتهاد وريهام حجاج بدهاء شيطانى، ولا يخلو المسلسل من الأدوار التى قدمها أصحابها باقتدار حتى الأدوار الثانوية، سلوى عثمان ونسرين إمام ودنيا ماهر وسلوى خطاب وحنان يوسف وغيرهن ممن أخلصن لأدوارهن وصنعن حضورا كبيرا على الشاشة، أيضا يقدم ضياء الميرغنى صاحب مصنع الملابس الطيب الذى يخفى وجها آخر لشخص عابث يرتاد البارات ويسعى لعلاقات مع ساقطات، وأيضا أيمن قنديل الذى يقدم دور القواد.