عقدت قافلة خريجي الأزهر بشمال سيناء، اليوم الجمعة، عددًا من الندوات الثقافية، تناولت أهم القضايا والأحداث الراهنة بالمحافظة؛ حيث أكد الدكتور سيف قزامل، عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا، ورئيس فرع الرابطة بالغربية في ندوة مسجد (عمر بن الخطاب) بضاحية السلام، أن الرابطة العالمية برئاسة الإمام الأكبر تطلق القوافل الأزهرية للعمل على نشر صحيح الإسلام، وبيان أن الرسول الأعظم هو القدوة والمثال للأمة الإسلامية، وقد كان الرسول الأكرم قرآنًا يمشي على الأرض، فينبغي علينا أن نقرأ القرآن الكريم ونعمل بمقتضاه. وأضاف أننا إذا عشنا مع الصيام وصامت جوارحنا عن الحرام، فإن هذا يرقي خلق المسلم إلى الصيغة الملائكية، فحينئذ يصح لنا أن نسأل الله تعالى ما نشاء فيستجيب لنا، وإن من الأخلاق التي يدعو إليها الصيام ألا تمتد يد مسلم إلى أحد بالأذى. وأكد فضيلة الشيخ حمد الله الصفتي، عضو الرابطة، في ندوة مسجد (الأبطال) بالضاحية، أن الله تعالى امتن على هذه الأمة بشهر رمضان المعظم ليوقظ في في قلوبنا رواقد الخير، وأحاسيس البر؛ فنبرأ إلى الله تعالى من أوزار الحياة، ونتزود من قوى الخبر والعمل الصالح. إن رمضان ليس إلا رباطًا اجتماعيًا وثيقًا يؤكد أسباب المودة بين أفراد الأمة الإسلامية بالتواصل والتعاطف، والتزاور والتآلف، فيغمر المسلمين جميعًا بشعور من التماسك، ليفيقوا إلى أنهم أمة واحدة ممتزجة الروح متحدة العقيدة متفقة الفكر متماثلة الرأي. ومع ذلك كله رأينا ويا للعجب من أبناء الإسلام من يستقبل هذا الشهر الكريم بوجه كالح، ونفس ضيقة، ولسان طويل، ويد تمتد بالأذى والعنف للأبرياء والمسالمين، فنسمع عن تفجير هنا، وعن قتل هناك، بل ويدعي بعضهم أن ذلك باسم الإسلام، والإسلام من ذلك براء، فإن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، وهذا ما دعا الرابطة العالمية لخريجي الأزهر لتنظيم هذه القوافل إيمانًا منها أن الفكر يقاوم بالفكر. وأكد الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في ندوة مسجد (الشعراوي) على أن رمضان هو شهر الملاحم الكبرى التي نتعلم منها اقتران العبادة والسمو الروحي بعمارة الأرض والاجتهاد في السعي والجهاد من أجل المبادىء النبيلة لحماية الأعراض والأوطان، وقد ظهر هذا في جهاد النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر والفتح الأعظم. وأضاف «عمران» أن من تتبع أمر الغزوتين وجد حرص الإسلام على أموال الناس، وأعراضهم مع دفع الشبهة التي تكلم بها بعض المشككين أن غزوة بدر كانت هجومًا على أموال الناس، كما ظهر جليًّا حرص المسلمين على الدماء والأعراض في الفتح الأعظم، حيث رفض النبي الكريم مقولة (اليوم يوم الملحمة اليوم تستباح الكعبة)، وأبدلها بقوله: (اليوم يوم المرحمة اليوم تعظم الكعبة)، وهذا يصحح الأفهام المغلوطة التي تقرن غزوات المسلمين بالإرهاب المعاصر. ولا تزال القافلة توالي نشاطاتها الدعوية بهمة داخل محافظة شمال سيناء، وسط ترحاب واحتفاء قيادات وأهالي المحافظة.