ما حذَّرنا منه مرارًا طوال الفترة الماضية وقع للأسف الشديد. استغل الإرهاب الحقير الموقف المشتعل على الحدود الشرقية فى غزة، ليضرب على الجانب الآخر وفى قلب الصحراء الغربية. مذبحة «الفرافرة» تقول للمرة الألف إن مصر هى الهدف الأساسى لكل ما يجرى، وإن المخطط واحد، وجماعات الإرهاب بقيادة الإخوان فى الداخل وبدعم تركيا وقطر وباقى العملاء فى الخارج ليسوا إلا أدوات فى هذا المخطط الذى يريد كسر حائط الصد الأخير ضد المؤامرة، والمتمثل فى مصر شعبًا ودولة وجيشا وطنيا لا ولاء له إلا لإرادة ومصلحة الوطن. عندما رفضت حماس المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار التى قبلت مثيلتها قبل عامين بأوامر الإخوان، كان واضحا أن المطلوب إشعال الجبهة على الحدود الشرقية لمصر لأطول فترة ممكنة، حتى ولو كان الثمن أرواح المئات من أبناء شعبنا الفلسطينى. وعندما تتحول الحرب بطريقة مكشوفة نحو مصر وليس نحو دولة الاحتلال الإسرائيلى النازى، فإن هذا لا يجرى اعتباطا بل هو جزء من المخطط. وعندما تنطلق مع أول رصاصة فى غزة دعوات التحريض على جيش مصر الوطنى من زعماء عصابات لا يعرفون معنى أن يكون الجيش جيش الوطن وليس جيش الجماعة، فإن علينا أن ندرك جيدا أنهم يستهدفون مصر قبل أى شىء آخر. وعندما يخرج العملاء فى تركيا وقطر وتنظيم الإخوان العالمى ليشاركوا فى المؤامرة بتشجيع أمريكى، فنحن نعرف أن الهدف ليس فلسطين، بل إمارة غزة التى تضرب هدف الفلسطينيين فى مقتل، والتى يراد لها أن تكون قاعدة للإخوان وحلفائهم من عصابات الإرهاب، تكرر ما كان فى عام حكم مرسى الأسود، فتضمن أمن إسرائيل وتصدر الإرهاب إلى سيناء، وتشتت انتباه جيش مصر لكى يضرب إخوان الإرهاب وحلفاءهم فى باقى أنحاء مصر.. بينما تقام معسكرات التدريب للإرهابيين فى ليبيا استعدادا للتصعيد. لا نستبق التحقيقات التى تكشف كل الحقائق عن مذبحة «الفرافرة»، ولكن الملاحظات الأولية -حتى الآن- توضح أننا أمام جماعة إرهابية مدربة ومعها أسلحة ثقيلة وتعرف دروب المنطقة جيدا، كما توضح أن جنودنا الشهداء قد اشتبكوا فى معركة حامية مع هؤلاء الإرهابيين وقتلوا بعضهم، لكن قذيفة «آر. بى. جى» سقطت على مخزن الذخيرة أحدثت الكارثة. وأيضا نكتشف سيارات مفخخة يبدو أنها كانت معدة للتفجير فى أهداف أخرى داخل الوادى. الذين فوجئوا بسقوط رهانهم على حكم الإخوان لمصر لم يبتلعوا الهزيمة ولن يبتلعوها، ستظل مصر مستهدفة بمؤامراتهم ما دامت تسعى للنهوض وتتمسك بالاستقلال وترفض أن تكون جزءا من مخطط تقسيم الوطن العربى أو تسليمه لإرهاب منحط لتدمير ما تبقى فيه من فرص الحياة والتقدم. يريدون نقطة ارتكاز إخوانية فى غزة وحدودًا مفتوحة تصلها بجماعات الإرهاب فى سيناء كما كان الأمر فى ظل حكم الإخوان. ويريدون بؤرة أخرى للإرهاب فى الصحراء الغربية تستمد العون المادى والسلاح عبر الحدود مع ليبيا أو السودان، بينما تعبث باقى جماعات الإرهاب داخل الوادى للمزيد من استنزاف الجهود وتشتيت الانتباه. ولا تسأل طبعا عن أكاذيبهم التى تتوقف عن الدفاع عن الإسلام والسعى لتحرير القدس، فقد أجابت «داعش» عنهم جميعا بأن قتال إسرائيل لن يأتى إلا بعد قتل المنافقين والمرتدين والليبراليين الملحدين! بينما سبقتها جماعات «إخوان الإرهاب» ضدنا وهى تحرر القدس بقتل المدنيين فى العريش أو الجنود المدافعين عن الوطن فى «الفرافرة». مشكلتهم أنهم لا يعرفون مصر التى لن ترضخ أبدا مهما كان حجم المؤامرة وضخامة التحديات، تعرف مصر أنها فى حرب حقيقية تستهدف إعادتها إلى ما قبل الثورة وأيضا طهارة أخرى فى ظل التبعية أو إخضاعها لحكم الفاشية الدينية الذى أصبح رهان أمريكا المفضل. سنهزم المؤامرة، وسنضرب الإرهاب ونطارده فى أى مكان يلجأ له، وسنقطع كل يد تمتد بالأذى لمصر أو تقدم المساعدة لهذا الإرهاب المنحط، مصر كلها هدف واحد وراء جيشها الوطنى حتى نستأصل الإرهاب ونهزم المؤامرة. المجد للشهداء، والنصر لمصر، والعار لكل من خان الوطن وأساء للإسلام.