لأول مرة بعد «25 يناير».. «الداخلية» تحقق فى فيديوهات تعذيب جديدة بأقسام الشرطة مشرحة زينهم استقبلت السبت الماضى جثامين 4 متهمين لقوا مصرعهم خلال احتجازهم أمنيا 3 مقاطع تكشف وفاة سجين وتشويه وجه متهم بحجز عين شمس.. ومدير أمن القاهرة: لا تستُّر على أحد مصدر أمنى: فيديوهات الفيسبوك معظمها مفبرك.. ونظام التهوية هو السبب فى وفاة المتهمين ردود فعل غاضبة انتابت قطاعا عريضا من المواطنين والشباب عقب نشر مجهولين لثلاثة مقاطع فيديو تظهر مشاهد تعذيب عنيفة وقاسية لعدد من السجناء والمتهمين بعدد من أقسام الشرطة، وادعى أصحاب المقاطع المسربة أن الفيديوهات تظهر مقتل أحد المتهمين ويدعى سامح إبراهيم أبو الفتوح، الذى لقى مصرعه أوائل الشهر الماضى بحجز قسم عين شمس، ومقطع آخر لشاب مغطى بالدماء بنفس الحجز ومقطع أخير يكشف البيئة القاسية التى يحتجز فيها المتهمون بنفس القسم. وكشف الفيديو الأخير والذى تم بثه أمس الأحد، على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، أن المتهم سامح مات بدم بارد عقب ترك أمناء القسم والعساكر للمجنى عليه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة دون تدخل منهم، وكذلك تجاهلهم لاستغاثات زملائه، بإنقاذه حتى فاضت روحه إلى السماء. الفيديو المسرب أيضا أظهر سخرية الأمناء من مشهد تلوِّى المتهم بالألم واستغاثته ودخولهم فى نوبة من الضحك والاستهزاء حتى وفاة الشاب المحتجز وبعدها أسرع الأمناء بإخبار الضباط بموته. الواقعة تعود إلى وفاة سجين يدعى سامح إبراهيم أبو الفتوح، 33 سنة، محبوس احتياطيا على ذمة قضية مخدرات، أوائل الشهر الماضى، وكشفت التقارير الطبية تعرضه إلى التعذيب وتقدم أهله ببلاغ إلى النيابة العامة يتهم فيه ضباط القسم بتعذيبه، وتولت النيابة التحقيق فى الواقعة وتبين من معاينة الجثمان صحة تعرضه إلى التعذيب، وأمس ظهر على مواقع التواصل الاجتماعى فيديو ادعى مسربوه أنه خاص بواقعة تعذيب وقتل المتهم سامح فى طرقات حجز قسم عين شمس، ويظهر فيه المجنى عليه وهو يصرخ وينتفض من الألم وتغطى الدماء وجهه ويلفظ أنفاسه الأخيرة وسط استغاثات زملائه السجناء، بينما يواصل أمناء وجنود القسم السخرية والضحك حتى بعد وفاة الشاب. من جهته أكد اللواء على الدمرداش مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة، أن ما يتم نشره على أنها وقائع تعذيب فى أقسام الشرطة، أصبحت بين يدى النيابة، وهى وحدها صاحبة الحق فى القطع بما إذا كان هناك تعذيب من عدمه داخل الأقسام، لافتا إلى أنه لا تستر على أى ضابط يخالف القانون. فى حين أكد مصدر أمنى بوزارة الداخلية، أن ما ينشر على صفحات التواصل الاجتماعى من مقاطع فيديو وصور على أنها وقائع تعذيب، الهدف منها تشويه صورة الداخلية، وإحداث فجوة بينها وبين المواطنين، وأنه لا صحة لما يتم تداوله من وقت إلى آخر و«معظمها مفبرك» حسب وصفه، مشيرًا إلى أن هناك جهات مختصة بالتحقيق فى مثل هذه الوقائع، وعلى