أعجبنى هذا المثل التونسى الذى قاله المعلق المبدع عصام الشوالى وهو يصف لنا مباراة نصف النهائى بين الأرجنتين وهولندا. بالفعل كانت التطلعات كبيرة والآمال عريضة فى مشاهدة مواجهة مثيرة تجمع بين منتخبين من المصنفين ضمن أفضل فرق البطولة والعالم أجمع، لكننا صدمنا بلقاء مغلق بالشمع البرتقالى والسماوى عن طريق الدفاع الذى قام بسد أبواب الوصول إلى المرميين بعد أن أضاع المفتاحين: روبين الباهر وميسى الساحر! سأنحاز إلى منتخب التانجو وسأعتبره الأحق بالوصول إلى النهائى فقط لأنه نجح تكتيكيا فى الصمود أمام الطواحين الهولندية الأعلى مهارة والأكثر تنظيما. كان يومًا رائعًا لحارس المرمى روميرو الذى دخل التاريخ بإنقاذه ضربتى ترجيح كانتا السبب فى تأهل بلاده. هى مناسبة تاريخية للمدافع ماسكيرانو الذى تعرض إلى ارتجاج فى الرأس، ومع ذلك أكمل حتى النهاية واستبسل فى آخر دقيقة ليبطل مفعول هجمة برتقالية كادت تنهى المباراة بطريقة درامية. لم ينجح فان خال فى إحداث الفارق خلال الشوط الثانى، سواء بالتكتيكات أو التبديلات التى استنفدها جميعا، ولم يحتفظ بواحد من أجل أشراك الحارس كرول المتخصص فى التصدى إلى ركلات الجزاء. هى اللعنة التى أصابت هذا المنتخب الكبير الذى لم يجن أى بطولة عالمية فى تاريخه، رغم وصوله حتى الأمتار الأخيرة من كؤوس كثيرة، وبعد أن بهر العالم بكثير من الفنون الكروية قدمها لاعبون حاصلون على درجة الأستاذية! الأرجنتين لم تقنع أحدًا خلال مشوارها، وتوقعنا جميعا تعثرها، إلا أنها لعبت بحرفية حتى وصلت إلى المباراة النهائية لتواجه الماكينات الألمانية على الكأس الذهبية. هل تستمر المسيرة ويصل فعلا ميسى إلى منصة التتويج كما تتمنى جماهيره فى الأغانى والأهازيج؟ كل شىء وارد فى هذا المونديال الشارد. المواجهة الأخرى كانت يوم الثلاثاء الماضى بين البرازيل والمانشافات، ما زالت أصداؤها تتردد فى كل أنحاء الدنيا الكروية، وهناك من يؤكد أن آثارها السلبية لن تقتصر على الأمور الرياضية، بل ستمتد لتشمل النواحى الاقتصادية والسياسية للأمة البرازيلية! لا يوجد كائن حى توقع هذا السيناريو أو حتى حلم بأن ألمانيا من الممكن أن تسجل 5 أهداف فى أول نصف ساعة من عمر المباراة التى لم تكن مباراة بالمعنى المفهوم، بل كانت أشبه بتمرين للاعبين الألمان على كيفية إحراز الأهداف بكل الأشكال والأصناف. المسؤولية يتحملها كاملة المدير الفنى سكولارى الذى فشل فى كل شىء، بداية من اختياره الخاطئ لقائمة لاعبيه، مرورًا بعجزه عن قراءة المباريات وإحداث التغييرات ونهاية بغروره وتعاليه فى التعامل مع منافسيه، وبالتالى يستحق بجدارة أن يعلق من رجليه! من سيفوز بالنهائى؟ المنطق والعقل والترشيحات تصب جميعًا فى صالح ألمانيا ولكن.. من قال لكم إن المنطق يحكم كرة القدم؟ من أخبركم أن العقل يتحكم فى النتائج؟ من أنبأكم أن الترشيحات تصدق دائما؟ أنصحكم بعدم توقع أى شىء مع هذه الساحرة المجنونة المستديرة التى وصفتها ببراعة المطربة بوسى قائلة: متوهانا ومغلبانا.. وموريانا المر فيكى.. ما ترحمينا حرام عليكى.. آه يا كورة!