فى الحلقة الأولى لمسلسل «امرأة من زمن الحب» (1998) اضطرت العمة التى جسدتها سميرة أحمد لترك صيدلية تملكها فى المنيا أمانة لدى موظف بسيط أدى دوره صبرى فواز فى مشاهد معدودة قبل أن تسافر إلى القاهرة للاهتمام بشؤون ولاد الأخ الأربعة، انتهى المسلسل الذى حقق نجاحا كبيرا ذلك العام وترك لدى فضولا شديدا كمشاهد لمعرفة: هل نجح مدير الصيدلية فعلا فى أداء مهمته والحفاظ على الأمانة أم لا؟ فسرت ذلك لاحقا بعد متابعة فواز فى أعماله الأخرى بأن لديه قدرة هائلة على توفير المصداقية لأى شخصية يقوم بتجسيدها، فيقنعك أنه موظف بسيط فعلا ويدفعك دون أن تشعر لأن تتمنى له التوفيق وسط انشغالك بمغامرة سميرة أحمد مع الأشقاء الأربعة، خلال السنوات العشر التالية لم يتوقف اجتهاد صبرى فواز فى كل شخصية كلفه بها المخرجون، يذكره الجمهور جيدًا كبليغ حمدى فى «أم كلثوم»، عرفه جمهور السينما تدريجيا فى أكثر من فيلم مع على إدريس مثل «عصابة الدكتور عمر» و«الدادة دودى»، مساحات أقل كثيرًا من إمكاناته، لكن مخزون الصبر لديه جعله ينتظر الفرصة المناسبة وقد جاءت أولا مع خالد يوسف فى «دكان شحاتة» ثم «كلمنى شكرًا» وصولا إلى «كف القمر» آخر ما قدم خالد يوسف للسينما حتى الآن، تزامن ذلك مع حصوله على صك الاعتراف بأنه يصلح للبطولة التليفزيونية التى تتصف بالجماعية فى «نيران صديقة» و«فرعون» و«السبع وصايا» و«صديق العمر»، وإذا كان معظم المشاهدين بطبيعة الحال ينبهرون بأداء صبرى لشخصيات سليم عثمان ومحمود نفيسة وهيكل ولا يبحثون على تفسير ذلك عبر تاريخه الممتد، فلدىّ اعتقاد أن النجاح الذى يحققه صبرى فواز حاليا ليس سوى استثمار لموهبة صقلها الصبر الطويل والهروب من التنازلات والرغبة فى الحفاظ على البريق الذى اقترن به عندما دخل عالم التمثيل وظل خافتا حتى خرج للناس عندما حصل على الفرصة المناسبة، صبرى فواز يتألق هذه الأيام، لأنه اعتنى كما ينبغى بصيدلية سميرة أحمد. بعد التتر لأنهم يعتمدون على القاموس القديم للنجومية، يتجاهل مسؤولو الدعاية فى القنوات وشركات الإنتاج مكانة صبرى فواز، ربما اعتمادًا على أن مخزونه من الصبر لا ينضب.