أتنازل عن نصف راتبي ونصف ممتلكاتي وميراثي من أجل مصر رفضت الموازنة لأنها تهرب من المواجهة وتصدر كارثة للأجيال القادمة دون إجبار ولا إحراج حسابات للمصريين بالبنوك سأشرف عليها بنفسي لن ألبي طلب فئوى واحد لأننا لا نستطيع عشنا عشر شهور بوقفة الأصدقاء لكن لن نحرجهم ولن نحرج أنفسنا الجيش المصري مشكلة كبيرة لمن يحاول الاقتراب من مصر كلمة واحدة قلتها لوزير العدل: لا تدخل في شئون القضاء أميرة إبراهيم «لا تعلو الاعتبارات السياسية أو الخوف من الرأي العام، على مصالح الوطن ومقدرات الأجيال القادم»، هذا عنوان الرسائل الكثيرة التي انهمرت من حديث مرتجل للرئيس عبد الفتاح السيسي أمام طلاب وخريجي الكلية الحربية وقادة القوات المسلحة ومسئولي حكومته. من المهم أن الرسائل كانت أمام كاميرات التليفزيون المصري وبث مباشر لا يحتمل تعديل الكلمات أو إعادة الصياغة فظهر الرئيس يقفز خطوات للأمام في التواصل مع الشعب مباشرة ويضع أمام المواطن العادي ملفات تبحث في الغرف المغلقه مع الحكومة ذات علاقة مباشرة بأدق الأمور الحياتية للمصريين. ولم تكن رسالة التنازل عن نصف الراتب والممتلكات دعوة للمصريين كي يحذو من يستطيع حذو الرئيس لكنها كانت إشارة بدء بالنفس أطلقها السيسي ليعلن أنه يقترب بشدة من إجراءات اقتصادية جديدة لإنقاذ الوضع المتدهور للدولة التي تواجه عجزًا يتجه لتجاوز حاجز تريليونين إضافة للفائدة المتزايدة، لكن اللافت أن الرئيس اختار أن يوجه كل الرسائل عبر الحفل الختامي لتخريج الكليات العسكرية التي انطلق موسمها مبكرًا هذا العام قبل أسبوعين. واختتم قبل ساعات من توجه السيسي إلى «مالابو» لحضور القمة الإفريقية، حيث حضر تخرج ست دفعات عسكرية بالكلية الحربية والعلوم العسكرية أبرزها الدفعة 108 من طلبة الكلية الحربية دفعة الفريق محمد عبد الحميد حلمي، قائد القوات الجوية الأسبق. السيسي وصل أرض العرض وكان فى استقباله رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب ووزير الدفاع الفريق أول صدقى صبحي ورئيس الاركان الفريق محمود حجازى وقادة الافرع الرئيسه وكبار قادة القوات المسلحه والدكتور احمد الطيب شيخ الازهر الشريف. ومرة أخرى ظهر المشير حسين طنطاوى وزير الدفاع الاسبق ورئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحه اثناء الفتره الانتقاليه عقب ثورة يناير 2011 وتنحى الرئيس الاسبق حسنى مبارك عن الحكم، ظهر يأخذ مقعده بجوار الرئيس السيسي مباشرة ودخلا في حوار جانبي استمر لدقائق انتهى بالضحكات المتبادلة، وطنطاوي يربت على يد السيسي. ورغم أنه لم يوجه أى كلمة فى حفلات تخرج طلاب الكليات العسكرية لكنه توقف ليوجه كلمه غير مكتوبة بدأها، مهنئا الشعب المصري بقرب حلول شهر رمضان، ودعاهم مباشرة للترشيد، قائلا: «المصري مطالب فى الفترة الحالية بتقشف وتخفيف النفقات خلال الشهر، مش ممكن نقلل من النفقات شوية مش شوية شويتين كمان». ثم وجه التحية الخاصة للقوات المسلحة والجيش وتشكيلاته والدور الذى قدمه أبناء القوات المسلحة لحماية الدولة من الانهيار، مؤكدًا أنها تحية واجبة ومستحقة لدورهم العظيم، وشدد على أنهم بفضل الله عماد الامن والاستقرار في مصر. وبكلمات واضحة، أكد السيسي أن الجيش المصري، يقف عقبة أمام من يحاول الاقتراب من مصر في الداخل والخارج، فالجيش المصري هو الضمير الحر للوطنية المصرية، «الجيش مشكلة كبيرة حقيقي أمام أى أحد يحاول أن يقترب من هذا البلد». ثم انتقل بنفس القوة ليشدد على أن مصر والمنطقة العربية أمانة في رقابنا جميعا، وإننا قادرون على حفظ الامانة بمشيئة الله، وبوحدتنا، تماسكنا، تفاهمنا، وبنكران الذات والإيثار». وفتح الرئيس صفحات الشأن الداخلي منتقيًا أبرزها ليضع عنوانا للمرحلة: «مصر لن يبنيها إلا المصريون»، وبنعومة يتحدث: «مهم قوى أفكر نفسي وحضراتكم جميعا قلت دايمًا حتكلم معاكم بشفافية وبصدق وبامانه لإنها مسئوليتانا كلنا، والأمس كان فيه نقاش حول موازنه مصر للعام 2015/2016 ودار ست ساعات نقاش مع وزير المالية والتخطيط ورئيس الوزراء وأنا؛ وواصل: «بصراحة عاوز أكلمكم بمنتهي منتهي الأمانه والصراحة، قلت ما أقدرش أوافق عليه». وأردف، أنه لم يعد كلمة مسبقة، قائلا: «كان مفروض مافيش كلمه مجهزها دلوقت لكن اتكلم لانه مسئوليه للاجيال القادمه». لماذا رفض الرئيس الموازنه؟ يجيب بنفسه: «العجز بيزيد والمديونية بتطلع فوق اتنين تريليون، لماذا علشان ما نعملش مشكلة مع الرأى العام لإن فيه تقديرات للحكومة إن الموقف السياسي لا يتحمل ان نعمل مشكله مع المواطن يعنى لا نجابه المشكله كل عام والدين يزيد؟». وأضاف أنه قرر أن يكلم الشعب بصراحه قائلا: «الشهور العشرة الماضية عدوا لان كان فيه أصدقاء واقفين معانا وبس حنفضل كده ولا ممكن نيجي على نفسنا شوية وشويتين، إحنا بنحرج الناس وبنحرج نفسنا». وتابع أنه أخبر الحكومة برفضه التصديق على الموازنه خاصة مع عدم وجود البرلمان، وقال: «أنا قلت للحكومة مش حقدر أصدق على كده وكمان مفيش برلمان، قلنا نراجع الموازنة لأننى لا أستطيع تحمل الموافقة عليها بهذا العجز؛ والدين الخارجي والداخلي يصل إلى 2.1 تريليون عاوزين فوائد للدين يعني عبء أكتر». وطالب «السيسي» الشعب بالتعاون معه بعدم اللجوء إلى المطالب الفئوية، مشددًا على أنه لن يكون هناك استجابة لأى مطلب فئوي، مهما كانت الظروف؛ وقال: «باقولها بصراحة انا لن استجيب لمطلب فئوى واحد ، وانتبهوا مصر لا تتحمل اى مزيد، والحكومه لا تستطيع ليس لا تريد لكن لا نستطيع». لكن السيسي يؤكد أنه لم يخبر الحكومة بعزمه نقل المشكلة ومكاشفة الشعب بها وقال: «أنا ما قلتش للحكومة إنى حكلمكم بصراحة ولماذا لا أتحدث معكم بصراحة واحنا محتاحين نيجى على نفسنا»، وأضاف مثنيًا على شعبه :" المصريين جدعان قوى وحتى الستات بتاعتهم رجاله قوى». وأشار إلى أنه وعد قبل الانتخابات بالترفق بالشعب، لأنه لم يجد من يحنو عليه وان الموافقه على هذه الموازنه تعنى ان الاحيال القادمه لن تجد شيئا، وقال: «محتاجين نعمل إجراءات، وقلت قبل كدة الشعب محتاج من يرفق به ويحنو عليه وقبل الانتخابات قلت محتاجين سنتين ناخد إجراءات لإن البلد لن تتحمل بهذه الطريقة». ومرة أخري، رفض الرئيس الدخول فى تفاصيل الموازنة بالأرقام متمسكًا بأن ذلك خطير للأمن القومى وهو ما سبق وأشار له وانتقل لأول إجراء يقترحه بكلب مشاركه حقيقيه من الشعب بادئا بنفسه، وقال: «لازم يبقي فيه تضحيات حقيقية من كل مصري ومصرية، أنا باخد مرتب الحد الأقصى وكان فيه توجيه ما حدش يحصل على أكثر من الحد الأقصي وهو 42 ألف جنيه، وتابع: «أنا هعمل حاجتين ولا أتفضل على أحد: «أولا سأحصل على نصف هذا الراتب فقط وأتنازل عن النصف الآخر لمصر، وماذا استطيع ان افعل ايضا؟ ساتنازل عن نصف ممتلكاتي بما فيها ما ورثته عن أبويا علشان خاطر البلد». ووجه حديثه للشعب المصري قائلا:" لو كل واحد حط بلده قدام عينيه ومستعد يعطيها ، ده احنا عددنا كتير خارج مصر هناك ملايين وداخلها ملايين وناس معاها وتقدر تساعد "، ثم كرح اقتراحه بالاجراء لتنظيم عملية التبرع تحت إشرافه بنفسه، وقال: «لو عملنا حسابات بالبنوك وإذا قلت حاشرف عليها شخصيًا، هل نقدر نجد من المصريين فى الداخل والخارج من يقدر دون ضغط أو حرج يساهم أم لا؟». وبدا أن الرئيس مصمم على إشراك الشعب فى مواجهة الأزمة بدلًا من مراقبة الحكومة تواجهها وحدها، وقال: «لازم اتكلم معاكم يا مصريين أنتم وضعتم الأمانة في رقبتي وباقول الامانه فى رقبتنا كلنا ، احنا محتاجين ناخد اجراء نحل بيها المسأله دي، اطلب أن تساعدونى؟ ايوه ،وتساعدوا مصر بالتأكيد، ده وقت التكاتف والوحده ومصلحة الوطن وانا متأكد بفضل الله وباقول يارب ظروفنا صعبه وحضرتك ساعدنا». وقبل ان يختم كلمته عاد ليتناول الجدل الذى اندلع خارجيا حول احكام القضاء الاخيره وقال: «أنا اتصل بالوزراء يوميًا في السابعة لأناقش مع كل منهم تطورالعمل واتصال الأمس كان مع وزيرالعدل، وقلت له كلمة واحدة: «لن نتدخل في أحكام القضاء لأن القضاء المصري مستقل وشامخ، وأقول للجميع مؤسسات الدولة محدش يقرب منها ويتكلم ويعلق عليها، وإذا كنا ننشد بجد دولة مؤسسات فلا بد من احترام أحكام القضاء ولا نعلق عليها حتى لو لم يفهمها الآخرين». وأنهى الرئيس كلمته مطالبًا المصريين بأن يساعدوا وطنهم، وهتف «تحيا مصر»، ثلاث مرات.