اليوم وبدون أي مقدمات يسدل الستار على أحداث أسوان بين "الدابودية" و"بنى هلال" التي أسفرت عن مصرع 26 شخصًا وإصابة العشرات في الأشهر القليلة الماضية، بالاتفاق على إتمام الصلح بينهما وخاصة عقب المشاجرة الأخيرة التي أسفرت عن مقتل اثنين والتمثيل بجثثهما على يد "بنى هلال". وجاء إعلان الصلح وإنهاء الأزمة سريعًا بناءً على طلب من رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب وجهه لمحافظ أسوان اللواء مصطفى يسرى، وآخر من وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم وجهه إلى مدير أمن أسوان اللواء حسن السوهاجى، واعتبر البعض ذلك ضغطا من جهات عليا لإنهاء الأزمة بشكل أسرع. وعقد اجتماع لمناقشة أزمة قبيلتى بنى هلال والدابودية بمحافظة أسوان بحضور المحافظ اللواء مصطفى يسرى ومدير الأمن اللواء حسن السوهاجى ولفيف من القيادات التنفيذية والأمنية بالمحافظة،و انتهى في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت. بدأ الاجتماع بلقاء أبناء قبيلة بنى هلال ومناقشتهم في ضرورة حل الأزمة وخاصة عقب الأحداث الأخيرة التي تطورت بقتل وحرق اثنين والتمثيل بجثثهما الخميس الماضى وكان الجانى من قبيلة بنى هلال والمجنى عليهما أحدهما من الكوبانية والآخر نوبى. أسوان برر ممثلو قبيلة بنى هلال الواقعة بأنها تصرف طائش من الشباب دون علم كبار القبيلة وكان بشكل عشوائى، ولكن القيادات الموجودة في اللقاء وجهت لهم اللوم وألزمتهم بتحمل تلك الغلطة لأنهم لم يستطيعوا السيطرة على شبابهم والالتزام كما تم الاتفاق مسبقًا، قائلين لهم " إن ماحدث كانت جريمة بشعة حيث تم ذبح الشباب وحرق جثثهم والتمثيل بها فوق سيارة كارو والتجول بها في الشارع وسط زفة وتهاليل وزغاريد وذلك لا يقارن بما حدث معهم في الواقعة السابقة، ويجب الموافقة على إنهاء الأزمة وقبول الصلح دون أي شروط أو قودة وكفن لأن ذلك أسقط جميع حقوقهم. طلب ممثلو بنى هلال من الحضور فرصة للتفكير وإعطائهم مهلة لأخذ رأى أولياء الدم، وتم رفض طلبهم ووافقوا على الصلح دون أي مهلة، وألزمتهم اللجنة بإقناع أبناء قبيلتهم بقبول الصلح ومن يرفض منهم القبيلة غير مسئولة عنه ويتحمل مسئولية قراره بنفسه. فيما بدأ لقاء النوبيين عقب انتهاء بنى هلال وطلب منهم الحضور على ضرورة إنهاء الأزمة وتحقيق الصلح حتى يتوقف نزيف الدماء، وإتمام الصلح دون شروط، وطالب الحضور منهم إلزام أبناء القبيلة بقبول الصلح وإنهاء تلك الخصومة والذي يرفض مسئول عن قراره، ووافق النوبيون على ذلك. وافق الطرفان على الصلح والقبول بالشروط التي تضعها لجنة المصالحة، وسيتم التوقيع على المحاضر الرسمية للصلح في مؤتمر صحفى مساء اليوم، لحين تحديد موعد لإقامة مراسم الصلح والتي من المحتمل أن يحدد لها الصالة المغطاة في مدينة أسوان، ويتم تحديد الموعد طبقًا للاتفاق مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ورئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب في حالة حضورهم لمراسم الصلح النهائية. أحداث أسوان ناقش الطرفان مع مدير أمن أسوان اللواء حسن السوهاجى موقف أبنائهم المعتقلين في تلك الأحداث عقب إتمام الصلح والذي يثبت أنه لم يكن له دور كبير في الأحداث يتم إطلاق سراحه، كما أن سيتوقف البحث عنه والقبض عليهم. ومن ناحيته قال السيد الإدريسى الشريف الأدريسى رئيس الرابطة العالمية للأدارسة الأشراف وعضو لجنة المصالحة بين الدابودية وبنى هلال، إن كبار قبيلتي الدابودية والهلايل وافقوا على إتمام الصلح رسميا، مؤكدا أنه سوف يعلن عن هذا في مؤتمر صحفى مساء اليوم، على أن يتم التوقيع على محاضر الصلح الرسمية خلال الأيام القليلة القادمة. وأضاف الإدريسي أنه تم الاتفاق مع الدابودية وبنى هلال على ضرورة إنهاء الأزمة، خاصة عقب المشاجرة التي حدثت أول أمس، وأسفرت عن مقتل اثنين آخرين، مشيرًا إلى أن كلا من الطرفين فوض اللجنة لاتخاذ القرارات اللازمة بخصوص شكل الصلح، وإتمامه.