المتضرر إبلاغ النيابة العامة، وفى حال ثبوت صحة أى واقعة سوف يتم محاسبة المسؤولين عنها، مؤكدًا أن عقيدة الداخلية تغيرت بعد ثورة 25 يناير 2011، وأن عمل رجل الشرطة الأول هو الحفاظ على أمن المواطن، موضحا أن تزايد عدد الوفيات فى الحجز يعود إلى كثرة أعدادهم وضيق مساحة الزنازين وحرارة الجو المرتفعة وعدم وجود أنظمة تهوية داخل الحجز، المصدر أوضح أيضا أن معظم حالات الوفاة للمحتجزين أثبتها الطب الشرعى أنها طبيعية وناتجة عن ظروف طبيعية. مسلسل الوفيات الغامضة للسجناء لم يقتصر فقط على حجز عين شمس، حيث توفى 4 متهمين فى يوم واحد السبت الماضى، داخل غرف الحجز بأقسام شرطة مدينة نصر ثان، وإمبابة و6 أكتوبر ثان، وتولت النيابات المختصة التحقيق فى أسباب وفاتهم، عقب أنباء تسربت عن تعرضهم إلى التعذيب بمحبسهم. كانت مشرحة زينهم قد استقبلت السبت الماضى جثتى المدعو سيد آدم محمد، الذى توفى داخل مستشفى الحميات بمدينة نصر، فى أثناء إسعافه وتبين أنه كان محتجزًا على ذمة قضية بقسم شرطة مدينة نصر ثان، والمدعو محمد زكى محمد، 60 سنة، عقب إصابته بضيق فى التنفس، وفور نقله إلى المستشفى لقى مصرعه قبل الوصول إليها. بينما استقبلت ذات المشرحة جثة آخر يدعى هانى عطية عيسوى، 39 عاما، والذى توفى داخل حجز قسم شرطة إمبابة فى ظروف غامضة بمحضر رقم 6974 إدارى إمبابة، إضافة إلى استقبالها جثة المحتجز أشرف عبد الله محمد شاهين، 35 سنة، والذى توفى داخل قسم شرطة أكتوبر ثان، فى ظروف غامضة بمحضر رقم 3466 إدارى. وكشفت تحقيقات النيابة أن حسام.ك (23 سنة، مسجل خطر)، محبوس احتياطيا على ذمة قضية اتجار فى مواد مخدرة، لقى مصرعه داخل حجز قسم شرطة حلوان، وانتقلت النيابة لمناظرة الجثة، حيث لم يتبين أى إصابات ظاهرة أو آثار تعذيب بالجثة، وذكر مستشفى حلوان العام فى تقريره المبدئى أن الوفاة نتجت عن توقف قلبه لمدة نصف الساعة. قال العميد محمد نجم، مأمور قسم المطرية فى أقواله للنيابة العامة إن عزت عبد الفتاح، موظف بوزارة المالية، لقى مصرعه داخل حجز قسم شرطة المطرية، لإصابته بهبوط حاد، موضحا أن متهما آخر فى قضية مخدرات توفى داخل حجز القسم لنفس السبب، كما سقط سائق فى العقد الخامس من العمر ميتا داخل حجز نفس القسم. بينما لقى موظف مصرعه داخل حجز قسم الطالبية عقب ضبطه، لقيامه بالاتجار بالمخدرات، وبحوزته 50 جراما من الهيروين، حيث أصيب بهبوط حاد بالدورة الدموية وقامت القوات بنقله إلى المستشفى، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة، نتيجة توقف عضلة القلب، كما توفى هانى عطية عيسوى 39 عاما، داخل حجز قسم شرطة إمبابة فى ظروف غامضة بمحضر رقم 6974 إدارى إمبابة. وفى قسم شرطة البساتين لقى شاب يدعى أحمد رمزى عبد اللطيف، 28 عاما، مصرعه داخل القسم، والمحبوس احتياطيا على ذمة قضية سرقة بالإكراه، إثر تعرضه إلى ضيق فى التنفس، وبمناظرة الجثة لم يتبين وجود إصابات ظاهرية. أحد المقاطع التي تظهر التعذيب: