تعتمد الدراما منذ سنوات بشكل أساسى على أسماء النجوم الكبار، وتحولت عناوين المسلسلات إلى رمز كودى لا يتعامل معه المشاهدون، الذين يستسهلون استخدام اسم النجم عنوانا للعمل: هذا مسلسل نور الشريف، وهذا مسلسل يحيى الفخرانى، وهذا مسلسل يسرا، وهذا مسلسل عادل إمام، لكن ظهور جيل جديد من النجوم الأبطال ونجاح مسلسل البطولة الجماعية خلال الأعوام الأخيرة، فرض شكلا مغايرا ودراما أكثر ثراء وحيوية، حرر الجمهور من أسر دراما البطل الأوحد السوبر، الذى يظهر فى مشاهد المسلسل من أول دقيقة حتى آخر دقيقة، ورغم هذا نجد النجوم الكبار بدأب وإصرار وذكاء وخبرة السنين موجودين بشكل سنوى، وهذا العام، وربما باستثناء نور الشريف يوجد كبار النجوم محمود عبد العزيز وعادل إمام ويحيى الفخرانى ويسرا فى 4 مسلسلات هامة ذات إنتاج ضخم. 3 أعمال أخرجها عادل أديب بطولة محمود عبد العزيز محمود عبد العزيز.. الطيب والشرس ويختار محمود عبد العزيز شخصية قوية تحمل جاذبية خاصة، هى شخصية منصور أبو هيبة، رجل الأعمال المشبوه، الذى يتاجر فى السلاح والآثار، وبعد محاولة اغتيال فاشلة يعيد النظر فى حياته مرة أخرى، المسلسل يقدم ناصر عبد الرحمن كاتبا تليفزيونيا للمرة الأولى، ويقدم محمود عبد العزيز فى شخصية درامية من خلال نص قوى، حمل تنوع وتناقض رجل يجمع بين خشونة وقسوة مهنة الجريمة، ووداعة وحنان الزوج والأب المحب لعائلته، هذه التركيبة النفسية قدمها محمود عبد العزيز مع اختلاف القصة والتفاصيل فى فيلم «البرىء»، حينما قدم شخصية ضابط المعتقل قاسى القلب داخل المعسكر، وهو نفسه الأب الحنون والزوج المسالم فى الحياة العادية. صعوبة الشخصية وتناقضها وأداء محمود عبد العزيز الذى يجيد تقديم مثل هذه التركيبة من عوامل نجاح العمل، الذى ربما ظُلم إلى حد ما بالعرض ضمن عدد كبير من الأعمال الدرامية الأخرى، وفى توقيت سيئ وحالة مزاجية فضلت متابعة أعمال البطولة الجماعية، التى تضم مجموعة من الممثلين خارج حدود مملكة النجوم الكبار. العمل أخرجه عادل أديب، وشارك به عدد من الممثلين منهم وفاء عامر وطارق لطفى، الذى قدم دورا متميزا لشخصية كين عدو أبو هيبة. محمود عبد العزيز 1972 أول مسلسل قدمه الفخرانى للتليفزيون الفخرانى.. العزف على المشاعر الإنسانية ربما يكون يحيى الفخرانى هذا العام أكثر النجوم الكبار مغامرة، بتقديم عمل درامى ينتمى إلى دراما الصعيد، ويخلو من مشهيات المسلسلات النمطية الصاخبة، حكاية مسلسل «دهشة» هادئة عميقة شديدة الإنسانية، حول علاقة أب صاحب قلب كبير وبناته الثلاث، الحكاية أعاد صياغتها بتمصير بارع عبد الرحيم كمال، عن مسرحية الملك لير، التى سبق أن قدمها الفخرانى على المسرح، والعمل اختار قرية صعيدية خيالية فى صعيد مصر فى أوائل القرن الماضى لتكون مسرح الحدوتة التى تدور حول علاقة الآباء بالأبناء ودور الرياء والكذب فى تحديد مصير البطل، الذى يوزع ثروته على بناته الثلاث، وهو حى لكنه يحرم الصغرى من الميراث، لأنها لم تتملقه مثل شقيقتيها. المسلسل يغوص فى مزيد من تفاصيل العلاقات الإنسانية المتشعبة بين الآباء والأبناء، وضم عددا من نجوم التمثيل والأداء، منهم نبيل الحلفاوى وفتحى عبد الوهاب وياسر جلال وحنان مطاوع وسماح السعيد وغيرهم. رهان الفخرانى على مشاهِد متأمِّل يستطيع تذوق الدراما الهادئة، التى