زيارة الرئيس السيسى المرتقبة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، فى مطلع أغسطس المقبل، لحضور القمة الإفريقية الأمريكية، تشكل تحولا كبيرا، وتأكيدا على المسار الصحيح الذى تسير فيه الدبلوماسية المصرية بعد ثورة 30 يونيو، خصوصا مع النجاح الذى أحرزته فى حصار إثيوبيا، ومنع التمويل الدولى عن سد النهضة، واستصدار قرار الاتحاد الإفريقى بالإجماع بإلغاء قرار تجميد عضوية مصر من المشاركة فى أنشطة الاتحاد. وبحسب مصادر سياسية رفيعة المستوى، فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستوجه دعوة إلى الرئيس السيسى لحضور اجتماعات القمة الإفريقية الأمريكية باعتبار مصر عضوا بالاتحاد الإفريقى، الأمر الذى يعد بروتوكولا عاديا، ولا يعنى تغييرا محوريا فى العلاقات المصرية الأمريكية، وعلى إثرها سيشارك الرئيس على رأس الوفد المصرى فى الاجتماعات. خبراء سياسيون ودبلوماسيون اعتبروا تلك الدعوة خطوة جيدة تؤكد أن مصر تسير فى الطريق الصحيح نحو علاقات جديدة مع مختلف دول العالم تهدف إلى تحقيق المصالح العليا للوطن، مشيرين إلى أن مشاركة مصر فى الاجتماعات تؤكد على ريادتها ومكانتها الكبيرة فى المنطقة، وأن حضورها سيضفى أهمية على اجتماعات القمة، الأمر الذى تدركه جيدا الولاياتالمتحدةالأمريكية. السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، قال إن توجيه دعوة إلى مصر لحضور القمة الإفريقية الأمريكة أمر طبيعى باعتبار القاهرة عضوا بالاتحاد الإفريقى، إلا أن العرابى جدد تأكيده على أن الاجتماعات فى حالة سفر الرئيس ستكون لها أهمية خاصة، وتعد فرصة لإجراء المزيد من المشاورات الثنائية مع مختلف الأطراف لتوطيد العلاقات بما يتفق مع المصالح العليا للوطن. وزير الخارجية الأسبق أشار إلى أن العلاقات المصرية الأمريكية اتخذت مسارا مختلفا عن الفترات الماضية التى أعقبت ثورة 30 يونيو، بما يعد تطورا إيجابيا فى مسار تلك العلاقات. السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية السابق، قال إن حضور مصر القمة الإفريقية الأمريكية التى ستعقد فى واشنطن فى مطلع أغسطس المقبل يمثل عودة قوية للقارة الإفريقية بعد غياب القاهرة عنها، وتأتى تلك الزيارة للتأكيد على ريادة مصر وعودتها إلى دورها الفاعل بالمنطقة، مشيرا إلى أن الدبلوماسية المصرية حققت نجاحا باهرا تجنى ثماره فى هذه المرحلة. مساعد وزير الخارجية السابق، أشار إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية التى تستضيف المؤتمر لن تستطيع تجاهل دعوة أكبر دولة إفريقية لحضور جلسات المؤتمر الذى يتناول الشأن الإفريقى، وبالتالى فإن حضور الرئيس السيسى القمة يؤكد على الدور المحورى لمصر فى القارة الإفريقية، لافتا إلى أن الولاياتالمتحدة كانت طالبت بعقد القمة بالقاهرة، باعتبارها أكبر عاصمة للدول الإفريقية. الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أكد على أن مؤسسة الرئاسة المصرية ستكون على رأس الحضور فى هذا المؤتمر، وذلك على أساس أن الأصل فى الدعوة أنها موجهة إلى مؤسسات، لا أفراد، مشيرا إلى أن مشاركة مصر فى تلك القمة سيعطى فرصة إيجابية لشرح الواقع المصرى أمام المجتمع الدولى، من خلال مشاركة القاهرة فى القمة، مؤكدا على أن عملية المشاركة ومدى تأثيرها على مستقبل العلاقات بين مصر وأمريكا ستكون متوقفة على طبيعة جدول الأعمال الذى سيطرح على القمة. ويعتقد فهمى أن ملف الأمن سيكون أول تلك الموضوعات، الأمر الذى سيجعل مصر تخرج بمكاسب فى هذا الصدد نظرا للحالة الأمنية المتدهورة، وما تواجهه البلاد من إرهاب فى الداخل والخارج. أستاذ العلوم السياسية أضاف أن العلاقات بين مصر وأمريكا بدأت تتخذ مسارها الصحيح، خصوصا أن الإدارة الأمريكية تفهمت موقف الشعب المصرى من ثورته المجيدة فى 30 يونيو من العام الماضى. من جانبه، أشار جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إلى أن مشاركة مصر فى فعاليات القمة الأمريكية الإفريقية أمر طبيعى لا يحمل التأويل، وذلك لأن مصر عضو أساسى فى الاتحاد الإفريقى، معتبرا أن هذه المشاركة المصرية تعد انتصارا للإرادة الشعبية بقدوم رأس ثورة 30 يونيو إلى المجتمع الدولى، الذى كان إلى وقت قريب رافضا لتلك الإرادة الشعبية التى أثبتت نجاحها.