ووكالات يسعى رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان؛ الرجل الأقوى في تركيا منذ أكثر من عقد من الزمن إلى تعزيز نفوذه عبر الانتقال من منصب رئيس الحكومة إلى رئيس الجمهورية. تحت شعار "تركيا جديدة" ألقى أردوغان مرشح العدالة والتنمية الحاكم خطابا أول من أمس الجمعة أمام مؤيديه في إسطنبول، وأعلن عن رؤيته لصورة البلاد استعدادا للانتخابات الرئاسية التي سيخوضها في أغسطس المقبل. وأتضح من خطابه أنه سيقوم بإجراء تعديلات دستورية على منصب الرئيس الفخري لتعزيز صلاحياته وسلطاته. رئيس الوزراء التركي: "في حال انتخبت رئيسا فإن إحدى أولوياتنا ستتمثل في إقرار دستور جديد، ودستور جديد يعني مستقبلا جديدا". وأضاف: "دستور جديد، دستور يعزز الحرية، دستور ديمقراطي يضمن مصالح الجميع، لقد خضنا معركة ولكننا فشلنا، لكننا لم نتخل عن آمالنا، سوف نستمر في الكفاح من أجل ذلك حتى النهاية". وشرح أردوغان أولوياته ال5 للوصول إلى تركيا الجديدة بحلول العام 2023، أي سنة الاحتفال بالذكرى المئوية الأولى لإقامة تركيا الحديثة على يد مصطفى كمال أتاتورك. وأطلق أردوغان خارطة للسنوات ال5 المقبلة حملت عنوان "على طريق تركيا الجديدة" دعا فيها إلى مزيد من الديمقراطية، وضمان تطبيع السياسة والمجتمع، وتحسين السياسة الاجتماعية، وجعل تركيا واحدة من أكبر 10 اقتصادات في العالم. من ناحية أخرى اختار مرشح المعارضة العلمانية الدبلوماسي السابق أكمل الدين إحسان أوغلو، المنافس الرئيسي لأردوغان، شعار "أكمل الدين من أجل الخبز". أما المرشح الثالث فهو صلاح الدين دمرداش مرشح حزب الشعب الديمقراطي الكردي ورئيسه في البرلمان والذي يمثل تحالفا مؤيدا للأكراد مع الأحزاب اليسارية ويسعى من خلال ترشحه إلى أن يصبح كيانا أوسع في جميع أرجاء البلاد. انتخابات 10 أغسطس المقبل ستكون بمثابة نقطة تحول لتركيا، وإذا فاز فيها أردوغان الذي يتولى منصب رئيس الحكومة منذ 12 عاما، حيث ستنتقل إلى رئاسة تنفيذية على غرار الولاياتالمتحدة التي يتوق إليها أردوغان. كما تتزامن مع على ما يبدو خسارة تركيا فرصة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ومكانتها كنموذد ديمقراطي في الشرق الأوسط. وحيث تقف قواعد الحزب حائلا أمام أردوغان للترشح لولاية جديدة من رئاسة الحكومة، ترشح رئيس الوزراء للرئاسة في أول انتخابات رئاسية مباشرة من أجل توسيع سلطاته وتمكين نفسه في الحكم عقدا آخر. ولا يزال أردوغان هو الأفضل شعبيا، لكنه يحتاج إلى الحصول على أكثر من 50% من أصوات الناخبين للفوز في الجولة الأولى من الانتخابات. وفي حال عدم فوز أي من المرشحين في الجولة الأولى، ستنعقد جولة أخرى في 24 أغسطس 4 أيام قبل انتهاء ولاية الرئيس الحالي عبد الله جول.