تقدم معانى إنسانية بعذوبة درامية وأداء تمثيلى متميز، اشتهر به الفخرانى منذ عمله التليفزيونى الأول «أيام المرح» الذى قدمه قبل 42 عاما. يحيى الفخراني عادل إمام.. السر فى تركيبة «صاحب السعادة» ولا يتنازل عادل إمام عن دور البطل الذى يقود العمل بنفسه مهما كان عدد الشخصيات المحيطة به، وهو فى «صاحب السعادة» رجل ثرى محاط بعدد كبير من الأبناء والأحفاد، يقيمون معه فى قصره الواسع، ويستعين عادل إمام بواحدة من بطلات أفلامه الكوميدية فى سنوات الشباب وهى لبلبة، لتضيف إلى حالة البطولة الجماعية لمحة من الأداء الكوميدى التى قدمها مع لبلبة التى تجمعها وعادل إمام كيمياء جيدة أمام الكاميرا، كما يمنح العمل فرصة ناجحة لأحمد عيد، الذى قدم عددا من البطولات المتواضعة السنوات السابقة لتقديم دور مساعد لشخصية حسن المدرس، وهى شخصية كوميدية جيدة. وعادل إمام فى مسلسلاته خلال الأعوام السابقة ومن خلال تعاونه مع يوسف معاطى المؤلف الحصرى لأعماله، ومع رامى إمام مخرجا لأعماله الأخيرة يستعين بفيتامينات الشباب والوجوه الجديدة لجذب المشاهد، ورغم ضعف المسلسل من الناحية الدرامية حيث لا يكاد يقدم أحداثا جذابة أو مثيرة، وتكرار عادل إمام إفيهاته المحفوظة، وتقديم معاطى دراما نمطية وأحداثا يمكن توقع تطوراتها بسهولة، فإن الحالة العامة لمسلسلات عادل إمام ما زالت تنجح فى جذب المشاهد حتى الآن، ولا يزال يملك سر تركيبة تضمن له الاستمرار. 1987 شاركت يسرا بطولة مسلسل «رأفت الهجان» يسرا.. سنة أولى دراما تاريخية بدايات يسرا مع الدراما التليفزيونية كانت مع مسلسل الجاسوسية الملحمى «رأفت الهجان» عام 1987 أمام محمود عبد العزيز، وهى تشارك هذا العام فى ملحمة من نوع مختلف، ويكفى أن نعلم أن المسلسل الذى تشارك فيه بدور الملكة الأم للخديو إسماعيل تكلف إنتاجه ودعايته 140 مليون جنيه، وهو رقم باهظ للغاية، لكن الملاحظ أن وجود يسرا فى عمل ضخم كهذا، ليس باعتبارها بطلة العمل الوحيدة رغم وجود اسمها فى أول قائمة الأسماء على التترات، لكن الحقيقة داخل العمل تقول إنها مشاركة فى بطولة جماعية تضم باقة كبيرة من النجوم والنجمات أغلبهن من نجمات السينما والدراما خلال السنوات الأخيرة، يأتى على رأس نجوم العمل الممثل السورى قصى الخولى، فى دور الخديو، وغادة عادل فى دور شمس، واحدة من حريم الخديو، تسعى لاحتكار قلبه بكل الطرق والخطط التى تدبرها، وتحتل حكاية شمس والخديو المساحة الأهم من حكايات «سرايا عابدين»، أما يسرا وبغض النظر عن أدائها المضحك لشخصية الأم الملكة التركية المتسلطة فإن تأثير دورها فى الأحداث أقل من الشخصيات التى اعتادت تقديمها خلال السنوات السابقة، وباستثناء محاولتها التخلص من تأثير شمس على الخديو بتدبير قتلها، فإنها لا تفعل شيئا فى المسلسل سوى المرور طوال الحلقات على خدم القصر تأمر وتغضب وتعاقب، ونفس الشىء تفعله مع الأميرات اللائى تلومهن بشكل دائم على عدم اتباعهن البروتوكول الملكى الصحيح، وربما يعد دورها نقلة فى طبيعة اختياراتها يمكن وضعها إلى جانب فيلم «جيم أوفر»، الذى شاركت بطولته مى عز الدين وقامت فيه بدور الحماة العصبية المتسلطة، ونقلة درامية لاختياراتها الأخيرة التى تعتمد على البطولة الجماعية، كما فعلت فى «شربات لوز» الذى شارك فيه إلى جوارها عدد من النجوم الشباب.